في الوقت الذي تتعرض فيه محافظة إدلب لهجوم متجدد، يصدر الحائزون على جائزة نوبل وجراحون نداء لإنقاذ زملائهم والمرضى
02 / حزيران / يونيو / 2019
*مع العدالة
تضاربت الآراء والمواقف حول الإحداثيات الخاصة بالمستشفيات والمواقع والمرافق الطبية في إدلب التي شاركتها الأمم المتحدة مع النظام السوري وحلفائه الروس؛ حيث اتهمت جهات من المعارضة السورية ونشطاء داخل إدلب الأمم المتحدة بالتواطؤ مع دمشق وموسكو بإعطاء إحداثيات “GBS” ساعدت طيران النظام السوري وروسيا على تحديد قائمة من المستشفيات والمرافق الطبية وقامت بقصفها بشكل مكثّف ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين والمرضى، إضافة إلى إصابة المئات بجروح خطيرة جرّاء هذا التصعيد الذي يحصل أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي دون أي حراك يُذكر، باستثناء تصريحات خجولة وشجب واستنكار كالعادة، وقلق إزاء هذه العمليات العسكرية ضد المدنيين!
وبحسب صحيفة “المراقب -The Observer” البريطانية ضمن تقريرٍ نشرته اليوم في تاريخ 02/06/2019 أن عشرات الأطباء البارزين قد دعوا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حملة القصف التي تقوم بها الطائرات السورية والروسية والتي استهدفت أكثر من 20 مستشفى في شمال غرب سورية، مما أدى إلى إجلاء الكثير من المرضى وترك ملايين الأشخاص دون رعاية صحية مناسبة.
وقد عرضت الأمم المتحدة على الروس والنظام السوري الإحداثيات المتعلقة بعدد تلك الضربات في محاولة لحماية المدنيين. ومن جانبها وعدت المعارضة السورية بأن الطائرات الحربية ستتجنب مواقع محددة في غارات القصف. لكن ذلك لم يحمِ المدنيين من الهجمات الشرسة التي دامت أكثر من شهر على مناطق (خفض التصعيد).
ووفقاً لمنظمات حقوقية إنه منذ أواخر أبريل/ نيسان، في تحدٍ لهدنة توسطت فيها موسكو وأنقرة العام الماضي، أسفرت غارات جوية منتظمة على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال محافظة إدلب عن مقتل مئات المدنيين وتشريد مئات الألوف.
وفي رسالة نشرت في ” المراقب- the Observer” البريطانية من قبل أطباء حول العالم قولهم “إن أجزاء رئيسية من المرافق الصحية قد دمرت بسبب القصف الممنهج، وقد حذروا من الاستهداف المتعمد لمرافق الرعاية الصحية والكوادر الطبية. وجاء أيضاً ضمن الرسالة” أن عمل الطاقم الطبي هو إنقاذ الأرواح، ويجب ألا يفقدوا أرواحهم خلال عمليات العنف وتصعيد القصف في إدلب وغيرها من المدن السورية.
ومن بين الموقعين، (دينيس موكويج، طبيب أمراض النساء الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، وبيتر اغري، الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء في 2003، والنائبة والدكتورة سارة وولاستون، وتيرينس إنجليش، الرئيسة السابقة للكلية الملكية للجراحين، كما كذلك ديفيد نوت، الجراح الذي يعمل في مناطق الحرب، وزاهر سحلول، الطبيب السوري المنفي ومؤسس الجمعية الخيرية الطبية. وقد حثوا الأمم المتحدة على التحقيق في استهداف المستشفيات المدرجة في القائمة، وطلبوا من المجتمع الدولي الضغط علي روسيا وسوريا لوقف استهداف المراكز الطبية).
وصف أحد أطباء الأطفال، عبد القادر رزوق، “للمراقب” كيف قام هو وزملاؤه بإجلاء مستشفى بكامله، بما في ذلك مرضى غسيل الكلى والأمهات في المخاض والرضع قبل الأوان في حاضنات، بينما بدأت الغارات الجوية في بلدتهم، على بعد 12 ميلاً على الأقل من خط المواجهة. وقال في مقابلة عبر الهاتف حول مستشفى”تارمالا”، الذي ضرب في نهاية المطاف في 10 مايو: “بعد الغارات الجوية، ولكن قبل الهجوم المباشر، علمنا أن المستشفى سيتم استهدافه”. “لم يبقَ سوى عدد قليل من الطاقم الطبي لتقديم الاستجابة للطوارئ.”