قاد والده الدكتاتور حافظ الأسد سوريا لمدة 30 عاماً حتى وفاته عام 2000. وتم رفض الأسد "كرئيس" بعد الصراع الذي بدأ في عام 2011، مع حملة قمع دموية ضد الاحتجاجات السلمية التي حوّلها نظام الأسد وحلفاؤه إلى صراع متعدد الجوانب.
29 / أيار / مايو / 2021
*مع العدالة | ترجمات ــ تقارير
أعلنت ما تسمى حكومة النظام السوري أن بشار الأسد فاز بنسبة 95.1 في المائة من الأصوات هذا الأسبوع في انتخابات رئاسية رفضت على نطاق دولي واسع باعتبارها مزورة.
بعد عقد من الحرب، التي أسفرت عن مقتل مليون شخص وتشريد 11 مليون آخرين – حوالي نصف السكان – تقول حكومة نظام الأسد إن الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء تظهر أن سوريا تسير “نحو الجيد بشكل طبيعي”.
وكما أعلن رئيس برلمان نظام الأسد حمودة صباغ النتائج في مؤتمر صحفي، قائلاً إن نسبة إقبال الناخبين بلغت حوالي 78 في المائة، مع مشاركة أكثر من 14 مليون سوري في سوريا والشتات.
وفي بيان لوزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة انتقدوا فيه الطاغية الأسد قبل الانتخابات، قائلين إن التصويت لن يكون حراً أو نزيهاً. ونرغب أن نقول بوضوح إن لانتخابات الرئاسية السورية التي ستجري في سوريا في 26 أيار/مايو لن تكون انتخابات حرّة ولا نزيهة. ونستنكر قرار نظام الأسد بإجراء هذه الانتخابات خارج الإطار الذي فصّله قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وندعم أصوات جميع السوريين، الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها غير شرعية، بمن فيهم منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية.
كما قالت تركيا التي تعارض سياسات الأسد ودمويته ضد شعبه، إن الانتخابات غير شرعية.
يوم الأربعاء، تظاهر مئات السوريين في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة، ضد الانتخابات وحكم الأسد.
كما شهد جنوب درعا مظاهرات واسعة ضد إجراء هذه الانتخابات. ويذكر أن درعا اندلعت فيها الثورة ضد النظام السوري لأول مرة في عام 2011.
تخضع درعا لسيطرة الأسد منذ عام 2018، لكنها لا تزال ثائرة. ورفعت لافتة فوق مسجد درعا كتب عليها “لا مستقبل للسوريين مع القاتل“.
ستة عقود من السلطة
لم يكن استمرار حكم عائلة الأسد ، 55 عاماً موضع شك. لدى الطاغية بشار الآن رسمياً سبع سنوات أخرى في السلطة ليمتد حكم عائلته على سوريا إلى ما يقرب من ستة عقود.
قاد والده الدكتاتور حافظ الأسد سوريا لمدة 30 عاماً حتى وفاته عام 2000. وتم رفض الأسد “كرئيس” بعد الصراع الذي بدأ في عام 2011، مع حملة قمع دموية ضد الاحتجاجات السلمية التي حوّلها نظام الأسد وحلفاؤه إلى صراع متعدد الجوانب أدى إلى انقسام البلاد وجذب قوى أجنبية.
وكتب الدكتاتور الأسد على صفحة حملته على فيسبوك “شكراً لجميع السوريين على حسهم القومي العالي ومشاركتهم البارزة”. “من أجل مستقبل أطفال سوريا وشبابها، لنبدأ من الغد حملتنا للعمل لبناء الأمل وبناء سوريا”.
وسيكون التحدي الأكبر الذي يواجهه الطاغية الأسد، بعد أن استعاد السيطرة على نحو 70 في المائة من البلاد، هو الاقتصاد المتدهور، والذي يزداد سوءاً كل يوم. فبعد تشديد العقوبات الأمريكية، والانهيار الاقتصادي للبنان، ووباء “كورونا -كوفيد-19” الذي منع الحوالات المالية للسوريين خارج البلاد بالتدفّق إلى سوريا، وعدم قدرة الحليفين روسيا وإيران على توفير الإغاثة الكافية، يعني أن آفاق التعافي تبدو ضعيفة.
مقاطعة التصويت
وجرت المسيرات احتفالاً بالانتخابات، حيث لوح الآلاف من مؤيدي الأسد بالأعلام السورية ورفعوا صور الدكتاتور وهم يغنون ويرقصون.
وقال مسؤولون لرويترز في جلسات خاصة إن السلطات نظمت تجمعات كبيرة في الأيام الأخيرة لتشجيع التصويت، وأن الأجهزة الأمنية التي تدعم حكم الأسد ويهيمن عليها “العلويون” أصدرت تعليماتها لموظفي الدولة بالتصويت.
وقاطعت القوات التي يقودها الأكراد، المدعومة من الولايات المتحدة، التصويت في منطقة الحكم الذاتي الغنية بالنفط في الشمال الشرقي، وفي إدلب الشمالية الغربية، آخر معقل للمعارضة، ندد الناس بالانتخابات في مظاهرات حاشدة يوم الأربعاء.