لم ينسَ "شفيق فياض" حصته في قريته، فقد اشترى عشرات الدونمات على طريق القرية الرئيسي ليقيم فيها فيلا خاصة، والتي تمت زراعتها بمختلف أنواع الأشجار المثمرة
14 / كانون أول / ديسمبر / 2018
المصدر : زمان الوصل
لا تكاد تذكر الفرقة الثالثة، إلا وتذكر معها اسم “شفيق فياض” أحد أهم أركان نظام حافظ الأسد.
تطوع “فياض” في الجيش العربي السوري، وكان اختصاصه “شؤون فنية”، وقد تدرج في المناصب القيادية، وعلى الرغم من أن الاختصاص المذكور لا يؤهله لاستلام تشكيل مدرع أو مشاة، فقد تم تجاوز هذا الأمر باعتبار أن الشخصية هي موالية لحافظ الأسد حتى النخاع.
تسلم قيادة “الفرقة الأولى” مع وصول حافظ الأسد إلى الحكم مطلع عام 1970، إثر الانقلاب على الرئيس “نور الدين الأتاسي”، ثم انتقل ليتسلم قيادة “الفرقة الثالثة” دبابات، حيث بقي قائداً للفرقة حوالي عشرين عاماً حتى العام 1993، حيث انتقل ليتسلم قيادة “الفيلق الثالث” الذي تم إنشاؤه في “القطيفة” قرب قيادة “الفرقة الثالثة” ثم عين نائباً لوزير الدفاع وبقي حتى العام 2003، ثم تم تسريحه وتعيينه بمنصب فخري هو مستشار القائد العام ليحصل على ميزات ومنح إضافية.
الاسم والشهرة: شفيق فياض ديب مكان وتاريخ الميلاد : القرداحة -عين العروس- 1937 الاختصاص العسكري: شؤون فنية أخر رتبة:عماد أهم المناصب: قائد الفرقة الأولى- قائد الفرقة الثالثة- قائد الفيلق الثالث- نائب وزير دفاع- مستشار القائد العام للشؤون العسكرية والسياسية عدد الأولاد: أربعة أولاد (ثلاثة ذكور –بنت واحدة) تاريخ الوفاة: 8-10-2015.
*الحاكم بأمره في منطقة القلمون
نتيجة طول فترة خدمته وسلطته في منطقة “القطيفة” وضواحيها، أصبح هو الحاكم الفعلي في تلك المنطقة، ونكاد نجزم بأن سلطته هناك كانت أقوى من سلطة أي من فروع مخابرات النظام أو الشرطة أو حتى القضاء.
وكان معروفاً أنه كان يتدخل حتى في مجريات المحاكم وملفات القضاء فيما يخص أبناء تلك المنطقة.
استثمر خيرات قرى تلك المنطقة الممتدة من “الناصرية” شرقاً ومن “النبك” شمالاً حتى حدود “الضمير” جنوباً حتى يقال إنه أقام دولة داخل الدولة.
تم إطلاق يده في تلك المنطقة كمكافأة له على مواقفه التي حمى فيها نظام حافظ الأسد من السقوط عدة مرات، لا سيما دوره في مجازر حماة 1982 التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف إنسان.
وسبق ذلك جرائمه أثناء إخماد الحراك الثوري في مدينة حلب عام 1980، حيث ارتكب عدة مجازر أبرزها مجزرة “حي المشارقة” صبيحة عيد الفطر، حين احتلت قوات “الفرقة الثالثة” مدينة حلب وقضت على ذلك الحراك بالكامل بقوة الحديد والنار.
إنقاذ حافظ الأسد عام 1984 عندما قام رفعت الأسد بمحاولة الانقلاب عليه ودخول “سرايا الدفاع” إلى شوارع العاصمة، حيث نزلت قوات “الحرس الجمهوري” وقوات “الفرقة الثالثة” للتصدي لها وإفشال الانقلاب، ونذكر هنا أن رفعت طلب من “فياض” مرافقته في الطائرة التي سيغادر بها من دمشق إلى موسكو لضمان أن حافظ لن يسقطها بعد إقلاعها في الجو بسبب العلاقة الوثيقة بينهما.
وأهم من ذلك كله هو كشف محاولة الانقلاب التي كانت تخطط بها مجموعة كبيرة من الضباط، وذلك بحكم علاقته مع اللواء “أحمد عبد النبي” الذي أفشى سر العملية وتوقيتها، حيث طلب من الأسد مقابلة فورية وعاجلة لـ”عبد النبي”.
كانت لفياض اليد الطولى زمن حافظ، فكان يسمى من قبل أقرانه بأنه صاحب الصلاحيات المفتوحة، فله القرار الحاسم فيما يتعلق بتعيين الضباط وتنقلاتهم وترفيعهم وتسريحهم.
