تدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان ظاهرة ضرب الأطفال ضمن المراكز التعليمية في هذه المدرسة وفي غيرها من المدارس في شمال غرب سوريا، والتي تعتبر انتهاكاً واضحاً لكل من اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية مناهضة التعذيب.
12 / نيسان / أبريل / 2021
*المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان
أظهر مقطع فيديو منشور على شبكة الإنترنت عدداً من الأطفال يتعرض بعضهم للضرب أثناء وجودهم في ساحة إحدى المدارس بواسطة أداة نعتقد أنها خرطوم مياه من قبل أحد العاملين في المدرسة، يظهر التحليل البصري لهذا المقطع مع إفادة بعض الأهالي بأنّ المدرسة هي مدرسة “البراعم النموذجية الأولى” الواقعة في مدينة إدلب، والتي تتبع إدارياً لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وذلك أثناء دوام الحلقة الثانية ونعتقد أن الحادثة قد جرت في بداية شهر نيسان/ 2021، وفي 7/ نيسان/ 2021 اتخذت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب قراراً صائباً بفصل الشخص المعنف للأطفال من عمله.
يثبت هذا المقطع أن ظاهرة ضرب الأطفال منتشرة ومتسامح معها من قبل إدارة المدرسة، ولولا ذلك لما تمكن المدرس على ممارسة هذا الفعل التعذيبي وسط النهار وفي باحة المدرسة، ومع كل هذا العدد من الأطفال، ومع صراخ بعضهم، وهذا جرى أمام أعين الإدارة وبقية المدرسين دون خشية، ونعتقد أنه لو لم يتم تصوير مقطع الفيديو لما كان هناك أي ردة فعل تجاه المدرس المعنف.
تدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان ظاهرة ضرب الأطفال ضمن المراكز التعليمية في هذه المدرسة وفي غيرها من المدارس في شمال غرب سوريا، والتي تعتبر انتهاكاً واضحاً لكل من اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية مناهضة التعذيب، وندعو إلى عدم الاقتصار على فصل المدرس بل يجب أن تمتد المحاسبة القضائية والمجتمعية إلى إدارة المدرسة، وتسمية وفضح المتواطئين مع هذه الظاهرة الخطيرة التي انقرضت منذ سنوات بعيدة في المجتمعات التي تحترم أبسط مبادئ حقوق الإنسان، وتقدر أبعاد هذه الممارسات على نفسية الطفل وتنشئته أولاً، وعلى أسرته ومجتمعه ثانياً.
إن غالبية الأطفال في شمال غرب سوريا هم أطفال مشردين قسريا، لم يخرجوا بعد من تبعات فقدان السكن والمنطقة التي نشأوا فيها، عدا عن فقدان وتشتت الأهل والأصدقاء، وحالة الفقر التي يعاني منها مجمل النازحين، ويفترض أن تكون المدرسة بيئة نموذجية لإعادة تأهيل الأطفال، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعويدهم على عدم اللجوء إلى العنف وترسيخ ثقافة الإقناع عبر الحوار.
فيديو يظهر لحظة ضرب الأطفال في “مدرسة البراعم النموذجية الأولى” في مدينة إدلب في بداية نيسان/ 2021.
⇓