#########

الضحايا

“نيويورك تايمز”: معظم ضحايا القنابل العنقودية في عام 2019 هم من السوريين


إن الحرب في سورية، التي بدأت قبل عقد تقريباً، تجعل منها البلد الوحيد الذي استخدمت فيه القنابل المحظورة مراراً وتكراراً منذ عام 2012.

05 / كانون أول / ديسمبر / 2020


“نيويورك تايمز”: معظم ضحايا القنابل العنقودية في عام 2019 هم من السوريين

  ترجمة: مع العدالة – The New York Times | تقارير 


أفادت مجموعة مراقبة منذ عشرة أيام بحسب “نيويورك تايمز-The New York Times” وهي صحيفة أميركية مقرها في مدينة نيويورك أن عدد ضحايا القنابل العنقودية، الأسلحة المحظورة دولياً التي تقتل عشوائياً، تضاعف تقريباً العام الماضي، ويرجع ذلك في الغالب إلى استخدامها من قبل قوات نظام الأسد المدعومة من روسيا في الحرب المستمرة منذ عقد تقريباً في سورية.

 

قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 286 شخصاً في 2019 إثر هجمات بالقنابل العنقودية أو عبر مخلفات الذخائر، مقارنة بـ 149 شخصاً في 2018، وذلك بحسب مجموعة المراقبة. وقالت إن عدد القتلى في سورية بلغ 219 قتيلاً في 2019 – ثلاثة أضعاف العدد في 2018.

وقد وردت النتائج التي توصل إليها فريق الرصد، وهو تحالف ضمن الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية – الذخائر العنقودية، في استعراضه الذي دام عشر سنوات للامتثال لاتفاقية الذخائر العنقودية، وهي معاهدة تحظر الأسلحة التي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس 2010 بعد التصديق عليها من قبل 30 دولة. ومنذ ذلك الحين، ارتفع هذا العدد إلى 110 دولة، لم يستخدم أي منها هذه الأسلحة.



وقالت المجموعة إنها اكتشفت أيضاً استخدام ذخائر عنقودية في ليبيا خلال عام 2019، وراجعت مزاعم استخدامها العام الماضي في اليمن وفي منطقة كشمير المتنازع عليها على الحدود الهندية الباكستانية، لكنها لم تستطع اتخاذ قرار حاسم.

وفي سياق الحديث قد تم الإبلاغ عن ضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية غير المنفجرة العام الماضي في أفغانستان والعراق ولاوس ولبنان وصربيا وجنوب السودان وسوريا واليمن، وكذلك المناطق المتنازع عليها في ناغورنو كاراباخ والصحراء الغربية.

 بين عامي 2010 و 2019، تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 4315 ضحية للذخائر العنقودية في 20 دولة ومناطق أخرى، لكن أكثر من 80 بالمئة كانوا في سورية. وأضافت المجموعة أنه تم الإبلاغ عن 686 هجمة بالذخيرة العنقودية في سورية منذ يوليو/تموز 2012، مما يجعلها “الدولة الوحيدة التي شهدت استخداماً مستمراً للأسلحة” خلال تلك الفترة.


“مقطع فيديو نشرته هيومن رايتس ووتش- Human Rights Watch يوضّح الحجم الهائل من القنابل العنقودية المستخدمة ضد السوريين بين فترات عديدة”

وقد صدر تقرير المجموعة بعد أسابيع فقط من ظهور روايات جديدة عن هجمات بالقنابل العنقودية خلال اندلاع الأعمال العدائية المكثفة بين أذربيجان وأرمينيا، الخصوم في نزاع ناغورنو كاراباخ. وقالت “ميشيل باشيليت-Michelle Bachelet”، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن مثل هذه الهجمات، إذا تأكدت، “مقلقة للغاية” ودعت الجانبين للانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية.

ولم تنضم العديد من الدول، بما فيها الدول الرئيسية المنتجة للأسلحة مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوكرانيا و”إسرائيل“، إلى المعاهدة التي تحظر جميع استخدامات وتخزين وإنتاج ونقل الأسلحة.

ومع ذلك، يقول المدافعون عن نزع السلاح، إن القبول المتزايد للمعاهدة ساعد في شجب هذه الأسلحة، ووضع ضغوط دولية فاضحة ضد الرافضين الذين يصرون على الاحتفاظ بها في ترساناتهم أو بيعها في أماكن أخرى.


“صورة لقذيفة تحمل قنابل عنقودية سقطت ولم تنفجر على الأراضي السورية” -إنترنت.

تُعد الذخائر العنقودية، التي تُطلق من الأرض أو تُسقط من الجو، نوعاً من الأسلحة التي توزع أسلحة متفجرة أصغر حجماً، تسمى الذخائر الصغيرة أو القنابل الصغيرة، وهي مصممة للانفجار في منطقة بحجم ملعب كرة قدم. فهم يقتلون أو يشوهون دون تمييز بين المدنيين غير المقاتلين والمقاتلين.

علاوة على ذلك، فإن بعض هذه القنابل الصغيرة لا تنفجر ولكنها يمكن أن تظل قاتلة لعقود، وتتحول بشكل فعال إلى فخاخ. والعديد من ضحايا هذه القنابل الصغيرة هم أطفال لا يدركون خطرها عندما يجدونها على الأرض.


“صورة لمقتل طفل مع إصابة شقيقيه إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف الروسي على مدينة حريتان شمال مدينة حلب 2019” – إنترنت.

تم توثيق استخدام القنابل العنقودية مراراً وتكراراً في سورية، حيث تقاتل قوات نظام بشار الأسد مجموعة من المعارضة منذ احتجاجات الربيع العربي عام 2011. وقد نفت روسيا، الحليف الرئيسي للطاغية بشار الأسد، مسؤوليتها عن الهجمات بالقنابل العنقودية، ولكن تم العثور على بقايا روسية الصنع من هذه الأسلحة في سورية.


في يناير/كانون الثاني، على سبيل المثال، أفادت “هيومن رايتس ووتش- Human Rights Watch” بأن صاروخاً باليستياً برأس حربي روسي من القنابل العنقودية أطلقته قوات النظام السوري دمر مدرسة في محافظة إدلب، مما أسفر عن مقتل 12 مدنياً بينهم 5 أطفال. وفي عام 2017، وثّق مركز أبحاث السياسات التابع للمجلس الأطلسي استخدام الذخائر العنقودية الروسية في قصف حلب.


“صورة لتقنيين روس يجهزون طائرة روسية بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً لقصف مدينة إدلب” إنترنت.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم توقّع على معاهدة حظر الذخائر العنقودية، إلا أنها تعهّدت في عام 2008 بتقييد استخدامها بشدّة لتجنب إلحاق ضرر بالمدنيين. لكن هذه السياسة تغيرت في ظل إدارة “ترامب” خلال كانون الأول/ديسمبر 2017 عندما سمح البنتاغون للقوات الأمريكية بتخزين الأسلحة. ويعتقد أن العديد منها مخزنة في كوريا الجنوبية.