كما كان لفياض الرأي في تعيين محافظين ووزراء وإقالتهم، وتعيين وزراء وإقالتهم، وله رأي برؤساء الحكومات، ويتدخل بقوانين الاستثمار بما يضمن له تدخلا مضمون الريع، كما كان له نصيب كبير من تعيينات أعضاء مجلس الشعب.
*سرقات وقصور تعانق الفضاء:
مما أبدع به فكر ومخيلة “شفيق فياض” هو قيامه ببناء قصرين متجاورين على أعلى قمة في جبال القلمون (ارتفاع 1465 مترا) على قمة جبل اسمها “القرن”، أحدهما هدية قدمها “شفيق” إلى حافظ الأسد والآخر خاص به وعائلته، وبسبب عدم وجود طريق جيد يصل إلى تلك القمة في حينها وصعوبة وصول مواد البناء إلى هناك فقد كان يتم نقل مواد البناء والعمال إلى هناك بواسطة حوامة نقل، وهو ما أثار استغراب كثير من المقربين في حينها.
بعد استلام “بشار الأسد” للسلطة في سوريا، قام بتعبيد الطريق الواصل إلى هناك ليصبح الوصول إليهما يسيراً وسهلاً، ووضع عليهما حراسة من قوات “الحرس الجمهوري” بدلاً من حراسة “الفرقة الثالثة”، حيث كان يتردد إلى هناك بين الحين والآخر.
*مزارع ومداجن بملايين الليرات:
قام شفيق فياض ببناء العشرات من المداجن وزرع آلاف من الأشجار المثمرة في المنطقة المقابلة للفرقة على طريق حمص دمشق، حيث قامت ورشات الفرقة ببناء هذه المداجن، كما يتواجد عناصر من الفرقة في خدمتها والعمل فيها حتى تاريخه، إلا أنها تدخل في أملاك فياض الخاصة، وهي أراضي في الأساس عائدة لأملاك الدولة، ولكن على اعتبار “فياض” من مؤسسي هذه الدولة، فله الحق في كل ما يفعل، وله الحق في أن يتملك كل ما تصل إليه يده، حتى بلغت مساحة الأراضي التي استولى عليها في هذه المنطقة فقط حوالي ألف دونم.
*مزارع معضمية القلمون:
كما استولى “شفيق فياض” على آلاف الدونمات في منطقة القلمون الشرقي، ومن أشهرها تلك المزارع الواقعة قرب بلدة “المعضمية” (طريق المعضمية -جيرود) حيث أقام في إحداها فيلا فاخرة خاصة به.
امتدت أملاكه هناك لتكون أشبه بمستعمرة الإقطاع الذين ادعى نظام البعث محاربتهم، حيث يبلغ مجموع الأراضي التي استولى عليها “فياض” بأكثر من ثلاثة آلاف دونم كلها صالحة للزراعة.
فيما حرم أهالي وسكان المنطقة الأصليين من أي نشاط زراعي، حيث كان يتطلب حفر بئر واحد خاص بالزراعة رشى وساطات تكلف مئات الآلاف.
*استراحة وفيلا “القطيفة”
عندما كان “فياض” قائداً لـ”الفرقة الثالثة” قام ببناء استراحة فاخرة له إلى الجنوب من بلدة “القطيفة”، وغصت هذه الفيلا بأنواع من التحف الفنية النادرة التي كان يتلقاها من تجار وأثرياء سوريا عموماً وحلب خصوصاً، حيث قدرت في حينها بأنها تساوي أكثر من مليار ليرة سورية.
بعد انتقال “فياض” لقيادة “الفيلق الثالث”، أعطى أمرا ببناء استراحة صغيرة لقائد
“الفرقة الثالثة” قرب مشفى “القطيفة” الجديد، وذلك كبديل عن هذه الاستراحة، كونه (فياض)، لن يترك هذه الاستراحة على اعتبار أنها من أملاكه الخاصة وليست ملكا للفرقة.
*فيلا جبلة البحرية:
كعادة قادة “البعث” القديمين الذين جنوا الملايين على حساب الشعب الفقير، لم ينسَ “شفيق فياض” إقامة فيلا بحرية اسوة بباقي القادة، فأنشأ “فيلا” فاخرة جداً شمال مدينة جبلة (آخر الكورنيش البحري) جنوب الكلية البحرية، حيث يتم ضخ مياه البحر إلى مسبحها الداخلي.
