زادت سطوته بعد حصوله على عضوية في مجلس الشعب، في انتخابات صورية هدفت لتقوية شبيحة النظام في السلمية
30 / تموز / يوليو / 2018
*مع العدالة
وريس فياض اليونس من مواليد 1969 قرية الصبورة الواقعة شمال شرق مدينة سلمية.
الانتماء الطائفي: ” علوي”
التحصيل العلمي: شهادة المرحلة الابتدائية
تطوّع وريس اليونس في الجيش السوري بعد أن ترك قريته الصبورة في بداية شبابه وانتقل إلى دمشق. ومن خلال بعض المعارف، وبطرق ملتوية (وساطة)، أصبح اليونس يخدم في “مستشفى تشرين العسكري” برتبة مساعد أول،مسؤولاً عن قسم الذاتية. استغل الأخير منصبه في المستشفى، ليعمل في شبكة فساد كبيرة على تزوير فحوص طبية خاصة بشباب سيقوا إلى الخدمة الإلزامية، وصف ضبّاط متطوعين، ليتم إعفاؤهم، أو تسريحهم، مقابل مبالغ مالية كبيرة. تم تطرد “اليونس” _ تسريحاً تعسّفياً _ بعد أن ثبتَ ضلوعه بالفساد.
أقام في عام 2008 مشروعاً للدواجن في قريته الصبورة، ومن ثم معملاً لتصنيع الأعلاف؛ ليظهر عليه الثراء الفاحش بشكل سريع؛ إضافةً إلى ذلك، بنى “ڤيلا” فارهة ووظّف لديه شباباً كمرافقة “حماية”شخصية له؛ متقلباً في حياة الذبخ والإسراف من خلال الأموال التي كان يجنيها عبر عمليات فساد، مستخدماً علاقاته ضمن الجيش والحكومة في تقاضي رشاوي لتسيير أمور المواطنين. حيث إنه الوحيد في قريته يمتلك أكثر من سيارة، موديل “كاديلاك” “مرسيدس” وغيرهما.
عرفه الناس هناك، بلقب “الأستاذ وريس”، إذ إنه كان يوزّع للفقراء في قريته والقرى المحيطة بها، أموالاً بذريعة مساعدتهم، وهدايا للناس النافذين اجتماعياً أو دينياً، ويصرف ببذخ واضح، لتعويم نفسه، وكي يغطي على عمله غير المشروع. فحجم الإنفاق لديه في تلك الفترة، لم يكن يتناسب مع ما تنتجه المداجن ومعمل العلف.
عمل “وريس اليونس” على تشكيل مجموعة من الباحثين والمنقبين عن الآثار، بطرقٍ غير مشروعة. وكما اتضح لاحقاً، أنّ إتجاره بالآثار في السوق السوداء، هو السبب الرئيس في صنع ثروته الضخمة.
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، قام وريس اليونس وعلى نفقته الخاصة بتسليح أعداد كبيرة من شباب قريته، وصنع حواجز خاصة بهم، تحمل اسم “اللجان الشعبية”. تحالف اليونس مع ميليشيا “آل سلامة”، وهم من عائلة كبيرة، انيط بها من قبل أجهزة النظام المخابراتية مسؤولية التخريب وضرب واعتقال المتظاهرين السلميين في مدينة السلمية والقرى المحيطة بها. هذه العائلة، مسؤولة عن مقتل الكثير من المدنيين، وهم أشقاء وأبناء أشقاء مدير المخابرات الجوية في حلب، اللواء أديب سلامة .
كان لوريس اليونس عدّة مقرات ومعتقلات سريّة في المدينة وريفها، حتى أنه امتدَّ بحواجزه لغاية ريف حماه الشمالي، ومارس عناصره في الريف الشرقي لمدينة السلمية، الخطف والسلب والقتل، وإخفاء الجثث في الآبار، وخصوصاً من العرب البدو أهالي أغلب القرى في البادية السورية الشرقية؛ كما جعل من قريته بعد طرد وتهجير الكثير من معارضي النظام من بيوتهم، قلعةً منيعة، وأصبحت تلك اللجان الشعبية التابعة له فيما بعد، تسمى بجيش الدفاع الوطني.
بسبب علاقاته المتينة مع مراكز القرار الأمني والعسكري في محافظة حماه، أصبح وريس اليونس ذا نفوذ كبير في فرع المخابرات الجوية، التابع لمطار حماه العسكري، وخصوصاً، بعد نشوب خلاف كبير، بينه وبين عصابة آل سلامة، على مناطق النفوذ الأمني والسطوة التشبيحية الفعلية في المدينة وأريافها. نتج عن هذا الخلاف، سيطرة وريس اليونس وعناصره على أغلب مساحة المدينة، مع ريفها الشرقي والشمالي والغربي، وبقي الجنوب لآل سلامة. فأغلب الاعتقالات، والخطف والاختفاء القسري لأبناء المدينة وريفها، كانت من فعله، وبقراره الشخصي؛ فلقد كان يتابع بنفسه كل التحقيقات في مقراته السرية والعلنية مع المخطوفين والمعتقلين، ونهبهم ما أمكنه من أموالهم وأملاكهم.
زادت سطوته بعد حصوله على عضوية في مجلس الشعب، في انتخابات صورية هدفت لإعطاء العضوية إلى أشخاص قادرين على تنفيذ أجندة النظام القمعية والإجرامية، لضبط المناطق التي تقع تحت سيطرته بعد خسارته أغلب مساحة سوريا، أمام المعارضة المسلحة، وهذا ما حدث فعلاً. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، أصبح وريس اليونس عضواً في مجلس الشعب عن مدينة سلمية، مع فاضل وردة من مدينة سليمة، قائد ميليشيا الدفاع الوطني هناك، والشيخ أحمد درويش شيخ عشيرة بني عز / قرية أبو دالي ، وهذا الشيخ، كان قد أنشأ ميليشيا تعمل مع قوات النظام، وتقوم بأعمال التهريب ( أثار _ نفط ومنتجاته _ تهريب البشر ). هذا أنموذج حيّ عن أعضاء مجلس الشعب في تلك المرحلة.
في 15 تشرين الأول من عام 2014 ، اغتيل وريس اليونس، وتم إصابة مرافقته برصاص مجهولين، ليلاً على طريق حماه_سلمية. ببداية الأمر، وجّهت الاتهامات نحو أخيه وخليفته “رجب فياض اليونس” _ المختفي حالياً _ عن الأنظار بعد اكتشاف مقبرة جماعية في الشهر الخامس من عام2018 ، ضمن مزرعة “وريس”، تضمّ عدداً كبيراً من عناصر “رجب اليونس” الذين اختفوا في نهاية عام 2016 . وبعد ذلك، رجّح الكثيرون، أن عملية الاغتيال نفذها ” آل سلامة”، بسبب خلافهم مع وريس سابقاً. ولعدم قدرة أجهزة الدولة الأمنية التحقيق مع “آل سلامة”، بسبب دعهم من قبل بعض رجال النظام النافذين، أُغلقَ ضبط التحقيق بجريمة اغتيال وريس اليونس، بعبارة ” اغتيال عضو مجلس الشعب وريس اليونس إثر كمين نفذته مجموعة إرهابية على طريق حماه_سلمية “.
مع العلم، بأن المنطقة التي اغتيل فيها اليونس، كانت تحت سيطرة الدولة بشكل كامل.
.
.