أضحى النظام السوري كعادته متخبطاً، على كافة الأصعدة، منها، اقتصادياً وسياسياً، وها هو الآن يعيد ذات اللعبة بنقل بيادقه من مكانٍ إلى آخر، ويقوم بدور "المُصلح" كل فترة
22 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2020
*مع العدالة | شمس الحسيني
أصدر اليوم مساءً رأس النظام السوري الطاغية بشار الأسد ثلاثة مراسيم تحمل الأرقام 322، 323، 324. حيث عيّن من خلال المرسوم رقم 322 فيصل المقداد وزيراً للخارجية والمغتربين خلفاً لوليد المعلم، الذي توفي منذ أيام في دمشق بسبب مرض في القلب كما أشاعت وسائل إعلام النظام.
وبحسب ما نقلته وسائل النظام والتلفزيون الرسمي ووكالة سانا، أن المرسومين 323 و 324 جاءا “بناء على أحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم /50/ لعام 2004. وعلى أحكام المرسوم التشريعي رقم 20 لعام 2016 الناظم لعمل وزارة الخارجية والمغتربين وتعديلاته.”
وكما اقتضى المرسوم رقم 323 بنقل بشار الجعفري إلى الإدارة المركزية لوزارة الخارجية والمغتربين، و المرسوم 324 يدعو لنقل السفير بسام الصباغ من سفارة النظام في فيينا إلى الوفد الدائم في نيويورك، مع اعتماده مندوباً بشكل دائم للنظام السوري لدى الأمم المتحدة، مع تنفيذ النقل خلال شهر اعتباراً من صدور المرسوم الخاص بالصباغ.
أضحى النظام السوري كعادته متخبطاً، على كافة الأصعدة، منها، اقتصادياً وسياسياً، وها هو الآن يعيد ذات اللعبة بنقل بيادقه من مكانٍ إلى آخر، ويقوم بدور “المُصلح” كل فترة، من خلال مراسيم فارغة، وأوامر لإعفاء عن سجناء لا شأن لهم بالإنسانية، غير أنهم مجرمون وقتلة، وتجار أسلحة ومخدرات، ينتمون لمنظومته الاستبدادية.
ولم يخرج النظام السوري حتى اليوم من عزلته الدولية، باستثناء إعادة بعض الدول علاقاتها معه، علاوة على اصطفاف دول وحلفاء هم فعلياً مشاركون بالمقتلة السورية مثل إيران وروسيا.
وحتى تاريخ اليوم لم يستطع النظام السوري مع حلفائه إقناع المجتمع الدولي بشيء من الحقيقة، فهم دائماً يحوّرون الحقائق ويلتفون على القوانين الدولية، بالتزامن مع إقدامهم على انتهاكات يومية وجرائم ضد الإنسانية، دون أن تتحرك الدول الفاعلة بالقرار والقوى العالمية لردعه مع حلفائه والميليشيات الطائفية التي تستخدمها إيران في سورية لقتل الشعب السوري، والعمل على التغيير الديمغرافي.
فعلى العالم أجمع، وخاصةً مجلس الأمن أن يصدر من خلالهم قرار فوري لتقديم هؤلاء القتلة إلى المحاكم الجنائية، ومحاسبة أولاً رأس النظام بشار الأسد، وكل المجرمين أتباعه، لا أن يظلوا متفرجين أمام هذه المقتلة مكتفين بالشجب والتنديد، والمؤتمرات التي تداول مصالحهم على حساب الدم السوري.