*فيلا “عين العروس”:
لم ينسَ “شفيق فياض” حصته في قريته، فقد اشترى عشرات الدونمات على طريق القرية الرئيسي ليقيم فيها فيلا خاصة، والتي تمت زراعتها بمختلف أنواع الأشجار المثمرة.
كما تملك عائلة “فياض” عدة فيلات وأبنية فاخرة داخل مدينة دمشق، حيث يقيم أفراد العائلة (المزة فيلات- أوتوستراد المزة)، كما يملكون فيلا فاخرة في منطقة “يعفور” أيضاً يقدر سعرها بملايين الدولارات.
وحسب أحد المقربين من العائلة فإن ثروة أفراد عائلة “فياض” حاليا تتجاوز مليار دولار على أقل تقدير.
*أولاد شفيق فياض
-“علاء” الابن البكر وهو الرجل الاقتصادي الأول حيث تزوج من “لمياء” بنت “رفعت الأسد”، وأنشأ معملا لإنتاج السيراميك قرب بلدة “عدرا” أسماه معمل غرانادا (غرناطة) كلف في وقتها حوالي 800 مليون ليرة سورية بعدما استولى على أراضي المزارعين الفقراء هناك.
-“مروان” طبيب الأسنان لديه ملف ملاحقة من قبل الأمن اللبناني بتهمة التخابر والتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، حيث ثبت أنه كلف أحد معارفه ويدعى (عبد الرحمن محمود) بمقابلة أحد ضباط الموساد في مصر، ثم في تركيا (يدعى ابراهيم)، بغية تسهيل عدة أمور غير قانونية، وكان الهدف منها هو الكسب المادي البحت (وهي مساعدة الإسرائيليين لمروان وشركاه في تمويل إقامة منجم للذهب في موزنبيق، مقابل تقديم معلومات للموساد عن الطيار الاسرائيلي رون آراد)، ولكن رغم معرفة واطلاع المخابرات السورية على هذه الحادثة، إلا أنه لم يتعرض لهذه الفضيحة الكبرى، ولم يتخذ أي إجراء بحق الطبيب “مروان” بسبب أنه ابن الطغمة الحاكمة والتي دائماً ذنبها مغفوراً حتى ولو تعاملت مع “إسرائيل” العدو المفترض.
-“غيث” الابن الأصغر وهو ضابط في الأمن السياسي رفع مؤخراً لرتبة عميد، شملته عقوبات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بشخصيات قامت بالاشتراك في قتل السوريين، حيث شكل ميليشيا خاصة به تتبع لشعبة الأمن السياسي، وقد أشيع منذ فترة خبر مقتله في أحد كمائن الثوار في “حرستا”، لكن الخبر غير صحيح على الإطلاق، فأبناء هؤلاء لا يجرؤون على الاقتراب من مناطق المواجهة.
-“غزل” وهي الابنة الوحيدة متزوجة من المهندس “مازن شفيق اسماعيل” وتملك أراضٍ يبلغ ثمنها الملايين من الدولارات.
*سرقة واستثمارات بالملايين:
بعد أن جمع “شفيق” وأسرته ثروة طائلة خلال سنوات قيادته لـ”الفرقة الثالثة”، وسيطرته على مقدرات وخيرات القلمون، قام ابنه الأكبر “علاء” باستثمار جزء من هذه الثروة في مشاريع اقتصادية كبيرة، للتماهي مع تزاوج المال والسلطة التي أنتجها نظام البعث الفاشي.
بدأ “علاء” بالاستيلاء على عشرات الدونمات الواقعة شرق طريق دمشق -حمص قرب بلدة “عدرا” مستخدماً نفوذه العسكري والسياسي، ما دفع الكثير من المالكين لتلك الأراضي ببيعها، مجبرين بأسعار زهيدة، لا تساوي جزءا بسيطا من قيمتها الحقيقية، وذلك تحت الضغط والإكراه، ليقيم عليها معملاً كبيراً للسيراميك.
تم التعاقد مع شركة إيطالية لتوريد وتشغيل المعمل، حيث بلغت كلفة المعمل في حينها أكثر من 800 مليون ليرة سورية.
تبلغ مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها أكثر من 500 دونم، ولا يزال المعمل قيد التوسع حتى تاريخه.
قام ثوار الغوطة بالسيطرة على جزء من المعمل في آب أغسطس من العام /2018، حيث وجدوا بداخله مجموعة من الوثائق وجوازات السفر التي تخص عائلة “فياض” وابنة “رفعت” (زوجة علاء) و”عاطف نجيب” و”عاصم كنعان” تم عرضها على الإعلام في حينها، لكن سرعان ما تم استعادة المعمل من يد الثوار وهو الآن جاهز ويقوم بالإنتاج.
المادة من المصدر ⇐ هنا