في التاسع عشر من الشهر الجاري، قُتل ثلاثة أشقاء "حسام، أحمد، هيثم محمد أبو حلاوة" من بلدة "إبطع" شمال درعا تحت التعذيب في سجون النظام بعد اعتقالهم من قبل إدارة "فرع الجوية" التابع للنظام عقب سيطرته على درعا رغم ورقة الـ"تسوية"
23 / آذار / مارس / 2020
*مع العدالة | رصد
مناطق سيطرة النظام السوري:
في السادس عشر من آذار/مارس، وثقت الشبكة السورية مقتل المدني “عبدو سقر” من أبناء مدينة “حرستا” في غوطة دمشق الشرقية بسبب التعذيب داخل سجون قوات النظام، التي اعتقلته خلال عام 2018 رغم حصوله على ورقة “تسوية” لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها أثناء توجهه من مدينة “حرستا” إلى مدينة دمشق. وشنت قوات النظام حملة دهم وتفتيش في حي “هرابش” بمدينة دير الزور. بينما خطف مسلحون من درعا “أنور بريك” من السويداء، على طريق “الدارة – صما الهنيدات” وسلبوا سيارته المحملة بخمسة رؤوس من الماشية، كما سلبوا سيارة أخرى لـ”عاطف هنيدي” أثناء عبوره من المنطقة، فقام أقارب المخطوف ومسلحين محليين من ريف السويداء الغربي بقطع أحد الطرقات المؤدية إلى ريف درعا الشرقي، وخطفوا أربعة أشخاص من درعا، مطالبين بإطلاق سراح “أنور بريك” وإعادة السيارتين المسلوبتين مقابل إخلاء سبيلهم.
من جهة ثانية أخلت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” و”الحشد الشعبي العراقي” مقراتهم بالكامل وأخفوا سلاحهم بين بيوت المدنيين في مدينة “البو كمال” شرق دير الزور، بعد تحليق طائرات مجهولة بكثافة في أجواء مدينة “البو كمال”. فيما قررت لجنة الإشراف على “مقام السيدة زينب” بدمشق إغلاق المقام أمام الزوار، حتى الثاني من نيسان القادم على أن يتم إجراء أعمال الصيانة اللازمة وتعقيم كامل المقام خلال هذه الفترة. من جانب آخر تشتري ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” العقارات في مدينة “تدمر” شرقي حمص بأثمان بخسة عبر سماسرة من أبناء “تدمر” وموالين للنظام ويعملون لصالح الميليشيات الإيرانية المسيطرة على المدينة في ظل مشروعها الاستيطاني المعروف بـ /فجر3 الذي يهدف لافتتاح طريق بين إيران والعراق مروراً بسوريا وصولاً إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، مستغلين حاجة الناس للمال في ظروف النزوح أو اللجوء فيقومون بتسليم السماسرة طابو العقار “منزلاً أو محلاً” ويسلمهم المبلغ المتفق عليه ويكون دون ربع السعر الحقيقي، وترفض قوات النظام بشكل قاطع عودة المهجرين إلى مدينة “تدمر”. في حين بقي معبر “البو كمال” مفتوحاً مع العراق بالاتجاهين أمام الميليشيات الإيرانية، رغم إعلان النظام وقف المنافذ البرية مع العراق. في حين نُقل ستة عناصر من الميليشيات الإيرانية إلى الحجر الصحي في إحدى مستشفيات مدينة “الميادين” شرقي دير الزور بسبب إصابتهم بفايروس “كورونا”. من جهة أخرى توفي العميد “هيثم وهبي” من ريف حماة الغربي بظروف غامضة.
وفي السابع عشر من هذا الشهر، أفرجت قوات النظام عن المعتقل “أحمد حسن اليحيى” من بلدة “محمبل” غرب إدلب بعد اعتقال دام لمدة تسعة أعوام في سجون النظام، كما أفرجت عن “خميس الجعيلة” من أبناء بلدة “بقرص” شرقي دير الزور بعد اعتقال دام أكثر من ستة أشهر في سجونها. من ناحية أخرى ألقى فرع الأمن الجنائي بدرعا القبض عل عصابة سرقة، استهدفت إحدى محلات صاغة ذهب في حي “السبيل” في مدينة درعا.
