هذه الكوادر البعثية هي ذاتها التي قررت فيما سبق استمرار سفك دماء السوريين و تدمير المدن بشكل منهجي ومنظم عندما اختارت "قسراً" بقاء بشار الأسد قائداً للعمليات العسكرية الوحشية ضد الشعب السوري
12 / آذار / مارس / 2020
*مع العدالة | شمس الحسيني
بعد سبعة وخمسين عاماً من انقلاب حياة السوريين رأساً على عقب،منذ حل ليل الثامن من آذار 1963 جالباً معه الظلم و القمع و تفكيك البنية الاجتماعية الواحدة، وصولاً إلى حرب شعواء افتتحها النظام على أبناء سورية الأحرار، ما زال الأخير يحاول الحفاظ على ماء وجهه وافتعال التحركات الداخلية ضمن هيكليته الحزبية الواحدة، وإصدار القرارات ليثبت –لنفسه لا أكثر- أنه نظام شرعي قادر على التحكم بمجريات الزمن والأحداث وقادتها في بلاد غصت بدماء أبنائها.
أعلنت القيادة المركزية لحزب البعث في النظام السوري (القيادة القطرية سابقاً) يوم الثلاثاء تجميد قرارات تشكيلات الفروع والشعب بعد تلقيها عدد كبير من الاعتراضات حول هذه التشكيلات.
وقالت القيادة المركزية في بيان لها نشرته في حسابها على الفيسبوك إنه “بعد إجراء الانتخابات على مستوى الفروع والشُعب الحزبية وصل إلى القيادة المركزية عدد كبير من الاعتراضات حول تشكيلات الفروع و الشعب”.
وأضاف البيان أن القيادة المركزية وبعد دراسة كل الاعتراضات قررت تجميد القرارات السابقة جميعها وإعادة تشكيل قيادات الفروع والشعب بشكل أكثر دقة واعتماداً على المعايير والأسس التي أعلنت سابقاً “.
- وتضمن البيان أن “القيادة المركزية لحزب البعث تؤكد أنها تحترم نتائج الانتخابات و رأي الكوادر البعثية باختياراتها، وتشدد أنها ستلتزم بها”.
هذه الكوادر البعثية هي ذاتها التي قررت فيما سبق استمرار سفك دماء السوريين و تدمير المدن بشكل منهجي ومنظم عندما اختارت “قسراً” بقاء بشار الأسد قائداً للعمليات العسكرية الوحشية ضد الشعب السوري.
وكما نعلم نحن السوريين، أن أصغر عنصر أمن لدى نظام الأسد باستطاعته الإطاحة بعضو في مجلس الشعب أو حتى أي شخص ذي منصب عالٍ في ما تسمى القيادة المركزية لحزب البعث، حيث تم بناء هذا المؤسسات في نظام “الأسد” ضمن الولاءات والتزلف والعمالة والطاعة العمياء لأجهزة الاستخبارات الأسدية، تلك التي قامت بانتهاكات فظيعة وعمليات تصفية لآلاف السوريين الذين خرجوا منتفضين ضد الاستبداد والدكتاتور بشار الأسد.
Eng