ظلت روسيا، التي كانت تساعد النظام عسكرياً في حربه ضد الشعب السوري منذ تدخلها في عام 2015، ثابتة على رأيها بضرورة إعادة اللاجئين السوريين الذين فروا من قمع النظام.
13 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2020
*مع العدالة – ترجمة | شمس الحسيني
نشرت “ميدل إيست مونيتور-Middle East Monitor” وهي منظمة مراقبة صحفية مقرها لندن، خبراً اليوم 2020-11-13، حول تعهد روسيا بمنح نظام الطاغية الأسد مبلغاً قدره مليار دولار من أجل دعم بناء البنية التحتية والاقتصاد في البلاد، وكما قررت فتح بعثة تجارية في العاصمة دمشق.
وجاء في الخبر أن دعم موسكو هذا كان وسط مؤتمر استمر يومين حول عودة اللاجئين السوريين، عقد في دمشق، والذي أرسل إليه وفد روسي كبير لتمثيل الحليف الرئيسي للنظام.
وقد أعلن عن المنحة “ميخائيل ميزينتسيف“، رئيس المركز الروسي لإدارة الدفاع الوطني، بغرض المساهمة في إعادة إعمار سوريا، بحسب زعمه. وقال أيضاً إن المسؤولين الروس والسوريين سيوقعون ثماني مذكرات للتعاون في مجالات الطاقة والجمارك والأنشطة التعليمية كجزء من هذه المساهمة.
- وقال “ميزينتسيف” إنه ولضمان تسهيل تنفيذ هذه الاتفاقات بشكل صحيح، روسيا ستنشئ قريباً مكتباً تجارياً في دمشق.
وفي السياق ذاته، حضر المؤتمر عدد من الدول، بما فيها إيران والصين وفنزويلا والهند وكوبا وقيرغيزستان والأردن ولبنان والإمارات والبرازيل – والعديد منها لا يضم عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين.
وفي الوقت نفسه رفضت الدول التي تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين مثل تركيا ودول الاتحاد الأوروبي حضور المؤتمر، باستثناء الأمم المتحدة التي حضرت بصفة مراقب.
كما سخرت الولايات المتحدة من المؤتمر وعروضه، بوصفه أنه مجرد صرف انتباه عن حقيقة أن الروس ونظام الأسد لم يفعلوا ما كان المجتمع الدولي يضغط عليهم للقيام به، وهو إنهاء الحرب والانتقال إلى حل سياسي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 “.
وقد انتقد الكثيرون في المجتمع الدولي نظام الأسد واستضافة روسيا للمؤتمر، نظراً لأنهم يرون أن المناطق التي يسيطر عليها النظام آمنة. غير أنه ظهرت أدلّة كثيرة على أن اللاجئين الذين عادوا إلى مناطقهم الخاضعة لسيطرة النظام تعرضوا مرة أخرى للاعتقال والاحتجاز والتعذيب على أيدي أجهزة الأمن السورية.
“قصف طائرة روسية على إدلب” – أنترنت
وظلت روسيا، التي كانت تساعد النظام عسكرياً في حربه ضد الشعب السوري منذ تدخلها في عام 2015، ثابتة على رأيها بضرورة إعادة اللاجئين السوريين الذين فروا من قمع النظام.
وقد أعلنت وزارة خارجية موسكو – ممثلة في المبعوث الخاص “ألكسندر لافرينتييف” نيابة عن وزير الخارجية “سيرغي لافروف” – في المؤتمر أنه ينبغي تفكيك مخيمات اللاجئين والمشردين العديدة المكتظة في شمال سوريا لمنع تشكيل بؤر للإرهاب.
كما أقرت بأن عودة اللاجئين ستتطلب تهيئة ظروف معيشية لائقة وإعادة إعمار المناطق المتضررة الخاضعة لسيطرة النظام، والتي تهدف إلى المساهمة بمنحة المليار دولار.
“لاجئون سوريون مهجّرون إلى أوروبا” – أنترنت
أما عن ردّة فعل الشارع السوري، وخاصةً من الذين تهجّروا قسراً بسبب إجرام النظام السوري والاحتلالين الإيراني والروسي، فقد جاءت على شكل سخرية من هذا المؤتمر، حيث وصفه البعض أنه مهزلة تاريخية، وبالتحديد خطاب الطاغية بشار الأسد الذي أخذ يتكلم حول الإنسانية واستغلال اللاجئين في دول الجوار وأوروبا، وقد نسيّ أنه السبب الرئيس في تلك الكارثة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين، متجاهلاً كل آلام الناس ومآسيهم.
وقد تصدّر “هاشتاغ” على صفحات التواصل الاجتماعي فيما يخص دعوة الاحتلال الروسي ونظام الأسد المجرم إلى عودة اللاجئين السوريين بعنوان “العودة_تبدأ_برحيل_الأسد“.