يعتبر اللواء صالح المسؤول المباشر عن كافة عمليات القتل التي راح ضحيتها حوالي 1370 مدنياً خلال الحملة العسكرية على أحياء حلب الشرقية، والتي استمرت من 15/11/2016 وحتى 23/12/2016
03 / آذار / مارس / 2020
*مع العدالة
تغييرات متلاحقة في جسم نظام الأسد تثير التساؤلات حول أسبابها وتوقيت البعض منها، وتلفت الأنظار إلى ارتباط بعض الضباط والعسكريين بدول خارجية بغية تنفيذ أجندات رتبت سابقاً لخدمة مصالح هذه الدول، إضافة إلى زيادة الضغط من قبل روسيا وإيران على نظام الأسد لاستبعاد شخصيات معينة كان لها دور كبير في مسيرة هذا النظام، وتعيين آخرين لوضعهم في مواجهة المناطق المنتفضة بشراستهم المعهودة.
اللواء زيد علي صالح عُين من قبل النظام رئيساً للجنة الأمنيّة والعسكريّة بمحافظة إدلب، بعد أن تم تعيينه منذ عشرة أيام قائداً للفيلق الخامس.
ويعتبر اللواء صالح المسؤول المباشر عن كافة عمليات القتل التي راح ضحيتها حوالي 1370 مدنياً خلال الحملة العسكرية على أحياء حلب الشرقية، والتي استمرت من 15/11/2016 وحتى 23/12/2016، يضاف إليهم المئات من القتلى المدنيين طوال فترة تواجده ضمن رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حلب، وقيامه بتهجير عشرات الآلاف من أبناء المدينة.
فعند اندلاع الثورة كان زيد صالح يقود اللواء “62 ميكا” في الفرقة العاشرة “ميكا” برتبة عميد، حيث قاد عدة عمليات عسكرية في المناطق القريبة من قطنا بريف دمشق وأسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين واعتقال عدد غير معروف منهم، وذلك في المعارك التي أدّت إلى سيطرة قوات النظام على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي الغربي.
وكوفئ زيد صالح على ذلك الإنجاز بنقله للحرس الجمهوري حيث تم ترفيعه إلى رتبة لواء، وتسليمه منصب رئاسة أركان الحرس الجمهوري.
“صورة للمجرم زيد علي صالح متنقلاً بين مناصب عديدة- خاص مع العدالة”
كما عُين قائداً اللجنة الأمينة والعسكرية في حلب خلال آب 2016 خلفاً للواء أديب محمد، حيث قاد تشكيلات الحرس الجمهوري في المدينة وكان له الدور الأكبر في السيطرة على أحياء مدينة حلب الشرقية بمساعدة القوات الروسية نهاية عام 2016.
وفي نهاية كانون الثاني 2017؛ أصدر بشار الأسد قراراً بتشكيل الفرقة 30 حرس جمهوري، على أن تضم كافة القوات العاملة في حلب وتسمية اللواء زيد صالح قائداً لها، حيث استمر في منصبه حتى شهر تشرين الأول من عام 2017، وتم تعيينه نائباً لقائد الحرس الجمهوري اللواء طلال مخلوف، وفي مطلع عام 2018 صدر قرار بتعيين اللواء زيد صالح قائداً للفيلق الخامس اقتحام الذي تشرف عليه روسيا بشكل مباشر.
كما كنا قد ذكرنا في القائمة السوداء سابقاً” القتلة يكافئون على انتهاكاتهم“، بينما يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد “كونستانتين كوساتشيف” حين يسأله الصحافيون عن ما يجري في إدلب، يعترف فوراً بأن صورة ما يجري هناك ليست واضحة، وبأن تقويمات الأطراف للوضع متناقضة كلياً.
لكن الأمر الوحيد الواضح والواثق منه كلياً كوساتشيف، هو أن الاتفاقات الروسية التركية حول مناطق خفض التصعيد، وحول الدوريات المشتركة في الشمال السوري، تتعرض لاختبار جدي. وأعرب الرجل عن ثقته بأن مسؤولية الحفاظ على هذه الإتفاقات تقع على الرئيسين الروسي والتركي، وهو يثق بأنهما، السابق، سوف يعملان بشكل منسق ومسؤول ومثمر، وبتجرد عن العواطف، إذ لا بديل عن ذلك برأيه .
اللافت في كلام المسؤلين الروس وتعليقات الإعلام الروسي الدائر في فلك الكرملين، هو محاولة التملص من المسؤولية عن ما يجري في إدلب الآن من سفك للدماء وتهجير مئات آلاف السوريين.
ليكمل اليوم زيد صالح مأساة السوريين في إدلب بعد حصوله على عام إضافي بقيادته للواء شرس يلقب (اقتحام) ويختتم مهامه العسكرية باغتيال مزيف يصطنعه النظام كما حدث مع “زملائه السابقين” من الأذرع الحديدية المتوحشة للنظام التي كانت تقطع بعد إتمام مهامها.