من جهة ثانية خُطف عنصران تابعين لحزب الله اللبناني من الجنسية السورية “محمد علاء الدين درمش، عبد الهادي أحمد كردي” يعملان في حلب، على طريق في ريف السويداء الغربي أثناء عودتهما من درعا، من قبل فصيل “قوات شيخ الكرامة” بغية مقايضتهما على العنصر المفقود من الفصيل “رعد عماد بالي” منذ شهر في المنطقة. في حين جُرح مدنيان بانفجار لغم أرضي من مخلفات النظام في الأراضي الواقعة بين مدينة “صوران” وقرية “معان” شمالي حماة.
في سياق آخر أبدى أهالٍ في مدينة دير الزور تخوفهم من الإصابة بفايروس “كورونا” للازدحام الكبير على الأفران حيث يصطف عدد كبير منهم بطوابير لأخذ حاجتهم من الخبز ويحاولون شراء كميات تكفيهم لمدة ثلاثة أيام أو أكثر ليتفادوا الوقوف في الحشود، لكن المخابز تسمح لهم بشراء كميات محدودة من الخبز بـ 300 ليرة سورية، وامتد الازدحام إلى مراكز النفوس في المدينة، إذ يتجمع الأهالي يومياً لتسيير معاملاتهم وأوراقهم وسط غياب الرقابة الصحية، وعدم توفر الكمامات في صيدليات المدينة.
بينما أعلنت قوات النظام إغلاق الأندية الرياضية وصالات الألعاب ومقاهي الإنترنت والمراكز الرياضية والصالات الموجودة داخل المراكز التجارية، والمطاعم والمقاهي في إطار إجراءات الوقاية من فايروس “كورونا”. كما أعلنت شركة “تكامل” عن إيقاف العمل بشكل مؤقت في جميع مراكز خدمات البطاقة الذكية حتى إشعار آخر، حرصاً على صحة المواطنين، وأنّ عمليات توزيع الغاز والمازوت والبنزين والمواد التموينية باستخدام البطاقة الالكترونية ستجري كالمعتاد، ما يعني أن الازدحام سيستمر.
من ناحية أخرى خطف مجهولون ثلاث طفلات يافعات من عائلة واحدة في مدينة “جاسم” شمالي درعا، أثناء ذهابهن لتلقي درس، وبعد تأخر الطفلات عن الموعد المحدد لعودتهن إلى المنزل توجه ذووّهنّ لأقربائهم والجهات المختصّة ليتم تحديد مكان الطفلات من خلال هاتف محمول في منطقة “القزاز” بالقرب من دمشق، وبعد ساعات أرسل الخاطفون رسالة من الهاتف الذي تحمله إحداهنّ طلبوا فدية ماليّة تقارب 70 مليون ليرة سورية ودفع الأهل المبلغ المالي المطلوب وأعاد الخاطفون بناتهم. سبقها اختطاف الطفلة “سلام حسن الخلف” خلال عودتها من المدرسة في 10 آذار 2020 في بلدة “الطيبة” شرقي درعا، والطفل “مازن صايل المحاميد” بعد خروجه من منزله في حي “الكاشف” بمدينة درعا يوم 14 آذار الجاري، وما يزال الطفل “ميار علاء الحمادي” ست سنوات ابن مدينة “جاسم” مخطوفاً منذ أربعة شهور.
وفي الثامن عشر من الشهر ذاته، قُتل القيادي “وليد البرازي” من بلدة “العجمي” والقيادي “حسان الصبيحي” من بلدة “عتمان” وأصيب القيادي “باسم جلماوي” من بلدة “القصير” غرب درعا، برصاص “الفرقة الخامسة” التابعة لقوات النظام التي تقدّمت إلى “منشرة الخطيب” لإنشاء نقطة عسكرية جديدة لها على طريق “مساكن جلين – الشيخ سعد” غرب درعا إثر مشادات كلامية، وهم من أعضاء “اللجنة المركزية/ لجنة التفاوض” بدرعا، المسؤولة عن سير اتفاق التسوية والتي تُنسق مع القوات الروسية بشكل مباشر، وعلى خلفية ذلك هاجم مقاتلون سابقون في “الجيش الحر” حاجز القرية واشتبكوا مع عناصر النظام ما أدى إلى مقتل 16 عنصراً من قوات النظام واثنين من “الجيش الحر”، ثم قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية والصواريخ قرية “جلين” ما تسبب بمقتل الطفل “محمد علي الفارس” والطفلة “رشا نبيل الظواهرة” وطفل آخر ونقلت جثثهم إلى “المشفى الوطني” بمدينة درعا، وقُتل المدنيون “علي حسن محمد، نزار جاسم الخالد، صالح حسين الويس، فادي موسى الجيزاوي، طارق محمد عمران”. في سياق آخر قُتل عنصران من قوات النظام بهجوم شنه مجهولون استهدف عربة عسكرية في محيط مدينة “معدان” شرق الرقة.
