#########

العدالة والمساءلة

داخل محاكمة علاء م #32: علاءٌ يتحدى شاهدًا “حط عينك بعيني!”


كعادته وبعد انتهاء كل شاهد من شهادته، علّق إندريس قائلًا إنه كان ينبغي على القضاة ألّا يستخدموا تعبير "سوء فهم" بل "شهادة كاذبة" عندما يجدون تناقضات في الشهادة. ووفقًا لإندريس، بدا واضحًا له أن الشاهد كان متأثرًا بما كان متداولًا في الإعلام، ولم يصدق إندريس الشاهد في عدة أمور منها لقطات الشاشة.

02 / آذار / مارس / 2023


داخل محاكمة علاء م #32: علاءٌ يتحدى شاهدًا “حط عينك بعيني!”

*مع العدالة: المصدر- المركز السوري للعدالة والمساءلة 


 

 

المحكمة الإقليمية العليا – فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثاني والثلاثون

تاريخ الجلسة: 17 و 19 كانون الثاني / يناير 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و”المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الثاني والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الحادي والخمسين والثاني والخمسين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. بعد بضعة أسئلة من المدعين العامين، حان في هذا اليوم دور فريق الدفاع. فبدؤوا بالسؤال عن تفاصيل استجواب الشرطة للشاهد. كما سُئل الشاهد عن قُصاصة كَتب عليها ابن عمه بيانات شخصية عن الطبيبَين اللذين قابلاهما في السجن. عُرضت بعد ذلك لقطات شاشة لتعليقات كتبها الشاهد على الإنترنت وسُئل عن سياق كتابتها.

كُرّس اليوم الثاني لإتمام استجواب فريق الدفاع. فاستأنفوا ما بدؤوا به في اليوم السابق وعرضوا لقطات شاشة أخرى وأسهبوا في السؤال عنها. ولمّح فريق الدفاع إلى أن ذاكرة الشاهد وابن عمه كانتا ضعيفتين وحاولوا الطعن في مصداقية رؤيتهما للمتهم في السجن، إلّا أن الشاهد أكد أنه رأى المتهم هناك. طعن فريق الدفاع بمصداقية الشاهد وأشاروا إلى التناقضات في شهادته. في ختام الجلسة، بيّن الخبير اللغوي بعض الأمور المتعلقة بترجمة بعض المصطلحات العربية.

أبرز النقاط:

اليوم الحادي والخمسون – 17 كانون الثاني / يناير  2023

استهلّ المدعون العامون الجلسة باستجواب موجز اقتصر على بضعة أسئلة تمحورت حول أشخاص تواصلوا مع P11 وكان لهم صلة ما بالسفارات السورية. ثم تسلّم فريق الدفاع الدفّة بعد أن أوضح رئيس المحكمة لـ P11 بأن من حقهم أن يطرحوا أسئلة على الشهود. استفتح المحامي إندريس استجواب فريق الدفاع بالسؤال عن ملابسات استجواب الشرطة لـ P11 في البلد الذي يقيم فيه. إذ أراد أن يعرف أين ومتى وكيف جرى التحقيقُ ومن الذي كان حاضرًا آنذاك. كما كان إندريس مهتمًّا بمعرفة المواضيع التي دارت حولها الأسئلة ولا سيما كيف دُسَّ اسم علاءٍ في الاستجواب، وأفرط بالسؤال عن تلك المسألة. وعندما بيّن رئيس المحكمة لإندريس أن بعض أسئلته كانت غير واضحة وتحتمل أكثر من معنى، تكدّر مزاجه وطالب الشاهدُ باستراحة.

بعد استراحة يسيرة، أعطى إندريس الشعلة لمحامي الدفاع بون الذي استكمل السؤال عن استجواب الشرطة. ودار أخذٌ وردٌّ حول ما إذا كان المحضر قد تُرجم لـ P11في نهاية استجواب الشرطة. ثم تطرّق بون لموضوع حادثة وفاة ابن عم P11 المزعومة وسأل عن الطبيبَين اللذين كانا يأتيان إلى السجن. واستفاض بون بالسؤال عن القصاصة التي كُتب عليها اسما الطبيبَين والمكان الذي ينحدران منه. وختم بالسؤال عما إن كان هناك تواصل بين P11 و P8 حول المحاكمة وطبيعة ذلك التواصل.

بيّن المحامي العجي شيئًا من مهاراته الاستخباراتية التي استنبط بها ملف P11 الشخصي على الفيسبوك، وأتى بلقطات شاشة – لم تكن جميعها مدرجة في ملف القضية – لما كتبه P11 في تعليقات على منشور لزمان الوصل يدور حول علاء. وأبرزت التعليقات أن P11كان قد قرأ ذلك المقال وتواصل مع أنور البني “الذي أخذ أقوال P11” قبل أن يُعقد استجواب الشرطة. وطالب العجي P11 بتفسير قوله بأنه تواصل مع البني وقرأ المنشور بعد استجواب الشرطة له، بينما تبيّن التعليقات التي كتبها P11عكس ذلك. فأوضح P11 أن كل تلك الأحداث قد وقع بعضها تلو الآخر وأنه لم يؤرّخ ما حصل بالتفصيل.

