#########

العدالة والمساءلة

النظام السوري يفتتح متحفاً فخماً لباسل الأسد، والشعب يموت جوعاً


نصب تذكاري لباسل الأسد، الذي توفي في عام 1994، يثير الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بينما يكافح السوريون لتغطية نفقاتهم

23 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2020


النظام السوري يفتتح متحفاً فخماً لباسل الأسد، والشعب يموت جوعاً

*مع العدالة – ترجمة | شمس الحسيني   


يكافح السوريون لشراء الوقود لتدفئتهم في فصل الشتاء، ويصطون في طوابير لساعات للحصول على الخبز، ويبحثون بيأس عن الأدوية الأساسية التي يصعب العثور عليها وتحمّل تكاليفها.

وكما تقول الكاتبة في موقع “ميدل إيست آيMiddle East Eye” نور أيوبي أن ذلك لم يمنع نظام الأسد من افتتاح متحف جديد وفخم تخليداً لذكرى باسل الأسد، شقيق بشار الذي مات منذ فترة طويلة.

وقد ازداد الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء هذا المشروع الذي يحيي ذكرى حياة باسل الذي كان مقدراً له أن يقود سوريا حتى وفاته في حادث سيارة في عام 1994.

وقد تم افتتاح المتحف يوم الثلاثاء في اللاذقية، وهي محافظة عائلة الأسد والمنطقة السورية التي قدمت أكبر عدد من الجنود لصفوف النظام على مدى العقد الماضي من الحرب.



وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، افتتح الاتحاد الرياضي العام المتحف المرصوف بالرخام وبنوافذ زجاجية مزخرفة في مدينة الأسد الرياضية تخليداً لذكرى “الشهيد الفارس الذهبي باسل الأسد”.

وقد شارك الكثيرون من السوريين صوراً للمبنى وقارنوها إلى جانب الفقر في البلاد مع تدهور غير مسبوق في الظروف الاقتصادية.



واستنكرت مجموعة ناشطة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان افتتاح المتحف، وقدرت أن المشروع كلّف الحكومة ملايين الدولارات.

وجاء في البيان أن “إهدار موارد الدولة السورية في مشاريع الغرور التي ينفذها النظام والتي لا تعود بالنفع على الشعب السوري، إهانة بشعة أخرى لمواطني الأمة“.

وشارك العديد من الأشخاص عبر الإنترنت هذا الخبر، حيث لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة غضبهم على هذا الإنفاق بينما يكافح السوريون لتغطية نفقات معيشتهم الصعبة.



وذهب البعض للهجة أكثر سخرية إلى حد ما.



كان باسل الابن الأكبر لحافظ الأسد، حيث توقّع الجميع عموماً أن يخلف والده في منصب الرئيس. لكن موته قلب خطط الخلافة رأساً على عقب ودفع بشار الذي كان يمارس عمله كطبيب في بريطانيا آنذاك، إلى حياة القيادة.

منذ عام 2011، يخوض نظام بشار الأسد حرباً مع معارضة تمخضت عن حملة قمع دامية قام بها وقواته وحلفاؤه ضد الاحتجاجات المطالبة بالحرية ورحيل النظام.

قُتل أكثر من نصف مليون شخص في الصراع وتهجّر ونزح حوالي 12 مليوناً. ومنذ أسبوع احتفلت عائلة الأسد بمرور 50 عاماً على توليها السلطة، بما تسمى “الحركة التصحيحية”.


وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت صور تظهر الناس في دمشق يجبرون على الانتظار ضمن ممرات حديدية مزدحمة للوقوف في طوابير كي يحصلوا على الخبز.

تعاني سوريا، التي دمرتها عشر سنوات من الحرب والعقوبات الأمريكية القاسية، من أزمة اقتصادية ضخمة. ارتفعت أسعار الوقود والغذاء بشكل كبير، مع ندرة واسعة النطاق للمواد الأساسية والأدوية.

وبالتزامن مع كل هذا، ينتشر “فيروس كورونا” في أنحاء البلاد، وداخل كل المناطق التي يسيطر عليها النظام، وآخر منطقة للمعارضة في شمال غرب سوريا.


  

 


المزيد للكاتبة