#########

العدالة والمساءلة

مباحثات ومؤتمر صحفي بين ممثلي الاحتلال الروسي ورموز النظام السوري القاتل!


من الغريب أن نشاهد هؤلاء القتلة والمحتلين يجتمعون في مؤتمر صحفي ويتغنون ببطولاتهم على الشعب السوري وسحق المدن السورية، ويطالبون بمساندة المجتمع الدولي أيضاً.

07 / أيلول / سبتمبر / 2020


مباحثات ومؤتمر صحفي بين ممثلي الاحتلال الروسي ورموز النظام السوري القاتل!

*مع العدالة | شمس الحسيني

عقد النظام السوري ممثلاً بــ وزير خارجيته “وليد المعلم” مؤتمراً صحفياً مشتركاً بعد مباحثات مع الجانب الروسي بحضور نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف” ووزير الخارجية “سيرغي لافروف” والممثل الخاص للرئيس لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف.

وتبين من التصريحات التي صدرت عن المؤتمر أن الهدف من هذا المؤتمر هو التأكيد على متانة العلاقة بين النظام وروسيا سياسياً واقتصادياً ، وإعلان مواصلة حملاتهم العسكرية المشتركة لإبادة المزيد من الشعب السوري، وتصدير صورة كاذبة إلى الرأي العام تقول بأن “الهدوء النسبي قد عاد إلى سوريا”.

 

 

دون أن يُفهم حقاً عن أي هدوء يتكلم الشريكان، في ظل استمرار آلتهم العسكرية الطاحنة في اختراق المناطق المدنية وانهيار الاقتصاد السوري الذي يشعل غضب السوريين، والحرائق التي التهمت الغابات السورية وليس باستطاعة النظام إخمادها حتى اللحظة، وإضافة إلى ذلك رفض روسيا المشاركة في إطفاء الحرائق رغم أنها طالت القرى والمنازل وباتت بحسب مصادر كثيرة تطال المواقع العسكرية الخاصة بالنظام والتي من المفترض أن تقلق روسيا بشأنها كحليف استراتيجي.

وصرح لافروف عن لقائه برأس النظام وما دار بينهم حول ما أسماه “الوضع على الأرض”، وأكد موقفه المساند للنظام خلال مسار أستانا وفي سياق عمل اللجنة الدستورية السورية التي بدأت أعمالها في جنيف.

  • ومن جانبه قال “المعلم” : اعتبر أنه لا علاقة لمناقشات اللجنة الدستورية بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في موعدها العام القادم وأن المباحثات ستتواصل حتى يتم الاتفاق على الدستور.

 

وتحدث لافروف عن المرحلة القادمة مشيراً إلى أنها تحمل أولويات وصفها بالجديدة قائلاً: “أمام سوريا أولويات جديدة أهمها إعادة إعمار البنية الاجتماعية والاقتصادية وحشد المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف”.

والمثير للغرابة في الأمر أنه يتغنى بحشد المجتمع الدولي لإعادة إعمار سوريا في ظل وجود النظام، بينما السوريون يحشدون ما استطاعوا من جهود لمحاسبة هذا النظام القاتل من قبل المجتمع الدولي، إضافة إلى أن كل العقوبات التي فرضت على النظام وحلفائه كانت كفيلة بأن تأكد له عدم شرعيته، وأنه من المستحيل أن تسانده دول أخرى غير أولئك الذين وقعت العقوبات عليهم أيضاً؛ أي روسيا وإيران.

 

ومن الغريب أن نشاهد هؤلاء القتلة والمحتلين يجتمعون في مؤتمر صحفي ويتغنون ببطولاتهم على الشعب السوري وسحق المدن السورية، ويطالبون بمساندة المجتمع الدولي أيضاً، بدل أن نراهم في المحاكم الدولية خلف القضبان أو على المنصات يدلون بأقوالهم ليستعيد الشعب السوري حقه في الحياة.

 

ويُذكر أن صحيفة العرب اللندنية تحدثت في تقرير لها اليوم عن قلق النظام من زيارة الوفد السوري والشروط التي يمكن أن يحملها لفرضها على رأس النظام السوري بشار الأسد، ومن بين القرارات التي يتخوف النظام من فرضها هي المرحلة الانتقالية والدستور الجديد. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة لافروف بعد غياب دام ثماني سنوات لا يمكن أن تكون عادية في هذه المرحلة.

 

وفي هذا الشأن يأتي كلام لافروف متوافقاً مع تحليل الصحيفة حيث قال إن موسكو توفر المنصة لكل القوى السياسية السورية، ودور موسكو كمنصة لمختلف القوى السورية وغير السورية تبلور منذ فترة طويلة، وهذا يدل على أن روسيا ستبحث عن مصالحها الخاصة فيما يرضي النظام أو لا يرضيه خلال المرحلة المقبلة رغم كل تصريحاتها عن دعمها المطلق له.


  


المزيد للكاتبة