في مارس/آذار، اتهم المدعون السويسريون رفعت الأسد، عم المجرم بشار الأسد، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
15 / نيسان / أبريل / 2024
*مع العدالة: تقارير ومتابعات
مثل أرفع ضابط عسكري سوري يحاكم في أوروبا يوم الاثنين أمام محكمة في ستوكهولم متهم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب السورية.
ويتهم العميد السابق محمد حمو (65 عاماً) الذي يعيش في السويد ب”المساعدة والتحريض” على ارتكاب جرائم حرب وقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
اندلعت الحرب بين نظام بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة، بعد أن قمعت قوات الأسد وحلفاؤها الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية في عام 2011.
- فقد قتل ما يقرب من مليون شخص، وشرد الملايين، ودمر الاقتصاد والبنية التحتية في سوريا.
وكان المتهم حمو يستمع بعناية ودون ملاحظات بينما كانت المدعية العامة “كارولينا ويسلاندر” تقرأ الاتهامات.
وقالت ويسلاندر إن حمو ساهم – من خلال “المشورة والعمل” – في حرب الجيش السوري التي “شملت بشكل منهجي هجمات نفذت في انتهاك لمبادئ التمييز والحذر والتناسب”. “وهكذا كانت الحرب عشوائية“، قالت ويسلاندر للمحكمة.
تتعلق التهم بالفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 20 يوليو/تموز 2012. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أواخر مايو/أيار.
– “غير متناسب” –
وقال المدعي العام إن “الهجمات الجوية والبرية واسعة النطاق” للجيش السوري تسببت في أضرار “على نطاق غير متناسب في ضوء المزايا العسكرية العامة الملموسة والفورية التي يمكن توقع تحقيقها”.
ويزعم أن حمو ساعد في تنسيق وتزويد الوحدات بالأسلحة. وقالت محامية حمو، ماري كيلمان، للمحكمة إن موكلها أنكر مسؤوليته الجنائية.
وقالت كيلمان: “على أي حال لم تكن لديه النية تجاه التهمة الرئيسية، وهي أن الحرب العشوائية سينفذها آخرون”. وأضافت أنه لا يمكن تحميل الضابط المسؤولية عن الأفعال “لأنه تصرف في سياق عسكري وكان عليه اتباع الأوامر”.
كما نفى حمو جميع التهم الفردية وقال إنه يجب تطبيق القانون السوري.
ومن المقرر أن يدلي العديد من المدعين بشهاداتهم في المحاكمة، بمن فيهم سوريون من مدن تعرضت للهجوم ومصور بريطاني أصيب خلال إحدى الضربات.
“إفلات تام من العقاب”
“أسفرت الهجمات في حمص وحماة وحولها في عام 2012 عن أضرار مدنية واسعة النطاق وتدمير هائل للممتلكات المدنية”، قالت عايدة ساماني، كبيرة المستشارين القانونيين في منظمة المدافعين عن الحقوق المدنية الحقوقية، لوكالة فرانس برس.
تكرر نفس السلوك بشكل منهجي من قبل الجيش السوري في مدن أخرى في جميع أنحاء سوريا مع “الإفلات التام من العقاب“.
وستكون هذه المحاكمة الأولى في أوروبا “لمعالجة هذه الأنواع من الهجمات العشوائية التي يشنها الجيش السوري”، بحسب الساماني، الذي أضاف أنها “ستكون الفرصة الأولى لضحايا الهجمات لإسماع أصواتهم في محكمة مستقلة”.
حمو هو أرفع مسؤول عسكري يحاكم في أوروبا، على الرغم من أن دولاً أخرى حاولت توجيه اتهامات ضد أعضاء بارزين.
في مارس/آذار، اتهم المدعون السويسريون رفعت الأسد، عم المجرم بشار الأسد، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومع ذلك، لا يزال من غير المرجح أن يمثل رفعت الأسد – الذي عاد مؤخراً إلى سوريا بعد 37 عاماً في المنفى – للمحاكمة، التي لم يتم تحديد موعد لها بعد.
- يسمح القانون السويسري بالمحاكمات الغيابية في ظل ظروف معينة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت فرنسا مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد، متهمة إياه بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بسبب هجمات كيماوية في عام 2013.
كما صدرت ثلاث مذكرات دولية أخرى لاعتقال ماهر شقيق بشار الأسد، القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش واثنين من الجنرالات.
في كانون الثاني 2022، حكمت محكمة ألمانية على العقيد السابق أنور رسلان بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كانت هذه أول محاكمة دولية بشأن التعذيب الذي ترعاه الدولة في سوريا، وأشاد بها الضحايا باعتبارها انتصاراً للعدالة.
Eng