طُلب من P11 أن يخرج هُنَيهَةً من قاعة المحكمة ليتسنى للمتهم أن يُدلِي بدَلوه. وفي نهاية إفادته القصيرة التي فسّر فيها علاءٌ الماءَ بعد الجهد بالماء، لخص رئيس المحكمة بأن المتهم أراد القول بأنه من الحتمي أن P11 كان قد رأى صورة علاء قبل استجواب الشرطة لـ P11، إذ تُشير التواريخ التي كُتبت فيها التعليقات إلى ذلك. وحين عاد P11 إلى قاعة المحكمة، عُرضت عليه صورة لمنشور كان قد نشره فيصل القاسم على حسابه وأُتبع بالسؤال عنها إلى أن أنهى رئيس المحكمة الجلسة.

اليوم الثاني والخمسون – 19 كانون الثاني / يناير  2023

استأنف فريق الدفاع استجوابهم لـ P11. وعرضوا عليه لقطات شاشة لتعليقاته على منشورات في زمان الوصل. وكرّروا طلب تفسيرٍ يوضح لِمَ قال P11بأنه قرأ المنشور بعد استجواب الشرطة له بينما توضح التعليقات على المنشور عكس ذلك، فكرّر P11إجابته بأن كل الأحداث قد وقعت تباعًا في فترة زمنية معينة لا يستطيع ترتيب وقوع الأحداث فيها زمنيًّا.

ثم طلب رئيس المحكمة من الشاهد أن يأخذ استراحة ترجم خلالها مترجمُ المحكمة بصفته خبيرًا لغويًّا لقطات شاشة لمنشورات وتعليقات عليها. كان من بينها منشور مُعَنونٌ بأن طبيبًا عذب أخا P8 المريض، فحاول علاءٌ أن يقترح ترجمة ساذجة للعنوان تفيد بأن أخا P8 هو من عذب مريضًا، ولكن الخبير اللغوي لم يقرّه على ذلك.

وبعد أن عاد الشاهد من الاستراحة، طلب محامي الدفاع أن يُعرض محضر استجواب الشرطة صفحة بعد صفحة، وسأل الشاهدَ إن كان توقيعه ظاهرًا على كل منها، وهو ما أقره الشاهد. ثم سأل محامو الدفاع عن أسماء محامين وناشطين وصحفيين، وأرادوا أن يعرفوا إن كانت تعني شيئَا لـ P11 أو تذكره بأحدهم، فنفى P11ذلك. وبعدها استحضر فريق الدفاع ما أورده P8 في شهادته حين أخبر المحكمة بأنه كان قد نسي كل شيء بعد حادثة وفاة أخيه وبأن P11 هو من كان أخبره بما جرى بعد أن استيقظ P8. وأراد فريق الدفاع أن يتأكد من أن ما قاله P8 كان صحيحًا. ونظرًا لأن P11لم يفهم السؤال، وضح رئيس المحكمة للشاهد أن فريق الدفاع يشككون في قدرة P8 و P11 على التذكر ويلمزون إلى أنهما اتفقا معًا على اختلاق تلك القصة بعدما قرآ التقارير المنتشرة على الإنترنت. فأكد P11 أن علاءً كان موجودًا في تلك الحادثة، وأوضح أنهم لم يكونوا يحملون ضغينة شخصية ضده، وأشار إلى أن ما يهمهم هو الوصول إلى الحقيقة بغضّ الطرف عن النتيجة. وفي مشهد دراميّ، قاطع علاءٌ الشاهدَ طالبًا منه أن ينظر إليه في عينيه ويقول ذلك الكلام. سأل رئيس المحكمة الشاهدَ إن كانت حقيقةُ أن علاءً كان حاضرًا أثناء الحادثة هي شيءٌ يتيقن P11 منه، فأكد الأخير أنه رأى علاءً مرتين هناك.

أعطى رئيس المحكمة استراحة ليحضّر المتهم أسئلته التي أراد طرحها على الشاهد، لكن المتهم غيّر رأيه بعد الاستراحة وفضّل الإعراض عن ذلك. شكر رئيس المحكمة الشاهد وتمنى له ولعائلته السلام والخير مذكّرًا بأهمية شهادته. قال P11 إنه لا يجد الكلمات المناسبة ليعبّر عما بداخله، ولكنه يشكر الجميع. وبعدما صُرف الشاهد، سألت المدعية العامة المحامي العجي إن كان بوسعه أن يشارك لقطات الشاشة التي بحوزته مع المحكمة وتساءلت كيف تمكن من الوصول إلى حساب P11 إذ أشارت اللقطات إلى أن الحساب كان [بإحدى اللغات الأوروبية]. فقال العجي أن سكرتيرته تتقن تلك اللغة وساعدته في البحث.

كعادته وبعد انتهاء كل شاهد من شهادته، علّق إندريس قائلًا إنه كان ينبغي على القضاة ألّا يستخدموا تعبير “سوء فهم” بل “شهادة كاذبة” عندما يجدون تناقضات في الشهادة. ووفقًا لإندريس، بدا واضحًا له أن الشاهد كان متأثرًا بما كان متداولًا في الإعلام، ولم يصدق إندريس الشاهد في عدة أمور منها لقطات الشاشة. واستحضر إندريس المشهد الدرامي الذي طلب فيه المتهمُ من الشاهد أن ينظر إلى عينيه ويقول له أنه كان في السجن في ذلك الوقت، وكأنه أورد بذلك دليلًا دامغًا على صدق موكله.

مَثَل مترجم المحكمة بصفته خبيرًا لغويًّا وعُرض عليه مخططٌ كان قد رسمه P11، وسُئل الخبير اللغوي حول ما أشكل لغويًّا على أطراف المحاكمة. ثم أُخذ رأيُه في ترجمة بعض المصطلحات التي ذُكرت أثناء الشهادة، من بينها استخدام “نحن” و “أنا”.