أكثر من 20 عنصراً تابعاً لميليشيا حزب الله اللبناني، تم دفنهم بالطريقة ذاتها في تلك المقابر خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الحزب امتنع عن نقل جثث عناصره المتوفين بالفيروس إلى الأراضي اللبنانية، باستثناء ثلاثة جثث تعود لضباط ارتباط في الحزب
18 / أيار / مايو / 2020
أوامر بإحراق الجثامين قبل دفنها
المصدر: صوت العاصمة
كشف مصدر أمني خاص لـ “صوت العاصمة” عن إقامة الميليشيات الشيعية مؤخراً، مقابر لعناصرها الذين قضوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد في ريف دمشق، إضافة لأعدادهم واستراتيجية دفن جثامينهم في تلك المقابر.
الميليشيات الشيعية أقامت مقابر سرية في مناطق سيطرتها بالسهل الممتد بين مدينة الزبداني وبلدة سرغايا في ريف دمشق، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، وعزمت على إحراق جثامين عناصرها المتوفين جراء إصابتهم بالفيروس، ودفنهم في حفر يزيد عمقها عن 10 أمتار، بحسب المصدر.
ولفت المصدر أن الميليشيات الشيعية استقدمت قرابة الـ 200 جثة لعناصرها إلى أطراف سرغايا، بينهم إيرانيين وباكستانيين وأفغان، بينهم 30 جثة استقدمتها دفعة واحدة، وقامت بتجميعها في حفر عميقة أقامتها في المنطقة، بواسطة قضبان حديدية لتجنب لمسهم، قبل أن تقوم بإحراقهم ودفنهم فيها، مشيراً إلى أن معظم الجثامين كانت قادمة من السيدة زينب جنوب العاصمة.
وقال المصدر إن وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين، أصدرتا أوامر شفهية للكوادر المختصة بالتعامل مع الوباء، بإحراق جثامين العناصر الذين قضوا جراء الإصابة بالفيروس، فور تفشي الفيروس في منطقة السيدة زينب، وورود أول حالة وفاة فيها، بعد إطلاع قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا على خطة التخلص من الجثامين، والحصول على موافقة منها، مؤكداً أن الاختيار وقع على سهل منطقتي الزبداني وسرغايا في إقامة المقابر كونها غير مكشوفة للأهالي.
وبحسب المصدر فإن أكثر من 20 عنصراً تابعاً لميليشيا حزب الله اللبناني، تم دفنهم بالطريقة ذاتها في تلك المقابر خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الحزب امتنع عن نقل جثث عناصره المتوفين بالفيروس إلى الأراضي اللبنانية، باستثناء ثلاثة جثث تعود لضباط ارتباط في الحزب، من المتمركزين في منطقتي الزبداني والقلمون.
مصدر أهلي في سرغايا قال لـ “صوت العاصمة” إن استخبارات النظام فرضت حالة حصار جزئي على المنطقة لمدة 20 يوماً، قطعت خلالها شبكات الانترنت والكهرباء، تزامناً مع قرارات حظر التجول المفروضة كإجراء احترازي لمنع انتشار الفيروس، وسط استنفار أمني كبير في محيط المنطقة لإدخال جثامين أولئك العناصر.
وتابع المصدر أن استخبارات النظام منعت الأهالي من التجول بين أحياء البلدة خلال تلك الفترة، وخصّصت عدداً من عناصرها للإشراف على عمليات التسوق داخل أسواق البلدة، تزامناً مع إغلاق مداخل المنطقة ومخارجها أمام المدنيين بشكل كامل.
إلى جانب تردي الخدمات الصحية لمكافحة الفيروس، وعدم اكتراث حكومة النظام لتأمين الوقاية الصحيحة للأهالي، ازدادت مخاوف قاطني المنطقة من انتشار الفيروس بشكل كبير، ولا سيما بعد انتشار الروائح أثناء إحراق الجثث في سهل البلدة بين الحين والآخر.
موقع صوت العاصمة نقل عن مصدر في السيدة زينب، مطلع نيسان الفائت، أن أعداد المصابين من الميليشيات الإيرانية تجاوز 600 توفي منهم العشرات ودُفنوا سراً، في حين وضعت الميليشيات الإيرانية منتصف آذار 2020، 90 من عناصرها في الحجر الصحي في منطقة السيدة زينب جراء إصابتهم بفيروس كورونا.
ووثَّق الموقع إصابة عدد من عناصر النظام من أبناء ريف دمشق بعد عودتهم من مهام في مناطق على تماس مع الميليشيات الإيرانية، بينهم 40 من عناصر الفرقة الرابعةالذين أُصيبوا بالفيروس بعد مخالطتهم لعناصر إيرانيين شمال سوريا، وجرى وضعهم في الحجر الصحي ضمن مشفى القطيفة بالقلمون.
واستقبل مشفى دمشق الجامعي المعروف باسم “مشفى المجتهد“ خلال الأسبوع الفائت، نحو 50 مصاباً بفيروس كورونا، من العسكريين المواليين للنظام السوري، بينهم مقتلين من الجنسية الإيرانية، وآخرين من جنسيات آسيوية، دخلوا دفعة واحدة إلى المشفى بعد تأكيد إصابتهم، جرى عزلهم في قسم خاص، بعيداً عن الأقسام المخصصة للمدنيين، مع عدم السماح للأطباء العاملين بالمشفى من الاقتراب منهم، باستثناء أطباء معروفين بتعاملهم الدائم مع الإصابات العسكرية.