وفي التاسع عشر من الشهر الجاري، قُتل ثلاثة أشقاء “حسام، أحمد، هيثم محمد أبو حلاوة” من بلدة “إبطع” شمال درعا تحت التعذيب في سجون النظام بعد اعتقالهم من قبل إدارة “فرع الجوية” التابع للنظام عقب سيطرته على درعا رغم ورقة الـ”تسوية”. من ناحية أخرى توفي “محمد صالح، ونجاح العبد الله” وأصيب 30 آخرون بانقلاب حافلة تقل طلاب من “جامعة تشرين” قادمة من مدينة اللاذقية إلى مدينة القامشلي على طريق “الرقة – سلمية” شرق حماة. في حين اعتقل “الحرس الثوري الإيراني” مدني من مدينة “الميادين” شرق دير الزور بتهمة تصوير مقرات تابعة للحرس داخل شركة الكهرباء. من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام عن إيقاف عمل “مراكز النفوس” وتسجيل واقعات الأحوال المدنية ومنح البطاقات الشخصية والعائلية في الإدارة المركزية ومديريات الشؤون المدنية وأمانات السجل المدني والمراكز والشعب لغاية 2 نيسان 2020، كما تم إيقاف العمل بمراكز “خدمات المواطن” التي تمنح البطاقة الذكية للأهالي في مدينة دير الزور كإجراء احترازي لمواجهة فايروس “كورونا”.
و في العشرين من آذار/مارس، توفيت فتاة في مدينة حماة بعد إصابتها بفايروس “كورونا”، حيث قالت مصادر مقربة من الفتاة: إنه أصابها “كريب حاد/ نزلة برد شديدة” فأسعفها ذويها إلى “المشفى الوطني” في حماة وبعد الاشتباه بالمرض تم حجرها بالمشفى وتوفيت بعد أسبوع، ومنعت قوات النظام أهلها من تغسيلها قبل دفنها، كما هددتهم بالاعتقال في حال كشفهم عن سبب الوفاة، وأجبرت ذويها على التوقيع أن سبب الوفاة “التهاب أعصاب” كون الفتاة كانت مريضة بمرض أعصاب قبل وفاتها. كذلك أصيب طبيب وممرض وممرضة في “مشفى حلب الجامعي” جراء تعاملهم وعلاجهم للمصابين من الميليشيات الإيرانية وقوات النظام بفايروس “كورونا”، وسط تكتم من حكومة النظام واجراءات أمنية مشددة، وأصيب 30 شخصاً في أحياء “السكري، المشهد، الجلوم، حلب الجديدة، الصالحين” في مدينة حلب بالمرض حيث نقلوا إلى الحجر الصحي في المدينة، وفرضت قوات النظام الحجر الطبي على أقاربهم في منازلهم، و الحالات تزداد بشكل يومي مع عدم التزام المواطنين بالبقاء في منازلهم والخروج إلى الأسواق والأماكن العامة، كما فرضت حكومة النظام اجراءات شديدة على الكوادر الطبية شملت منعها من التوجه لمنازلها كل ثلاثة أيام مع إجراء فحوص للجميع قبل الخروج والعودة للعمل، وأصدرت حكومة النظام تعليمات جديدة برش وتعقيم كل الأبنية الحكومية والمدارس والحدائق والشوارع والأرصفة بالكلور والكحول المخفف.
