جميل حسن: أكثر من 3 ملايين ملف لمطلوبين سوريين داخليا وخارجيا جاهزة، مضيفا أن “العدد الهائل للمطلوبين لن يشكل صعوبة على إتمام الخطة؛ فسوريا بـ 10 ملايين صادق مطيع للقيادة أفضل من سوريا بـ 30 مليون مخرب”
01 / آب / أغسطس / 2018
المصدر: مراسل سوري
حصل مراسل سوري على تفاصيل اجتماع لقادة الصف الأول في جيش “الأسد” وأجهزة مخابراته، تلقوا خطة العمل الميداني على الصعيدين الاستخباراتي والعسكري للفترة اللاحقة، عقب ما اعتبروه تثبيتا لما تمكنوا من تحقيقه من “انتصارات” في الفترة الماضية والجارية، بمساندة كبيرة من روسيا وإيران، خاصة بإتمام السيطرة على ريف دمشق ودرعا.
وأفاد المصدر أن الاجتماع ضمّ 33 ضابطا، وترأّسه “جميل الحسن” مدير إدارة المخابرات الجوية، بديلا عن “علي مملوك” مدير مكتب الأمن القومي، بتاريخ 27 يوليو الجاري، شرح فيه ما تم عمله و “إنجازه” في المرحلة الحالية، والرؤية المستقبلية للمرحلة اللاحقة وتطبيق خططها وفق “القيادة العليا للدولة”.
النشاط الاستخباراتي
وصف جميل الحسن محافظتي دمشق ودرعا بأنهما “أخطر منطقتين كانتا تهددان كيان الدولة السورية”، وأن السيطرة عليهما جاءت بعد تنسيق عالي المستوى من أجهزة المخابرات العامة وقوات الأسد والميليشيات الرديفة، ومساعدة كبيرة ممن وصفهم بـ “الأشقاء الروس”، وأن ذلك تم بأقل الخسائر، وفق قوله.
غير أنّ ما بينه مدير المخابرات الجوية في اجتماعه عن كيفية تحقيقه الانتصارات المزعومة يكشف عمق الاختراق الذي عصف بفصائل المعارضة طيلة سنوات؛ حيث كشف العمل الاستخباراتي الذي تم بمساعدة مخابرات ما سماها “دولا صديقة مجاورة لسوريا” لمدة عامين، تركز على اختراق معظم فصائل المعارضة، وتجنيد عدد كبير من قياداتها وعناصرها لصالح “الأسد”، بعد اكتشاف نقاط ضعفها، والضغط عليها، وتضليلها بالوعود، وإغراقها بالأموال.
العمل العسكري
وعقب إتمام السيطرة على معظم مفاصل القرار لتلك الفصائل بدأت مرحلة العمل العسكري التي تشكل ما لا يتجاوز نسبة 10% من خطة العمل الاستخباراتية، وبتغطية نارية كبيرة من روسيا، لتنتهي بذلك من نحو 80% من الأخطار التي تهدد نظام حكم الأسد، لتتحول الخطة إلى نطاق أوسع ضمن خطة تناولت الصدام مع أطراف إقليمية، وتضاربا مع اتفاقات دولية عالية المستوى.
المرحلة المستقبلية
خطاب جميل الحسن الذي بدا مشبعا بزهوة الانتصارات تصاعد إلى حديثه عن خطة مستقبلية تحاكي مرحلة جديدة من الصراع؛ فالمرحلة السابقة تركزت على استعادة العمق الأشد خطرا، أما ما بقي من مناطق خارجة عن سيطرة “الأسد” فهي تحت سيطرة تركيا؛ العدو الأبرز للأسد منذ اندلاع الثورة السورية، ما يجعل تحقيق الخطة صعبا مقارنة بالمرحلة السابقة، حيث يتطلب تنفيذها حذرا، بناءً على ما اشترطه الروس على “الأسد” في هذا السياق.
