#########

أخبار

الكشف عن مصير المفقودين السوريين: ما هكذا ترد الإبل


النظام يكشف عن مقتل آلاف السوريين في السجون في مهزلة مكشوفة للكشف عن مصير المفقودين

28 / تموز / يوليو / 2018


الكشف عن مصير المفقودين السوريين: ما هكذا ترد الإبل

 

المصدر: مع العدالة

 

كشف النظام السوري عن مصير آلاف من السوريين الذين كان قد اعتقلهم منذ بداية الثورة وأخفى مصيرهم عن أهلهم ومحبيهم. جميع هؤلاء المعتقلين عذّبوا بشهادات الناجين ومنظمات حقوق الإنسان، وبشهادة قيصر التي لا يمكن دحضها. وكلما قامت أسرة معتقل بمحاولة للسؤال عن مصيره كانت تهان وربما اعتقل بعض أفرادها.

وفي مدينة داريا، بريف دمشق، وحده، اعترف النظام بمقتل 100 ضحية. وما يزيد من حجم المأساة أن المدينة معرفوة بانتفاضتها السلمية. ونقلت “تنسيقية أهالي داريا في الشتات” عن مصادر من السجل المدني في داريا إن النظام أرسل قائمة تحمل اسم 1000 ممن اعتقلهم خلال الأعوام الماضية، وقضوا تحت التعذيب، “على أن يكون هُناك قائمة ثانية سترسل بعد فترة، حيث بلغ عدد المعتقلين 2809 معتقل موثقين بالاسم، بالإضافة إلى 122 مفقود، ونتوقع أن الرقم هو بحدود 3400 معتقل”.

 

اليوم نحن نعلم أن إسلام الدباس ويحيى الشربجي قد قتلا تحت التعذيب. كنا شبه موقنين من ذلك قبلا، بيد أن النظام نفسه قد وثّق ذلك الآن في سجلات النفوس، وابلغ أسر الضحايا بذلك. بيد أن النظام لم يعترف بأن الضحايا قد قتلوا تحت التعذيب. بدلا من ذلك ابتكر أسبابا فيها من الفجاجة والبربرية قدر ما في عملية القتل نفسها. بعضهم مات بنوبة قلبية؛ آخرون بيد قناصة المتمردين؛ وآخرون انتحروا بسبب الإحساس بالذنب. يا للعار!

إسلام دباس ويحيى الشربجي ورفيقهما غياث مطر كانوا قادة المقاومة بالزهور. هم الذين وزعوا زجاجات الماء البارد والورود على جنود بشار الأسد ليؤكدو على سلمية الثورة.

 

يريد بشار الأسد وحماته أن يقول للعالم إنه يكشف عن مصير المفقودين، فيما يمكن اعتباره إغلاقا لصفحة وبداية لصفحة جديدة. ولكنه يريد في الوقت نفسه أن يقول ذلك بلهجة التشفي، لا بلهجة المواساة. يريد أن أن يقول للسوريين إن أي أمل في بعض الروح الثورية الباقية قد تم سحقه.

الأسد يظن أنه يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. فهو يطوي صفحة الإخفاء القسري وينتقم من أهالي المفقودين بإخبارهم أن أبناءهم قد ماتوا، ويعلم السوريين أن الثورة قد انتهت.

 

بيد أن الأمور لا يمكن أن تسير على هذا المنوال. ورغم أن معظم العالم يتواطأ مع الأسد، فلا يزال ثمّة من سيظل يرفع الصوت رافضا للمهزلة التي يريد من خلالها بشار الأسد أن ينهي مأساة المفقودين والمعتقلين.

 

إن الكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسريا لا يتمّ فقط من خلال إعلام أهالي الضحايا بوفاتهم. لإغلاق هذا الملف لا بدّ من:

  1. الكشف عن حقيقة ما جرى مع الضحية.
  2. تسليم رفات الضحية لذويها، والتأكد من أنها الرفات الصحيحة من خلال فحوص الـ DNA.
  3. معاقبة المسؤولين عن تعذيب ومقتل الضحية.
  4. ضمان ألا يتكرر ما جرى مع الضحية مع مواطنين آخرين.

 

ليس السوريون وحيدين تماما، فمعهم كل المناضلين من أجل الحرية والكرامة وحقوق الإنسان في العالم. ولئن كانت  الحكومات متواطئة مع نظام الأسد، فإن الحقوقيين ودعاة المساواة وسيادة القانون والعدالة يقفون بقوة مع السوريين في مواقفهم.

.

.