جرح ثلاثة أشخاص في اشتباك بين سكان المخيم وشبان قرب مدينة طرابلس الساحلية.
29 / كانون أول / ديسمبر / 2020
*مع العدالة | ترجمة – أخبار | the Guardian – Middle East Eye
فرّ مئات اللاجئين السوريين من مخيمهم المؤقت في شمال لبنان بعد إشعال النيران في خيامهم عقب اندلاع قتال بين شبان لبنانيين وسكان المخيم.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية إن ثلاثة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباك الذي وقع يوم السبت في منطقة المنية قرب مدينة طرابلس الساحلية، أشعل بعده شبان النار في المخيم.
تصاعدت التوترات بين اللاجئين والمقيمين في لبنان خلال السنوات الأخيرة. ويقول العاملون في المجال الإنساني والسياسيون إن العنصرية غذّت المواقف ضد السوريين، إضافة إلى غضب الناس المتزايد الذين يلومون اللاجئين على توليهم وظائفهم خلال الأزمة المالية.
استقبل لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الثورة السورية في بلادهم بداية عام 2011. وأصبحوا مصدراً مهماً للعمالة بثمن زهيد لقطاعي البناء والزراعة في لبنان.
وحثَّ النظام السوري (الذي كان السبب الأول في مأساة السوريين) السلطات القضائية اللبنانية وقوات الأمن على “تحمل مسؤوليتها” لضمان حماية مواطنيها. وقالت وزارة الخارجية السورية في “بيان” على وسائل الإعلام الرسمية إن “سوريا تأسف للحريق، الذي أرعب سكانها وحرمهم من مأوى“.
وقال خالد كبارة، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن ما يقرب من 400 شخص فروا من المخيم قد ذهبوا إلى مخيمات مغلقة أخرى أو وجدوا مأوى مؤقتاً في المدارس والفنادق الخالية.
لاجئون سوريون ينتشلون ممتلكاتهم من حطام المخيم الذي أضرمت فيه النيران ليلاً بشمال لبنان في 27 كانون الأول (أ ف ب AFP)
75 عائلة بلا مأوى:
كان عامر يغطُّ في نوم عميق، بعد يوم شاق من العمل بموقع للبناء، عندما أيقظه صوت رجال يصرخون بأنهم على وشك حرق خيمته.
حيث وصل متسللون دخلاء إلى مخيم اللاجئين السوريين بالقرب في منطقة المنية بشمال لبنان، حاملين مواد لإشعال النيران في الخيام.
وأضاف عامر، وهو لاجئ سوري، “لم نصدقهم في البداية، ولكن عندما بدأت الخيمة الأولى تحترق، حملت طفلي وبعض الملابس له، وذهبت مع زوجتي للخروج من الخيمة“.
وقد اجتاح الحريق الذي شبّ ليلة السبت الماضي المخيم بسرعة، ودمر ممتلكات ومنازل حوالى 75 أسرة .
وفي اليوم التالي، قال الجيش إنه اعتقل لبنانيين اثنين وستة سوريين بسبب خلاف قيل إنه سبق الهجوم على المخيم.
وجاء في بيان له اليوم الأحد أن “وحدات من الجيش تدخلت وقامت بدوريات في المنطقة ونفذت مداهمات للعثور على المتورطين في إطلاق النار وحرق الخيام، وتمكن الجيش من الاستيلاء على عدة أسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية في بعض المنازل التي تمت مداهمتها“.
الآن، أصبح أكثر من 370 سورياً بلا مأوى، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، حيث تنخفض درجات الحرارة ويتوقع سكان المنية أول تساقط للثلوج في هذا الموسم.
فتح بعض اللبنانيين، الذين أصيبوا بالفزع من الهجوم، أبوابهم للاجئين الذين تقطعت بهم السبل. وتقول الأمم المتحدة إن معظمهم وجدوا الآن منازل.
كما قال “محمد المسلماني“، وهو ناشط مدني، لموقع “ميدل إيست آي- Middle East Eye: “ما حدث في المخيم لا يمثلنا على الإطلاق“.
“صورة للأماكن المتضررة في المخيم بعد إطفاء الحريق” إنترنت.
“عرضت منزلي كمساعدة للعائلات السورية المتضررة، والآن تعيش فيه عائلة سورية، وأنا ووالد الأسرة ننام في سيارتي لتوفير الراحة للنساء والأطفال“.
- وأعربت “رولا كريمة“، وهي ناشطة لبنانية، عن حزنها العميق لما حدث في المخيم.
“نحن نشعر بالخجل الشديد من أن هذه المافيا هي بطريقة أو بأخرى جزء من المجتمع اللبناني. كيف تمكنوا من نسيان إنسانيتهم أثناء حرق مخيم مليء بالنساء والأطفال؟”
لدينا منزل في مدينة عكار، وعرضت مساعدة أي عائلة سورية تحتاج إلى سكن الآن كتعويض صغير عن الرعب الذي شهدته”.
يلجأ نحو 1.5 مليون سوري إلى لبنان، وهم يشكلون ربع سكان البلد المضيف.
يعيش اللاجئون، الذين أجبروا على مغادرة سوريا بسبب الحرب المستمرة منذ 10 سنوات، في فقر مدقع داخل مستوطنات غير رسمية في جميع أنحاء لبنان، ويواجهون بشكل مستمر العداء والتعاطف من المجتمعات المضيفة لهم.
وقد تصاعدت النزاعات الفردية بين اللبنانيين والسوريين سابقاً.. حيث فرّ في نوفمبر/تشرين الثاني نحو 270 سورياً من بلدة بشري الجبلية بشمال لبنان، بعد أن اتُهم أحد سكانها بإطلاق النار على أحد السكان المحليين.