من جهة ثانية منعت حكومة النظام الزيارات إلى السجون ونقل المعتقلين إلى المحاكم، كما حدّت من تحركات عناصر أجهزتها الأمنية داخلها وسط إجراءات مشددة لمواجهة انتشار الفايروس، وعقمت فرق من وزارة الصحة التابعة للنظام سجني “عدرا، صيدنايا” بدمشق منذ نحو أسبوعين، وعمليات التعقيم لم تكن مكتملة، ولم يرصد أي إصابة أو وفاة بمرض “كورونا” داخل معتقلات النظام. من جهة أخرى انسحبت قوات روسية من مواقع عسكرية لها في قرى “الكنطري، الشركراك، الخالدية، سبع جفار” شمال الرقة، وسلمتها لقوات النظام لأسباب مجهولة، ثم توجهت إلى “اللواء 93” في بلدة “عين عيسى” و”مطار مدينة الطبقة العسكري”.
في حين، علّقت وزارة الدفاع التابعة لحكومة النظام خدمتي التجنيد الإجباري والاحتياط في مناطق سيطرتها خوفاً من انتشار “كورونا” وأوقفت كل إعدادات السوق حتى تاريخ 22 نيسان 2020 بسبب الأوضاع الصحية التي يمر بها العالم، وإيقاف كافة الإجراءات القانونية الخاصة بدعوة المكلفين وملاحقتهم بالتخلف.
وفي الواحد والعشرين من هذا الشهر، قُتل الشاب “عبيد الخلف” من مدينة الحسكة تحت التعذيب في سجون النظام بعد خمس سنوات من الاعتقال في “سجن صيدنايا” بريف دمشق. وأصيب مواطن برصاص مجهولين ونجا آخر من بلدة “تسيل” غربي درعا في منطقة “مساكن جلين” غرب درعا. من ناحية أخرى أصدرت حكومة النظام تعميماً بتعليق الدوام الرسمي في الوزارات التابعة لها وإغلاق الأسواق والأنشطة التجارية والخدمية والثقافية والاجتماعية لمنع تفشي فايروس “كورونا” بدءاً من يوم الأحد 22 آذار 2020 وحتى إشعار آخر، واستثنى التعميم مراكز بيع المواد الغذائية والتموينية والصيدليات والمراكز الصحية الخاصة. كما أقرت لجنة الإغاثة التابعة لـ “لجنة التفاوض” في درعا مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء منها إيقاف بيع الخبز في الأفران، حيث سيتم تحديد حصة من الخبر لكل حي وتوزع على المنازل عبر مندوبي الأحياء بنفس السعر تفادياً لتعريض الناس للازدحام على الأفران، اعتباراً من يوم الاثنين 23 آذار الجاري. فيما أجرت “لجنة المتابعة والملاحقة” في ميليشيا الدفاع الوطني زيارة إلى مدينة “الميادين” شرقي دير الزور عقب هروب أربعة عناصر نحو مناطق سيطرة “قسد”.
وفي الثاني والعشرين من الشهر ذاته، أصيب الشقيقان “عاشق وشوقي العامر” بجروح خفيفة نتيجة إطلاق نار من قبل مجهولين خلال تواجدهما أمام منزلهما في بلدة تسيل غرب درعا. فيما أفرج جهاز مخابرات النظام عن عنصر في فصيل “قوات شيخ الكرامة” المنحدر من مدينة صلخد جنوب السويداء “رعد عماد بالي” مقابل إطلاق سراح جميع الضباط والعناصر المحتجزين لدى الفصيل. من جانب آخر أصدر النظام عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 22/ آذار2020. من ناحية أخرى شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دير الزور للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً دون معرفة الأسباب. فيما أصدرت حكومة النظام السوري، تعميماً بإيقاف عمل وسائل النقل الجماعي التابعة لها بين المحافظات لمنع تفشي “كورونا”. وأعلنت مديرية الصحة في محافظة حماة تخصيص مركزين للحجر الصحي لمرضى “كورونا”. بينما يتوجه عشرات المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه مرض “كورونا”، إلى الصيدليات الخاصة للعلاج فيها نتيجة غياب الأطباء ونفاد الأدوية في مستوصفات مدينة البوكمال شرق دير الزور. واشتكى أهالٍ من تجاهل مؤسسات النظام السوري لتعقيم شوارع وأسواق مدينة دير الزور، كإجراء وقائي منعا لانتشار الفايروس.