#########

المحاسبة

اكتشاف مقابر جماعية جديدة.. أدلة إضافية على جرائم نظام الأسد


ينبغي عدم التسامح مع مرتكبي هذه الأعمال أو دعم شرعيتهم بأي شكل من الأشكال. لا يزال بإمكان المجتمع الدولي استخدام العديد من الأساليب الفعالة للضغط على المسؤولين السوريين لوقف انتهاكاتهم ومحاسبتهم على جميع الفظائع التي ارتكبوها خلال الصراع المستمر منذ 11 عاماً.

21 / آذار / مارس / 2022


اكتشاف مقابر جماعية جديدة.. أدلة إضافية على جرائم نظام الأسد

*مع العدالة | تقارير ومتابعات 

 تم العثور على مقبرتين جماعيتين مملوءتين بالآلاف الذين قتلوا على يد نظام الأسد وفقاً لتحقيق صحفي. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان إن على المجتمع الدولي تفعيل أساليب الضغط والمحاسبة المشروعة لمحاسبة نظام الأسد على انتهاكاته الوحشية لحقوق الإنسان.

هاتان المقبرتان اللتان كشف عنهما تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز هما من بين العديد من الأدلة على الجرائم المرتكبة ضد السوريين، بما في ذلك المعتقلين الذين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الأسد.

استند التحقيق إلى مقابلات مع أربعة سوريين عملوا في المقابر الجماعية أو بالقرب منها، اثنان منهم الآن لاجئان في ألمانيا وواحد في لبنان وواحد لا يزال في سوريا. فضل ثلاثة منهم إبقاء هوياتهم مجهولة خوفاً من انتقام أجهزة مخابرات الأسد.



قال أحد الشهود إن الموقع الذي كان يعمل فيه يقع في قرية بالقرب من العاصمة دمشق، حيث تم إرسال الجثث من مراكز الاعتقال إلى المستشفيات ثم نقلها في شاحنات عسكرية أو شاحنات مبردة مخصصة لنقل المواد الغذائية إلى الموقع. وأوضح أن العديد من الجثث كانت عليها علامات تعذيب، مثل كدمات مختلفة وأظافر مخلوعة، بينما كان بعضها متحللة، مشيراً إلى أن بعض الوقت قد مر منذ الوفاة.

وقال أنس جرجاوي، رئيس العمليات في المرصد الأورومتوسطي: “إن الكشف عن تفاصيل مقبرتين جماعيتين دفنت فيهما قوات النظام السوري آلاف الأبرياء يجب أن يشكل دافعاً قوياً لإطلاق جهود دولية جادة ومنسقة لمحاسبة المسؤولين السوريين على جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين منذ عام 2011.”

صور من الأقمار الصناعية لمقابر جماعية في سوريا 

“هذا الاكتشاف المهم يكشف عن جزء صغير من الفظائع التي ارتكبتها قوات نظام الأسد ضد المدنيين والمعارضين وسجناء الرأي، حيث تشير التقديرات إلى وجود عدد كبير من المقابر الجماعية الأخرى التي تحتوي على جثث الآلاف من الضحايا الذين قتلوا بطرق بشعة، وفي بعض الحالات أحرقوا أحياء، لمجرد تورطهم في أنشطة مناهضة للنظام.”

وينبغي عدم التسامح مع مرتكبي هذه الأعمال أو دعم شرعيتهم بأي شكل من الأشكال. لا يزال بإمكان المجتمع الدولي استخدام العديد من الأساليب الفعالة للضغط على المسؤولين السوريين لوقف انتهاكاتهم ومحاسبتهم على جميع الفظائع التي ارتكبوها خلال الصراع المستمر منذ 11 عاماً.

يجب على المجتمع الدولي أن يضع مصالحه الاستطلاعية جانباً، وأن يتصرف بحماس متساوٍ لجميع القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وأن يظهر نفس الدعم والتعاطف والتضامن مع المضطهدين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو لونهم أو ثقافتهم.

من المهم البناء على المحاكمة التاريخية للضابط السوري أنور رسلان في ألمانيا في كانون الثاني 2022، والتي انتهت بإدانته بالسجن مدى الحياة. يجب رفع قضايا جديدة ضد جميع المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين السوريين المتورطين في الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الماضية.

مواد ذات صلة:

الحكم على “أنور رسلان” بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية  الحكم على “أنور رسلان” بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

وفقاً لإحصائيات مراكز توثيق، ومنظمات تعنى بالشأن السوري، منذ آذار 2011، قتل حوالي مليون سوري، ونزح حوالي 14 مليون آخرين. كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 14,664 سورياً بسبب التعذيب و15, 146 اعتقلوا تعسفياً أو اختفوا قسراً.