تمنع قوات النظام زيارة أولئك المعتقلين، إلا عبر "وسطائها". ويدفع ذوو المعتقلين مبالغ ضخمة للوسطاء لتأمين زيارات من خلف الشبك، لا تدوم إلا لدقائق، كل ثلاثة أشهر
02 / آب / أغسطس / 2019
المصدر: المدن
أصدرت المحكمة العسكرية في دمشق أحكام إعدام بحق 15 شخصاً، بينهم منشقون عن قوات النظام، بتهمة “الخيانة”، بحسب مراسل “المدن” أحمد الشامي.
وكشف مصدر عسكري مطلع لـ”المدن”، أنه في 25 تموز/يوليو، نقلت قوات النظام 15 معتقلاً من “فرع التحقيق العسكري 248” إلى المحكمة العسكرية في المزة بدمشق، وأصدرت بحقهم أحكام إعدام من دون تحديد موعد التنفيذ. ونُقِلَ المحكومون بعدها إلى سجن صيدنايا العسكري.
وأضاف مصدر “المدن”، أن مليشيا “حزب الله” اللبنانية سبق واعتقلت أولئك المحكومين، في سجونها لأكثر من ثلاثة أعوام، قبل أن تسلمهم لـ”المخابرات الجوية” منذ سنة على سبيل “الإيداع”، ولاشراك بعضهم في صفقات التبادل مع المعارضة. وأمضى المعتقلون سنة كاملة موقوفين ما بين “فرع فلسطين 235″، و”فرع التحقيق العسكري 248”.
وأشار مصدر “المدن” إلى أن النقيب محمد ناصيف، من بين المحكومين بالإعدام. وكانت قوات النظام قد أطلقت سراح أحد رفاق ناصيف، عام 2018، ضمن صفقة التبادل مع “هيئة تحرير الشام”، تزامناً مع اخلاء بلدتي كفريا والفوعة. إلا أن “الجوية” عادت لاعتقاله أثناء تنقله من إدلب إلى ريف دمشق، بواسطة من “الفرقة الرابعة”، ليتم تحويله بعدها إلى “فرع فلسطين”.
مصدر اعلامي في القلمون الشرقي، قال لـ”المدن”، إن ذوي أحد المعتقلين في سجن صيدنايا، وهو مجند منشق، تسلموا من دائرة النفوس في مدينة القطيفة في القلمون الشرقي، بلاغاً بوفاة ابنهم في سجن صيدنايا، من دون إيضاح السبب أو تسليم جثته. ذوو المعتقل حاولوا دفع أموال عن طريق “وسطاء” لتسلم الجثة إلا أن النظام رفض ذلك، وتم ابلاغهم بإقامة عزاء له “بشكل ضيق”.
وأضاف مصدر “المدن”، أن عشرات المنشقين من القلمون الشرقي، ممن أجروا “تسوية” مع قوات النظام، تعرضوا للاعتقال خلال الشهور الماضية، ونقلوا إلى سجن صيدنايا بعد انتهاء التحقيقات معهم في “الفرع 248”. وتمنع قوات النظام زيارة أولئك المعتقلين، إلا عبر “وسطائها”. ويدفع ذوو المعتقلين مبالغ ضخمة للوسطاء لتأمين زيارات من خلف الشبك، لا تدوم إلا لدقائق، كل ثلاثة أشهر. ويتخوف ذوو المعتقلين من تصفيتهم، وسط تخلي “الضامن” الروسي عن مسؤولياته.
وزار أهالي المنشقين المعتقلين الضباط الروس في مقرات “الفرقة الثالثة”، أكثر من مرة، وطلبوا منهم التحرك لإطلاق سراح أبنائهم من سجن صيدنايا، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه عقب اخلاء المعارضة، من دون جدوى.
في ريف حمص، كشف مصدر مطلع لـ”المدن”، أن النظام حكم بالإعدام، مطلع تموز/يوليو، على صفوان بكور، المعتقل في سجن صيدنايا. وبكور من مدينة الحولة، وهو منشق عن الشرطة، وقد اعتقل بعد اجراءه معاملات “التسوية”. دائرة النفوس في الحولة أبلغت ذوي بكور بوفاته، من دون تسليم جثته. أسامة الموسى، من الحولة أيضاً، تمت تصفيته ضمن “فرع التحقيق العسكري” في دمشق، بعدما اعتقلته “الجوية” برفقة 12 شاباً أثناء تنقلهم من حمص باتجاه دمشق.
وأضاف مصدر “المدن”، أن أكثر من 15 شاباً منشقاً تم اعتقالهم بطرق مختلفة، بعد انتهاء مهلة “التسوية” في الحولة، وحوّل قسم منهم إلى سجن صيدنايا، وسط أنباء عن تصفية بعضهم، من دون بلاغات رسمية. وزارة الداخلية أبقت على 4 منهم موقوفين في “فرع الأمن السياسي” لصالحها.