تتضمن الخطة المستقبلية عدة أقسام وفق أولويات وضعتها “القيادة العليا” للنظام، تبدأ باستئصال كل ما من شأنه أن يؤثر مستقبلا عليها، أو يقوض عملها داخليا، حيث أن القرار سيعتبر كل من ينطبق عليه ما سبق “إرهابيا”، سواء كان جرمه بالقول أو الفعل، أو حتى السكوت، بما يعني أنها حالة إرهاب كامل، وستجري ملاحقته بشكل علني أو سري.
وأردف مدير المخابرات الجوية أن أكثر من 3 ملايين ملف لمطلوبين سوريين داخليا وخارجيا جاهزة، مضيفا أن “العدد الهائل للمطلوبين لن يشكل صعوبة على إتمام الخطة؛ فسوريا بـ 10 ملايين صادق مطيع للقيادة أفضل من سوريا بـ 30 مليون مخرب” حسب وصفه.
ولا يختلف حال اللاجئين في الدول المجاورة كثيرا عن حال المطلوبين لمخابرات الأسد؛ فمدير المخابرات الجوية وصف التعامل معهم حال عودتهم كما التعامل مع الأغنام؛ حيث سيتم تصفية “التالف” منها، واستخدام الصالح منها، أما المطلوبون منهم سيتم التعامل معهم مباشرة بتهمة “الإرهاب”، مضيفا: “سوريا بعد 8 سنوات لن تقبل وجود خلايا سرطانية، وسيتم استئصالها بالكامل”؛ مستشهدا بجملة من خطاب سابق لبشار الأسد.
وأضاف بأن أكثر من 150 ألف ملف أمني لأثرياء ورجال أعمال سوريين ممن “ساعدوا الإرهاب” -حسب وصفه- سيجري التعامل معهم بالتضييق والضغط عليهم ريثما يتم سحب أموالهم بشكل كامل “لإعادة إعمار ما قاموا بتخريبه”، وسيبقون تحت إقامة جبرية من قبل أجهزة الأمن ليسارعوا بالدفع وبشكل دوري، إلا أنّ كل ما سبق سيتم العمل عليه بصمت ودون أي تدخل إعلامي، وهو ما اشترطه الروس لضمان عدم تدخل أي طرف دولي، بذلك تتحقق نتائج المرحلة، ولكن بشكل منضبط وسريع لا يتجاوز السنتين.
الصراع مع تركيا
يعتبر الملف التركي شائكا جدا بالنسبة للأسد، حيث أوضح جميل الحسن أن الروس لا يريدون أي شكل من الصدام العسكري المباشر معهم، مضيفا: “إننا نتفهم العلاقة بين تركيا وروسيا التي تقوم على المصالح المتبادلة، وأنها تندرج في ذات سياق المصالح بين الأشقاء الروس والعدو الصهيوني، إلا أننا نستطيع توجيه ضربات متفرقة للمواقع التركية في سوريا بشكل دوري ومتسارع كحرب استنزاف غير معلنة وغير معروفة الجانب، إضافة إلى استخدام القاعدة المدنية في مناطق الإرهابيين للقيام بالمهمات في المناطق المحتلة شمال سوريا”، وهو ذات الأسلوب الذي اتبعه النظام في الغوطة الشرقية ودرعا.
واعترف جميل الحسن بما وصفها “ضغوطا دولية صديقة وغير صديقة، وكلها تنظر إلى مصالحها، ونحن مضطرون إلى مسايرتها في الفترة الحالية، إلا أننا لن نتخلى عن مصلحتنا حتى لأصدقائنا؛ فهدفنا استعادة كل شبر من سوريا قبل الأزمة”.
وكان النظام قد تمكن -بعد تدخل عسكري مباشر وهائل من روسيا- خلال العامين الأخيرين من استعادة معظم الأراضي السورية التي حررها الثوار من قبضته، بالتوازي مع تمييع دولي للقضية السورية وإظهارها بأنها حرب أهلية تسلطت عليها جماعات إرهابية، لتعيد بذلك تصدير الأسد ونظامه كمحاربين للإرهاب، على الرغم من كم هائل من “الإدانات” المبنية على مجازر وجرائم إنسانية أثبتت الهيئات الدولية ارتكابه لها بشكل مباشر.
.
.