#########

العدالة والمساءلة

الأمم المتحدة تسعى للمّ شمل العائلات بعد الزلزال التركي السوري


شهدت حلب، أكبر مدن سوريا ومركزها المالي قبل الحرب، بعضاً من أعنف المعارك في الصراع المستمر منذ نحو 12 عاماً والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مليون شخص على الأقل وتشريد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

02 / آذار / مارس / 2023


الأمم المتحدة تسعى للمّ شمل العائلات بعد الزلزال التركي السوري

*مع العدالة: تقارير ومتابعات

 

أصبح لم شمل الأطفال مع أسرهم المفقودة أولوية قصوى في أعقاب الزلزال الهائل الذي ضرب تركيا وسوريا الشهر الماضي، حسبما قال رئيس وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الأربعاء.

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف “كاثرين راسل” إن زلزال 6 شباط/فبراير الذي هز جنوب شرق تركيا وأجزاء من شمال سوريا قد فاقم الأزمات القائمة في سوريا التي مزقتها الحرب.

“التحدي الأول هو معرفة ما إذا كان والدا الأطفال على قيد الحياة في مكان ما، وما إذا كانوا يحاولون لم شملهم”، قالت لوكالة “أسوشيتد برس”، متحدثة في مدرسة في مدينة حلب شمال سوريا.



  • ومنذ وقوع الزلزال، تحولت المدرسة إلى مأوى للعائلات التي فقدت منازلها.

وفي تركيا، قالت “ديريا يانيك“، وزيرة شؤون الأسرة، الأربعاء إنه تم لم شمل أكثر من 1,800 “طفل غير مصحوب بذويهم” مع عائلاتهم منذ وقوع الزلزال. وقالت يانيك إن الجهود جارية لتحديد هوية 83 طفلاً آخرين ولم شملهم مع أفراد أسرهم.

وأضافت أن بعض الأطفال الذين لم يتم التعرف عليهم ما زالوا في العناية المركزة في مستشفيات في تركيا، وأن أكثر من 350 ألف أسرة تقدمت بطلبات لرعاية أطفال تيتموا بسبب الزلزال.


المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل تزور مدرسة مؤقتة في حلب، سوريا، الأربعاء 1 آذار/ مارس 2023. (صورة من الأسوشيتد برس/عمر صناديقي)

قتل الزلزال التركي السوري ما لا يقل عن 50 ألف شخص وأصاب كثيرين آخرين، وفقاً للأمم المتحدة عشرات الآلاف لا يزالون في عداد المفقودين ومئات الآلاف بلا مأوى. في سوريا، قتل ما لا يقل عن 6000 شخص في المجموع، في كل من المناطق التي يسيطر عليها نظام الاسد وفي الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد. وهذه المنطقة الواقعة في أيدي مقاتلي المعارضة السورية هي موطن ل 4.6 مليون شخص، كثير منهم نزحوا سابقاً بسبب الحرب السورية، وكانت الأكثر تضرراً في سوريا.

وشهدت حلب، أكبر مدن سوريا ومركزها المالي قبل الحرب، بعضاً من أعنف المعارك في الصراع المستمر منذ نحو 12 عاماً والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مليون شخص على الأقل وتشريد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

ودمر الزلزال آلاف المنازل في حلب وأماكن أخرى في سوريا ودمر البنية التحتية في الوقت الذي دقت فيه المجموعات الطبية ناقوس الخطر بشأن الأزمات الصحية المحتملة التي تندلع في المناطق التي ضربها الزلزال.

“نحن بحاجة إلى التأكد من أن الأطفال يستمرون في الحصول على تعليمهم وهذا أمر صعب للغاية”، قالت كاثرين راسل أيضاً لوكالة أسوشيتد برس.


الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، يزور مستشفى في غرب سوريا، الأربعاء، 1 آذار/ مارس 2023 (صورة أسوشيتد برس/عمر البام)

بعد شهر تقريباً من الزلزال، لا تزال العديد من العائلات تعيش في المدارس والمساجد والكنائس وغيرها من الملاجئ المؤقتة بعد تدمير منازلهم. وفي الوقت نفسه، تخشى راسل من أن إبقاء العائلات في أماكن مثل المدرسة التي تحولت إلى مأوى في حلب لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى تخلف الأطفال عن تعليمهم.

وتعقد اليونيسف بعض الفصول الدراسية في هذه الملاجئ حتى “لا يتسرب الأطفال من المدرسة”. وأضافت: “نحن بحاجة إلى التأكد من استمرار حصول الأطفال على تعليمهم وهذا أمر صعب للغاية”.

ويوم الأربعاء أيضاً، زار رئيس منظمة الصحة العالمية، “تيدروس أدحانوم غيبريسوس“، شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، وعبر إلى سوريا من تركيا لمتابعة احتياجات المتضررين من الزلزال.

وزيارة غيبريسوس لسوريا هي الثانية بعد جولة في مدينة حلب الشمالية الشهر الماضي بعد الزلزال.

حتى قبل الزلزال، كانت الاحتياجات تتزايد بينما كانت المساعدات الدولية تتناقص“، قال غيبريسوس في مؤتمر صحفي. “أدعو طرفي الصراع السوري إلى استخدام المعاناة المشتركة لهذه الأزمة كمنصة للسلام”.