أوروبا هي شريك واشنطن في الدمار في سوريا والحصار المفروض على لبنان. إنني أحذر المسؤولين من تولي دور الأمن والحارس السياسي لأوروبا. تتطلب قضية اللاجئين السوريين حلاً عاجلاً.
05 / أيار / مايو / 2024
*مع العدالة: تقارير ومتابعات
تعهد رئيس الوزراء اللبناني “نجيب ميقاتي” يوم الجمعة بتصعيد عمليات الترحيل كجزء من حملة على المقيمين غير الشرعيين في البلاد.
وأضاف أن “هذا الأمر ليس مطروحاً للنقاش، وقد صدرت أوامر للجهات المعنية بتنفيذ ما هو ضروري”.
وجاءت تصريحات ميقاتي بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الخميس عن حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو (1.07 مليار دولار) للبنان، معظمها لتعزيز مراقبة الحدود في محاولة للحد من تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط إلى قبرص وإيطاليا.
يستضيف لبنان أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري.
وقال ميقاتي في مقابلة تلفزيونية: “سيتم ترحيل أي سوري مقيم في لبنان بشكل غير قانوني، وسيتم اتباع نهج مختلف تجاه جميع الأفراد المسجلين مقارنة بغير المسجلين”.
وفيما رحب ميقاتي بالإعلان عن زيادة المساعدات الأوروبية، وصفت بعض الشخصيات السياسية والدينية الحزمة بأنها “رشوة” لإعادة توطين اللاجئين السوريين في لبنان، وحذرت من أن لبنان “ليس للبيع”.
وسلطت عناوين الصحف المحلية الضوء على الاعتراضات، التي تأتي بعد تزايد أعداد جرائم القتل والسرقة والخطف في الأشهر الأخيرة التي “نفذها سوريون” دخلوا لبنان بشكل غير قانوني.
ويشكل السجناء السوريون الآن 35 في المئة من نزلاء السجون اللبنانية، وفقاً لوزير الداخلية بسام مولوي.
واشتكت قبرص مؤخراً من تزايد عدد القوارب التي تصل إلى شواطئها وتقل سوريين سافروا عبر لبنان. ولا يزال العشرات عالقين في الجزيرة التي ترفض قبولهم كلاجئين وتريد إعادتهم إلى لبنان.
- وقال ميقاتي إن هناك “انقساماً أوروبياً” حول مسألة المناطق الآمنة في سوريا لعودة اللاجئين.
وأضاف “سنقوم بحملة في هذا السياق لدفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بوجود مناطق آمنة في سوريا”.
وجاء الإعلان عن حزمة الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي زارت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” لبنان يوم الخميس برفقة الرئيس القبرصي “نيكوس خريستودوليديس“.
لكن “نقولا صحناوي“، عضو كتلة لبنان القوي في البرلمان، قال: “احتفظوا بالمليار يورو، وخذوا مليارا إضافياً مقابل نقل جميع اللاجئين السوريين إلى الدول الأوروبية”.
ووصف رازي الحاج، عضو كتلة الجمهورية القوية، وجود اللاجئين السوريين في البلاد بأنه “قنبلة موقوتة”.
وقال: “إذا أراد ميقاتي تبديد شكوك اللبنانيين حول أجندة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ونية الحكومة الحقيقية، فعليه البدء بتنفيذ ما وعد به، وهو (يعني) ترحيل أي شخص يقيم بشكل غير قانوني على الأراضي اللبنانية”.
وقال النائب عن حزب التغيير وضاح صادق: “يجب ترحيل أولئك الذين يقيمون بشكل غير قانوني في لبنان – وعددهم كبير. وينبغي بعد ذلك التوصل إلى حل مناسب فيما يتعلق بأولئك الذين لجأوا إلى لبنان خوفاً من التعرض للقتل أو الاضطهاد”.
وقال المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة: “لا نريد ذبح لبنان بمليار يورو مسمومة.”
أوروبا هي شريك واشنطن في الدمار في سوريا والحصار المفروض على لبنان. إنني أحذر المسؤولين من تولي دور الأمن والحارس السياسي لأوروبا. تتطلب قضية اللاجئين السوريين حلاً عاجلاً. لقد نفد الوقت، وأصبحت التركيبة السكانية والاستقرار والأمن والاقتصاد وسبل العيش في بلدنا مهددة”.
وقال مارون الخولي من الحملة الوطنية لعودة اللاجئين السوريين: “لبنان لن يكون للبيع تحت أي ظرف من الظروف”.
وقال إن حزمة المساعدات “صفقة مهينة لكرامة لبنان وسيادته، ونقطة مظلمة في تاريخ حكومة تصريف الأعمال”.
وقال المرجع الشيعي علي محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة: “يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى الجانب المالي لإقناع اللبنانيين عندما يتعلق الأمر بملف اللاجئين السوريين.
“ومع ذلك، فإن هذا الأمر لا يقتصر على البعد المالي. يتطلب منا معالجة أسبابه الجذرية وتنظيم الوجود السوري بطريقة لا تسبب أي تداعيات داخلية ومخاوف وتوترات قد تؤثر على العلاقة بين اللبنانيين واللاجئين السوريين”.
وقال حزب التقدم في بيان: “تضمن سياسة الدول الأوروبية عدم وصول قوارب اللاجئين السوريين إلى شواطئها. وهذا ما جعلهم يعرضون على لبنان 1 مليار يورو للتعويض عن وجودهم في البلاد.”
“النظام الحاكم قبل الرشوة لإعادة تدوير نفسه على حساب الأزمات المتراكمة دون تنظيم هذا الملف”.
واقترح الحزب إقامة مخيمات للاجئين السوريين على الحدود، وتأمين احتياجاتهم من خلال الدعم الدولي.
Eng