أخبر أطفال "أليسون فلوك إيكرين" المحكمة أن والدتهم لديها 'شهوة للسيطرة والسلطة' وتستحق العقوبة القصوى.
02 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2022
*مع العدالة: تقارير ومتابعات
حكم على امرأة من “ولاية كانزاس” قادت كتيبة تابعة لـ”تنظيم الدولة-داعش” تضم نساء فقط عندما كانت تعيش في سوريا بالسجن لمدة 20 عاماً – وهي أقصى عقوبة ممكنة – بعد أن ندد بها أطفالها في المحكمة وفصلوا الظروف المروعة والانتهاكات التي ألقتها عليهم.
واعترفت “أليسون فلوك إيكرين” (42 عاماً) بأنها قادت “كتيبة نصيبة”، وهي كتيبة تعلمت فيها نحو 100 امرأة وفتاة – بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 10 سنوات – كيفية استخدام الأسلحة الآلية وتفجير القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة.
وكانت إحدى بنات فلوك إيكرين من بين أولئك الذين قالوا إنها تلقت مثل هذا التدريب. وحثت الابنة والابن الأكبر لفلوك إيكرين القاضي على فرض عقوبة قصوى.
“أليسون فلوك إيكرين مع أطفالها الصغار”
قالت ابنتاها، إنهما تعرضتا للاعتداء الجسدي والجنسي من قبل والدتهما، وفي رسائل إلى المحكمة وصفتا سوء المعاملة بتفاصيل مروعة؛ ونفت فلوك إيكرين هذه الإساءة.
وقالت الابنة، ليلى إيكرين، إن “شهوة السيطرة والسلطة” دفعت والدتها إلى جر العائلة في منتصف الطريق عبر العالم للعثور على جماعة إرهابية من شأنها أن تسمح لفلوك-إيكرين “بالتألّق والفخر”، خلال بيان تأثير الضحية الذي أدلت به في جلسة الاستماع.
قالت إن والدتها أصبحت ماهرة في إخفاء الإساءة التي تسببت بها. ووصفت حادثة سكبت فيها والدتها دواء القمل في جميع أنحاء وجهها كعقاب وبدأت المادة بإحداث تقرحات في وجهها وحرق عينيها. ثم حاولت فلوك إيكرين غسل المواد الكيميائية من وجه ابنتها، لكن ليلى قاومت.
“أردت أن يرى الناس أي نوع من الأشخاص كانت عليه. وكنت سأفقد بصري”، قالت بينما كانت والدتها تجلس على بعد أمتار قليلة، وتضع رأسها على يدها بنظرة عدم تصديق. وفي وقت لاحق نظرت في اتجاه أطفالها بعد أن أدلوا بشهاداتهم.
إن وضع فلوك إيكرين كامرأة مولودة في الولايات المتحدة ارتقت إلى مستوى قيادي في تنظيم الدولة يجعل قصتها فريدة من نوعها بين قضايا الإرهاب. يقول ممثلو الادعاء إن الإساءات التي ألحقتها بأطفالها منذ صغرها تساعد في تفسير كيف انتقلت من مزرعة مساحتها 81 فدانًا (33 هكتارًا) في “أوفربروك-كانساس”، إلى أحد قادة تنظيم الدولة في سوريا، مع توقفها في مصر وليبيا على طول الطريق.
يزعم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن فلوك إيكرين أصبحت قائدة لكتيبة نساء تابعة لتنظيم الدولة تسمى “كتيبة نصيبة” في مدينة الرقة السورية في أواخر عام 2016.
طلبت فلوك إيكرين حكماً بالسجن لمدة عامين فقط حتى تتمكن من تربية أطفالها الصغار. وقالت في بداية خطاب مطول وبكائي إنها تتحمل مسؤولية أفعالها لكنها قضت معظم خطابها في ترشيد سلوكها والتقليل منه.
“لقد عشنا للتو حياة طبيعية جداً”، أخبرت القاضي عن وقتها في سوريا، وعرضت صوراً لأطفالها في عشاء بيتزا أسبوعي.
- ونفت مزاعم الاعتداء ضدها، وحاولت اتهام ابنها الأكبر بالتلاعب بابنتها.
وصورت “كتيبة نصيبة” على أنها شيء أقرب إلى “مركز مجتمعي للنساء” تحول إلى سلسلة من دروس الدفاع عن النفس عندما أصبح من الواضح أن مدينة الرقة، معقل “الدولة الإسلامية” حيث كانت تعيش، تواجه الحصار والغزو.
وأقرت بأن النساء والفتيات يتعلمن استخدام الأحزمة الناسفة والأسلحة الآلية، لكنها صورت ذلك على أنه تدريب على السلامة لتجنب وقوع حوادث في منطقة حرب تنتشر فيها هذه الأسلحة.
لكن القاضية “ليوني برينكيما” أوضحت أنها لم تتأثر بمبررات إيكرين. في مرحلة ما، أوضحت فلوك إيكرين حاجة النساء للدفاع عن أنفسهن ضد احتمال الاغتصاب من قبل جنود العدو. وقالت: “العنف الجنسي ليس مقبولاً تحت أي ظرف من الظروف”.
وأدى ذلك إلى مقاطعة برينكيما، التي سألت فلوك إيكرين عن ادعاء ابنتها بأنها أجبرت على الزواج من مقاتل في تنظيم الدولة اغتصبها في سن 13.
ردت فلوك إيكرين احتجاجاً على ذلك:” كانت على بعد أسابيع قليلة من 14 عاماً “، وقالت لاحقاً: “لقد كان قرارها. لم أجبرها أبدا.”
يقول المدعون العامون إن فلوك إيكرين أرادت تجنيد عملاء لمهاجمة حرم جامعي في الولايات المتحدة وناقشت هجوماً إرهابياً على مركز تجاري.
ووصف المساعد الأول للمدعي العام الأمريكي “راج باريخ” فلوك إيكرين بأنها “إمبراطورة داعش” التي ترقّى “أزواجها السابقون” إلى مناصب عليا ورفيعة في التنظيم الإرهابي، وغالباً ما قتل بعضهم في المعارك.
وقالت إنه حتى داخل “الدولة الإسلامية”، وصف الأشخاص الذين عرفوا تطرفها بأنه “خارج المخططات”.
وقال باريخ إن تصرفات فلوك إيكرين “أضافت بعداً جديداً إلى الجانب المظلم من الإنسانية”.
Eng