#########

العدالة والمساءلة

الدكتور رياض حجاب: أبلغني “الأسد” سابقاً بأنه سيختار الذهاب مع إيران


الشعب السوري اليوم في حالة احتقان شديدة جداً، نتيجة المعاناة التي يتكبدها المواطن في الداخل، ليس اقتصادياً فقط، بل بسبب حالة الفوضى والفلتان الأمني، وتسلط الميليشيات الإيرانية بمختلف مسمياتها".

03 / أيار / مايو / 2021


الدكتور رياض حجاب: أبلغني “الأسد” سابقاً بأنه سيختار الذهاب مع إيران

*مع العدالة | تقارير 


أكّد رئيس الوزراء السوري المنشق عن نظام الأسد، والرئيس السابق لهيئة التفاوض، الدكتور “رياض حجاب” أن الملف السوري “عاد مجدداً إلى الواجهة، وبقوة”. موضحاً أن “الكواليس الدبلوماسية الدولية تشهد تحركات من خلال التواصل المستمر”.

 وقال حجاب في حوار خاص ضمن برنامج “منتدى دمشق” مع تلفزيون سوريا، مساء أمس الأحد: “نتمنى أن تتبلورَ تلك التحركات إلى استراتيجية تخص الملف السوري وتنهيه”.

وذكر أن هناك “تحولات كبيرة في المنطقة وعلى مستوى العالم، وبالتأكيد الملف السوري يعد أحد الملفات المهمة ضمن تلك التحولات، حيث إنه كان غائباً خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة ظهور بؤر جديدة، سواء في ليبيا أو اليمن أو في شرق المتوسط، وغيرها من المناطق”.



وأشار إلى أن “روسيا ليست قادرة اليوم على إنقاذ حليفها الأسد، الذي لا ترى سوريا إلا من خلاله وليس من خلال الشعب السوري”.

وخلال اللقاء الذي دام ساعة تقريباً، أكد أنه “مهما فعلت روسيا لن تكون قادرة على إعادة إنعاشه، ومهما بذلت من جهود دبلوماسية، ومهما جلبت من دعم من أجل الاعتراف بالانتخابات، هذا النظام فاقد للشرعية”.

وأضاف “أنا لا أعوّل على الموقف الروسي في إيجاد الحل المنشود للسوريين؛ لأني أعرفه مسبقاً”. لافتاً إلى أن رأس النظام ليس بيده اتخاذ القرارات، وبأن القرار “يُتخذ اليوم من قبل ممثلي روسيا وإيران في دمشق“.



وعلّق أن روسيا منذ تدخلها لم تحقق شيئاً في الحل السوري، وما حققته هو بعض الانتصارات العسكرية، لكنها لم تكن، ولن تكون قادرة على جلب الاستقرار إلى سوريا.

وذكر أن الزيارة الأخيرة التي أجراها، سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي السابق، إلى دول عدة “بدت وكأنه يدق ناقوس الخطر وبأن النظام على حافة الانهيار، ولافروف ذكر ذلك حرفياً في بداية الشهر”.

وأردف “هم يعرفون تماماً أن الوضع في الداخل السوري على حافة الانهيار، وخاصةً من الناحية الاقتصادية”.

وأضاف الدكتور حجاب: “الشعب السوري اليوم في حالة احتقان شديدة جداً، نتيجة المعاناة التي يتكبدها المواطن في الداخل، ليس اقتصادياً فقط، بل بسبب حالة الفوضى والفلتان الأمني، وتسلط الميليشيات الإيرانية بمختلف مسمياتها”.

وتابع “هذا الواقع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، سواء الروس وغير الروس يسعون لإيجاد حل ومقاربة جديدة تنهي المأساة السورية”.


المقابلة الكاملة مع الدكتور رياض حجاب- تلفزيون سوريا

وحول دور روسيا في ظل هذه الظروف في سورية، قال حجاب: ” روسيا لديها مشاكل داخلية ومشاكل اقتصادية وعقوبات مفروضة عليها، وعقوبات جديدة، فرضت أيضاً.. ولديها مشاكل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك هي غير قادرة على أن تقدم شيئاً للنظام كي تنقذه، وهو حقيقةً؛ ميت”.

