#########

العدالة والمساءلة

كيف أثّر قرار الهجرة الأخير على آلية استصدار جوازات السفر؟


شهدت فروع إدارة الهجرة والجوازات في كافة المحافظات السورية، منذ عدّة أشهر، أزمة كبيرة في استخراج الجوازات، كان سببها النقص الكبير في كميات الدفاتر المخصصة لإصدار الجوازات، إضافة لعدم توفر الورق الليزري المخصص.

03 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2021


كيف أثّر قرار الهجرة الأخير على آلية استصدار جوازات السفر؟

*المصدر: صوت العاصمة


أثّر تعميم مدير إدارة الهجرة والجوازات، الصادر قبل أيام، بشأن آلية استصدار جوازات السفر “المتراكمة”، على عمل مديريات الهجرة في مختلف المناطق، واستفادت منه فئة قليلة من المتقدمين للحصول على جوازات السفر، إلى جانب بعض التغييرات التي طرأت على آلية العمل.

خاطب مدير إدارة الهجرة والجوازات، في تعميمه الصادر يوم الثالث والعشرين من تشرين الأول، رؤساء فروع الهجرة والجوازات في كافة المحافظات، طالباً استنفار موظّفيهم المسؤولين عن تجهيز معاملات جوازات السفر المتراكمة، لطباعة معاملات الجوازات المستعجلة خلال ثلاثة أيام، وطباعة جوازات الدور “العادي” لشهري تموز وآب داخل سوريا وخارجها.

آلية تطبيق التعميم:

حدّدت الفروع التابعة لمديرية الهجرة والجوازات في ركن الدين والبرامكة، يوماً واحداً أسبوعياً، للحصول على موعد للتسجيل على جواز السفر، وعادة ما يتراوح الموعد بين أسبوعين إلى 20 يوماً، وفقاً لمصدر في مديرية الهجرة.

وبيّن المصدر لـ “صوت العاصمة” أن فروع مديرية الهجرة، عملت خلال الأسبوع الفائت، على إصدار جوازات السفر المتراكمة عن شهر “تموز” الفائت، لافتاً إلى أنها بدأت بإصدار الجوازات المتراكمة عن شهر “آب” خلال اليومين الماضيين.

وأشار المصدر إلى أن فروع مديرية الهجرة برّرت التأخر في منح جوازات السفر للمتقدمين، بالضغط الكبير وارتفاع عدد المتقدمين للحصول على جوازات السفر، وانتهاء الورق المخصص لطباعتها، تفضيل الطلبات المقدمة من خارج سوريا على الطلبات المقدمة من الداخل.

هل تغيّرت إجراءات التقدّم للحصول على جوازات السفر؟

إجراءات التقدم للحصول على جواز سفر من فروع مديرية الهجرة، لم تتغير بعد التعميم الصادر من حيث آلية التقديم، فيتوجب على الراغبين بالحصول على جوازات السفر، التوجه إلى مراكز الفروع منذ الساعة السادسة صباحاً، ليكون بإمكانهم دخول المديرية في اليوم ذاته.

تبدأ عملية توزيع الأرقام لدخول مباني الهجرة الساعة السابعة صباحاً، وتنتهي بعد ساعة واحدة فقط، ليتم فيما بعد حجز موعد التقديم.

بعد نحو 20 يوم على الحصول على الموعد، يتوجب على الراغبين بالحصول على جوازات السفر، مراجعة المديرية لتقديم الأوراق والاستمارات رسمياً، ليتم تحديد موعد آخر لتسليم الجواز، ويكون بين فترة تتراوح من 100 إلى 120 يوماً.

وأوضح المصدر العامل في مديرية الهجرة، إن خطة حجز تذاكر السفر أو “الفيزا” لاستعجال الطلبات لم تعد مجدية مؤخراً، كون معظمها يكون وهمياً، وكثيراً ما يتم رفضها على الفور.

وأكّد المصدر أن الحاصلين على إقامات أجنبية طويلة، أو الطلاب الحاصلين على قبول بمنح دراسية في روسيا وغيرها، يتوجب عليهم الانتظار لمدة 60 يوماً للحصول على جوازات سفرهم، بعد إبراز الوثائق التي تُثبت حصولهم على الإقامات أو المنح.

أزمة ورق ورشاوى مستمرة:

شهدت فروع إدارة الهجرة والجوازات في كافة المحافظات السورية، منذ عدّة أشهر، أزمة كبيرة في استخراج الجوازات، كان سببها النقص الكبير في كميات الدفاتر المخصصة لإصدار الجوازات، إضافة لعدم توفر الورق الليزري المخصص.

خلال الأيام القليلة الماضية، طرأت الأزمة ذاتها على فرع الهجرة في مدينة النبك، الذي كان يتوفر فيه كمية من الدفاتر المخصصة لجوازات السفر، إلا أنها نفذت قبل أسابيع قليلة.

مصادر متقاطعة قالت لـ “صوت العاصمة” إن فرع الهجرة في “النبك”، أصدر العديد من جوازات السفر بعد إعلان انتهاء الدفاتر المخصصة فيه، مؤكّدة أن تكلفة الجواز تراوحت بين مليون ومليون ونصف ليرة سورية، إضافة لقيمة الإيصالات المدفوعة بشكل رسمي.

وأضافت المصادر أن العديد من المراجعين، دفعوا مبلغ 500 دولار أمريكي للسماسرة في العاصمة دمشق، لتسريع عملية إصدار جواز السفر، واستلامه في مدة لا تتجاوز 10 أيام فقط.

وبحسب المصادر فإن معظم المراجعين الذين اضطروا لدفع تلك المبالغ، من فئة الشباب الذين شارفت تأجيلاتهم العسكرية على الانتهاء، أو استنفذوا مهلة التأجيل الإداري وباتوا يبحثون عن تأجيل السفر.

60 ألف طلب خلال أربعة أشهر!

بلغ عدد الطلبات المقدمة للحصول على جوازات السفر، في فروع إدارة الهجرة والجوازات في مختلف المحافظات، نحو 60 ألف طلب داخلي خلال الأشهر الأربعة الماضية، وفقاً لمصدر داخل مديرية الهجرة.

وبيّن المصدر أن فروع الهجرة أصدرت قرابة 12 ألف جواز سفر من ضمن الطلبات المقدمة خلال الفترة ذاتها.

وبحسب المصدر فإن حركة المغادرة “للمرة الأولى” بين شهري تموز وأيلول 2021، تجاوزت الـ 38 ألف مسافر من مختلف المعابر الحدودية.