قُتل العميد " معن إدريس" في قوات النظام التابع للفرقة الرابعة بقيادة ماهر اﻷسد، أمام منزله، يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 6/30 وقد تبنى لواء المهام السري، سرية حراس الوطن، في بيانٍ له اغتياله
07 / تموز / يوليو / 2020
*مع العدالة | شمس الحسيني
تداولت مصادر عدة خلال الأيام الماضية معلومات تتحدث عن مقتل عدد من الضباط الكبار في النظام بظروف غامضة، وبشكل متتالٍ، منهم في دمشق، وآخرون خارجها، وتثير تلك الحوادث التي تكاد تكون متشابهة ومتطابقة، عدا بعض الاستثناءات، شكوكاً كثيرة حولها، فهل هي بداية جديدة لحملة تصفيات وتنصيب مجرمين جدد، أم أنها إخفاء لملفات كبرى أوكلت لهؤلاء وتمت بنجاح أو بفشل، لكن بكلا الحالتين على الشاهد أن يُدفن لتذهب معه ملفات لها صلة بجرائم وانتهاكات أقدمَ عليها النظام السوري.
وكان أبرز من قضوا العقيد “علي جمبلاط”، حيث تم قتله يوم الجمعة الماضي، وهو المرافق الشخصي لماهر الأسد.
وقد تم قتل “جمبلاط” في بلدة يعفور بريف دمشق، وأصدرت مجموعة تنسب نفسها إلى الجيش الحر بياناً تبنّت فيه اغتياله، لكن هذه المجموعة ليست معروفة ولم تنشر إلا بيانين سابقين تبنت فيهما اغتيال اثنين من الضباط في دمشق.
كما تحدثت مصادر أخرى يوم الأحد الفائت عن مقتل ضابطين كبيرين في جهاز المخابرات الجوية لدى النظام، أحدهما رئيس فرع الجهاز في محافظة دير الزور، شرق سوريا.
العميد “جهاد زعل”، رئيس فرع المخابرات الجوية في دير الزور، بغارة جوية غامضة، نقلاً عن مصادر إعلامية معارضة، حيث إنه قُتل صباح يوم الأحد الفائت، ونشرت وسائل إعلام خبر مقتل العميد “ثائر خير بيك”، أيضاً، العامل في المخابرات الجوية لدى النظام، قنصاً أمام منزله في منطقة الزاهرة بالعاصمة دمشق.
كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر تصفية العقيد سومر ديب المحقق في سجن صيدنايا أمام منزله في حي التجارة بدمشق بتاريخ 6/28 لكن منظمة “مع العدالة” تواصلت مع المنسق العام لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا السيد” دياب سرية” حيث صرح أنه لا يوجد محقق في سجن صيدنايا بهذا الاسم، إضافة إلى أنه في سجن صيدنايا ليس هناك منصب محقق بحسب السيد دياب سرية.
كما قُتل العميد ” معن إدريس” في قوات النظام التابع للفرقة الرابعة بقيادة ماهر اﻷسد، أمام منزله، يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 6/30 وقد تبنى لواء المهام السري، سرية حراس الوطن، في بيانٍ له اغتياله.
وجاء في البيان، أن عملية استهداف القيادي في الفرقة الرابعة تمت عبر قنصه أمام منزله الكائن في مشروع دمر.
وذكر البيان أن العميد إدريس، من المقربين لـ”ماهر اﻷسد” شقيق رأس النظام، ويعتبر ضابط ارتباط بين الفرقة الرابعة وإيران وله زيارات متكررة إلى طهران.
كما كانت قد نعت صفحات موالية عدداً من قتلى النظام بتاريخ 23 حزيران، بينهم ضابط برتبة لواء، دون الإشارة إلى مكان وزمان مقتلهم، وذكرت مقتل كل من اللواء “سليمان محمد خلوف” والملازم أول “بشار وفيق عالمة”، ويُرجح أن الضابطين قُتلا على أيدي تنظيم داعش في البادية شرق “حمص”.
وبثت صفحات موالية مقطع فيديو لمراسم دفن اللواء، الذي كان يشغل منصب مدير كلية الإشارة لدى النظام، ويُذكر أنه ينحدر من “صافيتا” قرية ” تل الترمس”.
وأيضاً توفي العميد “هيثم محمد عثمان”، عن عمر يناهز الـ 62 عاماً، يوم الثلاثاء الفائت، المسؤول في “أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية” لدى النظام.
وشيع في بلدة “قروصو” التابعة ل”القرادحة” في محافظة “اللاذقية”، حيث نعاه موالون للنظام العميد دون ذكر أسباب وفاته، في وقت قالت تسريبات إنه توفي إثر إصابته بفيروس كورونا، لكن هذه الحجة الواهية التي بات من السهل استخدامها للتغطية على أي سبب حقيقي للوفاة، تكاد تصبح مستهلكة، رغم أن كثيرين ما زالو يسمون ” الكورونا” فيروس كورونا المستجد.
وتعطي هذ العمليات مؤشرات عديدة حول الجهات التي قامت بها، فبعضها حدث في ظروف تدل على تدخل النظام أو جهات خارجية من الميليشيات الموالية له، خاصةً إن بعض المصادر أكدت أن رئيس فرع المخابرات الجوية بدير الزور قد قضى نتيجة غارة جوية كما ذكرنا سابقاً.
ولا يخفى على أحد المنهجية التي يتبعها النظام في تصفية الضباط بعد إنجاز المهام المطلوبة منهم، معتقداً بأنه يخفي جرائمه بقتل الشهود عليها، وهم ذاتهم من يقومون بتلك الجرائم، ويعلمون أسرارها وتبعاتها جيداً، مع أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف لا يتوقع هؤلاء الضباط أنهم سيقتلون في نهاية المطاف، بعد كل ما شاهدوه أو ساهموا به من تصفيات لضباط وقادة آخرين في هذا النظام اللعين.
ولا بد أن نستذكر هنا أيضاً مقتل عدد كبير من الضباط دفعة واحدة عام 2012، في العاصمة دمشق، بالتفجير الشهير الذي أودى بحياة كل من وزير الدفاع “داوود راجحة”، ورئيس جهاز الأمن القومي “هشام بختيار” بالإضافة إلى العماد “حسن تركماني” وصهر رأس النظام ومدير المخابرات “آصف شوكت”.
لكن كل تلك الأسماء التي قد يُظن أنها أعمدة النظام ليست إلا أدوات يستخدمها، ثم يقوم بإتلافها، ولديه في مصنع الموت الكثير من البدائل التي يأتي بها وقت الحاجة، لإنجاز مهام جديدة، وتستمر هذه الدائرة دون توقف، منذ استولى “آل الأسد” على حكم البلاد وحتى اليوم.