وبالعودة إلى جولة لافروف الدولية التي صرح خلالها قائلاً: “دعونا نبتعد عن خطاب المواجهة ونذهب إلى طاولة الحوار لحل المشكلات الخلافية“. ونوّه حجاب إلى أنه جاء بعدها استخدام للقوة المتوحشة ضد المدنيين، وضربوا مراكز صحية شمال حلب وفي معبر باب الهوى.

وأوضح أن “بشار الأسد” أبلغه سابقاً بأنه سيختار الذهاب مع إيران “إذا أُجبر على المفاضلة بينها وبين روسيا”. مضيفاً أن “إيران تسعى لمصالحها، وتتبع سياسة التأزيم في المنطقة”.

وفي السياق ذاته، قال حجاب إن: “إيران وطّنت أكثر من 132 ألفاً من عناصر ميليشياتها في سورية”. مؤكداً على حاجة السوريين إلى “دور عربي يضع حداً للتدخل الإيراني في المنطقة”.

وقد طالب ممثلي المعارضة ومؤسساتها أن يترفّعوا عن الخلافات وسياسة “المحاصصات“. وأن يبتعدوا عن توجيه الاتهامات المتبادلة.


“ميليشيات إيرانية طائفية في سورية” ــ المصدر: إنترنت. 

ولفت إلى أهمية “عدم التنصل من تحمّل المسؤوليات، والبدء ببناء المؤسسات بشكل صحيح”، والتي وصفها بـ”المترهلة”، قائلاً: ” هناك “ترهلاً في أداء المؤسسات الرسمية للمعارضة، وهي بحاجة إلى إعادة بناء لهياكلها”.

ونفى الدكتور رياض حجاب اقتراب التوصّل إلى حل سياسي، بقوله: “لا توجد إرادة دولية لحل المسألة السورية، مع اجتماع الأطراف الدولية على أن النظام يتهرب من الحل السياسي”.

وأوضح، أن استثمار “ملف المحاسبة” هو الطريق الأمثل، مؤكداً أن “مكان بشار الأسد خلف القضبان في محكمة لاهاي، وليس في القصر الجمهوري”، مشيراً إلى أنه ” لن يقبل بمشاركة أي طرف في حكم سوريا، فكيف له أن يتنحى من تلقاء نفسه؟”

وفي سياق متصل، تطرّق حجاب إلى عمل “اللجنة الدستورية” مستشهداً بتصريح للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، والذي قال فيه إن: “صياغة الدستور ليست الحل في سورية، ولا يمكن اختصار القرار 2254 باللجنة الدستورية” مردفاً ” وهذا كلام واضح ودقيق وجريء”.


“من لقاءات اللجنة الدستورية مع غير بيدرسون” -المصدر: إنترنت. 

وتابع حول مكتسبات المعارضة: “ثلاث سنوات من عمل اللجنة وهيئة المفاوضات، دون إحراز أي تقدم حتى اللحظة. هناك حقيقة مهمة يجب تثبيتها وتتمثل في أنه لم تبدأ أي مفاوضات حتى الآن”.


ووصف المشهد السوري الحالي بـ “المؤلم جداً“.. مضيفاً ” وما يوحدنا اليوم كسوريين هي المعاناة”.

وأكد، أن السوريين تجمعهم المعاناة “سواء من المقيمين في الشمال السوري أو في المخيمات أو داخل دول اللجوء، أو حتى الخاضعين لسيطرة النظام، فهم ضحية ومعاناتهم مضاعفة”.


وأضاف حول ملف المعتقلين: ” معاناة المعتقلين والمغيبين قسرياً، لا يمكن نسيانها؛ هؤلاء يعيشون أسوأ الظروف في ظل وحشية النظام، وملفهم هو الأكثر إيلاماً”.