هذا القانون سينجح إذا طبق بشكل جدي في تفكيك تجارة الكبتاغون التي تدر على النظام السوري مليارات الدولارات التي يستخدمها في دعم آلة القتل والتعذيب واضطهاد الشعب السوري.
02 / كانون الثاني / يناير / 2023
*مع العدالة: المصدر – *ميثاق: حوارت
الدكتور زاهر سحلول مؤسس مبادرة الأديان من أجل سورية و عضو التحالف الأمريكي من أجل سورية
***
كيف يمكن أن نشرح قانون الكبتاغون الذي سيوقعه/وقعه الرئيس بايدن باختصار وتبسيط؟
القانون سببه انتشار الاتجار غير المشروع بالمخدرات و خاصة الكبتاغون و هو منبع استخدم في الستينات كبديل عن “الأمفيتامين” في الحبس الأمريكي في فيتنام قبل أن يحرم دولياً في أوائل الثمانينات. المخدر استخدم بكثرة خلال الحرب السورية قبل أن يتحول إلى تجارة مربحة تدر مليارات الدولارات للعصابات التي ترتبط بالنظام السوري و تصدر الكبتاغون إلى الأردن و دول الخليج و لبنان و العراق و الدول الأوروبية مما يشكل خطراً على أمن عدة دول حليفة للولايات المتحدة و خطراً على الأمن القومي الأمريكي لارتباطه بالإرهاب وخطره على اقتصاد المنطقة. القانون يفرض على وزارات الخارجية و الدفاع و المالية و المخابرات بوضع استراتيجية لتفكيك شبكات المخدرات المرتبطة بالنظام السوري و مراقبة الاتجار بالمخدرات و دعم الدول التي تصدر إليها و محاسبة المسؤولين على هذه التجارة المحرمة دولياً عن طريق المؤسسات الدولية و قوى الأمن في الدول المختلفة
ما أوجه الاختلاف والتشابه بين قانون وقيصر وقانون كبتاغون؟
لا تشابه بين القانونين. قانون قيصر هدفه منع المؤسسات و الأفراد و الدول من الاستثمار في عدة صناعات في سورية خاصة المتعلقة بالحرب و محاسبة المسؤولين عن الحرب و انتهاكات حقوق الإنسان، يعني أن هذا القانون يركز على تجارة المخزونات التي أصبحت سورية مركزاً لها و لكنه يطالب بتفعيل قانون قيصر فيما يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن هذه التجارة المرتبطين بالنظام السوري.
ما الدور الذي لعبته الجالية السورية في كتابة مشرووع القانون والترويج له والدفع نحو إصداره؟
كان الدور الأكبر للنائب الجمهوري “فرانش هيل” من “أركنساس” بدعم من مجموعات الضغط السورية الأمريكية خاصة التحالف الأمريكي من أجل سورية الذي لديه علاقات قوية مع أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي و الجمهوري و عن طريق هذه العلاقات استطاع أن يحض أعضاء الكونغرس على دعم هذا القانون و التصويت له.
كيف سيعمل القانون؟..
كثير من السوريين يقولون إن العقوبات الأمريكية والدولية لا تؤثر على النظام ولكنها تحول حياة السوريين لجحيم. كيف تعلق؟
طبعاً العقوبات هدفها الضغط على النظام و فضحه و منع الدول و الموسسات من التطبيع معه و لكن ككل القوانين قد يكون هناك تأثيرات غير متوقعة على الاقتصاد و غيره ولكن النظام وحلفاؤه يضخمون من هذه التأثيرات لصرف النظر عن مسؤوليتهم المباشرة في تدمير الاقتصاد و البلد و تدهور الأوضاع المعيشية.
هل يمكن أن يكون القانون الجديد بداية نهاية نظام الأسد في سوريا؟
لا أعتقد أن هذا القانون سيكون نهاية نظام الأسد.
هذا القانون سينجح إذا طبق بشكل جدي في تفكيك تجارة الكبتاغون التي تدر على النظام السوري مليارات الدولارات التي يستخدمها في دعم آلة القتل والتعذيب واضطهاد الشعب السوري. و لكن للأسف الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة “جو بايدن” ليست جادة في حل الأزمة السورية أو الضغط الجدي على للنظام السوري لأسباب مختلفة، أهمها، أن الأزمة أو الكارثة السورية ليست من سلم الأولويات للإدارة الأمريكية مقارنة بالحرب في أوكرانيا والتهديد الروسي وصعود الصين والتغير المناخي والتضخم الاقتصادي و تدفق المهاجرين من جنوب أمريكا و غيرها. سيضاف هذا القانون إلى قانون قيصر بوصفه طريقة من الكونغرس الأمريكي للضغط على الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية لاتخاذ موقف أقوى من النظام السوري و لكن الشيطان في التفاصيل و التطبيق كما يقولون.
ما هي الخطوة القادمة الآن؟
الخطوة القادمة أن تبدأ الوزارات المشار إليها بوضع استراتيجة للحد و إضعاف شبكات الكبتاغون خلال ستة أشهر من التوقيع على القانون و مشاركة لجان الكونغرس المختلفة بهذه الاستراتيجية.