نور الشلو، معتقلة منذ شهرين، معروفة بعملها في دعم النساء والمحرومين في مدينة إدلب السورية.
21 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2020
*مع العدالة – ترجمة | شمس الحسيني
تزايدت المخاوف منذ أمس الجمعة بالنسبة للصحفية والناشطة الحقوقية السورية “نور الشلو“، حيث ورد أنها تواجه حكم الإعدام بعد احتجازها لمدة شهرين في محافظة إدلب من قبل عناصر “هيئة تحرير الشام” المتشددة.
ووفقاً لمصادر إعلامية وناشطين، فقد صدر حكم الإعدام بسبب اتصال مزعوم “للشلو” بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت الشبكة أن الموعد المحدد للتنفيذ هو يوم الجمعة المقبل. غير أن المحللة “إليزابيث تسوركوف“ نفت الحكم قائلة إن مسؤولاً من الهيئة وصديقاً لنور الشلو قال إن النبأ انتشر فى محاولة لجذب الانتباه إلى قضيتها.
اعتقلت هيئة تحرير الشام، وهي فرع من تنظيم القاعدة وتسيطر على غالبية شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، العديد من النشطاء والصحفيين في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك “بلال عبد الكريم”، العامل في “ميدل إيست آي-Middle East Eye”.
ليس من الواضح في المقام الأول سبب اعتقال هيئة تحرير الشام لنور الشلو، تزامناً مع ورود اتهامات مختلفة – من التجسس إلى الابتزاز -.
ورغم ذلك، في مقابلة إذاعية، خلال وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت والدة الشلو إن هيئة تحرير الشام أبقتهم أي (العائلة) في حالة جهل تام، وعدم دراية بموضع ابنتهم: “لا أحد يخبرنا بأي شيء. لا أحد يعرف أي شيء على الإطلاق. وأضافت: “حتى مكانها أو ما تم اتهامها به”.
لقد ذهبنا إلى المحكمة، وحاولنا أن نسأل عنها. لم يمنحونا أي معلومات مطلقاً . في كل مرة نطلب فيها من شخص ما، تكون الإجابة ألا نسأل، وإلا سنتعرض للاعتقال”.
دعم المرأة
نور الشلو تنحدر من منطقة الأتارب بريف حلب.. أرملة، وأم لثلاثة أطفال، كانت تستخدم حسابها على صفحات التواصل الاجتماعي للتحدث عن دور المرأة ومعاناتها في المجتمع السوري.
وفي مقابلة نشرت العام الماضي، سلطت الضوء على الحاجة إلى دعم المرأة وتمكينها، قائلة:
“لقد أتاح لي عملي المساهمة في المشاريع التي تدعم المرأة مهنياً وفكرياً.. وأنا قادرة على الوصول إلى عدد كبير من النساء المهمشات في المجتمع، سواءً من الأرامل أو المطلقات، أو كن قد فقدن أزواجهن”.
تسبب اعتقال الشلو والإبلاغ عن الحكم في قلق بالغ بين النشطاء السوريين وغيرهم ممن يناصرون القضايا الإنسانية.
وفاء علي مصطفى، وهي ناشطة وعضوة في منظمة “عائلات من أجل الحرية“، وهي منظمة تناضل ضد الاختفاء القسري واحتجاز السوريين، قالت لـ Middle East Eye: إن الشلو كانت دائماً في خطر أثناء عملها في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.
وأضافت أيضاً: أن “هيئة تحرير الشام مشهورة بارتكاب عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لمواطنين أبرياء، بمن فيهم نشطاء وصحفيون”.
That's a video Nour Al Shalo published "on the occasion of the International Women’s Day, on her instagram
She wrote: " I love every Syrian woman, every free woman, every mother, a martyr, so be strong, like what you don’t like….".#مشاركة_على_أوسع_نطاق #الحرية_لنور_الشلو pic.twitter.com/psTYO3q8BL
— #EyesOnIdlib (@EyesOnIdlib) November 17, 2020
هيئة تحرير الشام تثير هذه التهم السخيفة ضد نور للتشهير بها، وتبرير اعتقالها وإعدامها غير القانوني. نور هي واحدة كباقي السوريات اللائي تعرضن للظلم، وقصتها تمثل قصص نساء لا حصر لهن في جميع أنحاء العالم، يكافحن ضد الاستبداد والإرهاب.
وقال الصحفي السوري قصي نور إن هذه الجماعة المسلحة تحاول فرض سيطرتها من خلال الحدّ من الأصوات المستقلة.
و”تحاول الهيئة بشكل مستمر الضغط على المواطنين للحفاظ على سلطتها في إدلب، وهي تريد أن تكون إدلب تحت حكمها فقط. ولا يوجد سبب للاعتقال”.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ يناصر نور الشلو بعنوان: “الحرية لنور الشلو” لنشر الوعي بمأساة الصحفية مع مطالبتهم بإطلاق سراحها.
تشكلت هيئة تحرير الشام في عام 2017 على شكل اندماج بين مجموعات مسلحة متعددة في سورية. ويقودها حالياً جبهة فتح الشام، المعروفة سابقاً باسم “جبهة النصرة”، وقادة سابقون في أحرار الشام.
في عام 2019، كان لهذه الجماعة ما يقدر بنحو 20 ألف عضو وتحتفظ بالسيطرة الإدارية على محيط إدلب من خلال ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني.
في وقت سابق من هذا العام ، أفادت مجموعة ناشطة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 700 صحفي مواطن قتلوا في سوريا منذ بداية الثورة السورية في عام 2011.