#########

أخبار وآراء

معهد مونتين: سيرة الدماء للطاغية بشار الأسد ..


حاول "الأسد الوريث" تحرير الاقتصاد بطرقٍ عديدة، فكانت انتقائية؛ إذ إنه جعل من "البنوك والتأمينات والاستيراد والتصدير والاتصالات السلكية واللاسلكية" حكراً على (عائلته).. وأقربائه من عائلة (مخلوف) على وجه الخصوص

27 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2018


معهد مونتين: سيرة الدماء للطاغية بشار الأسد ..

 

*مع العدالة 

 

بشار الأسد الذي ورثَ الحكم في سورية عن والده “حافظ الأسد” حينما كان عمره 35 عاماً، بعد قدومه من “لندن” حيث تخرّج منها طبيباً للعيون؛ ذو الطبع الهادئ، متصنّع الخجل، صاحب اللغة الرتيبة والمظهر (الأنيق)؛ كان يخشى من تسلّم السلطة في بلدٍ يكتظ بالتعقيدات المذهبية والعرقية، إضافةً إلى خوفه من الحرس الأمني القديم التابع لمنظومة والده الراحل.

 

هكذا يصف الدبلوماسي الفرنسي “ميشيل دوكلو” الطاغية “بشار الأسد” ضمن سيرة ذاتية تابعة لسلسة سير أعدّها معهد” مونتين” الفرنسي لعدد من الشخصيات في الشرق الأوسط.

ويستطرد “دوكلو” ضمن السيرة الذاتية الخاصة بشخص الدكتاتور السوري: إن ” الأسد” أقدمَ على إزهاق أرواح مئات ألوف السوريين عبر آلته العسكرية، وتورّط مع جنرالات الصف الأول في السلطة الرافضين للحراك الشعبي بانتهاكات خطيرة، ترقى لجرائم حرب، تعود لتذكرنا بحقبة الثمانينيات من القرن الماضي، حينما فتك “والده حافظ الأسد وعمّه رفعت الأسد” بمحافظة _حماه_ السورية بذريعة استئصال حركة الإخوان المسلمين؛ ما أدّى إلى مقتل آلاف المدنيين وقتها، دون حراك لأية جهة حقوقية، دولية كانت أم إقليمية، أو حتى استنكار  رسمي من قبل مجلس الأمن الدولي!

ومن سيرة الدكتاتور الصغير: كان الرئيس الفرنسي “جاك شيراك” قد شجّع “بشار الأسد” كي يذهب اتجاه النوايا الإصلاحية، مع دعمه “معنويّاً”، إضافة إلى وعود مدّ يد العون من قبل فرنسا للذهاب بسورية نحو اقتصادٍ جديد، وسياسة جديدة تنتشل البلد من الحقبة السابقة.. إلا أنّ ” الأسد الوريث” افتتح عهده “بأقواس قصيرة لحرية التعبير النسبيّة” لأشهر فقط، أغلقها دون النظر إلى حاجة الشعب المتلهف لعصر جديد من الحريات السياسية والاقتصادية..

فما قام به بشار الأسد آنذاك، لم يكن إلا محاولة زائفة لرتق الثقوب القديمة في سياسات “والده”؛ وما أكثرها تلك الثقوب!

 

حاول “الأسد الوريث” تحرير الاقتصاد بطرقٍ عديدة، فكانت انتقائية؛ إذ إنه جعل من “البنوك والتأمينات والاستيراد والتصدير والاتصالات السلكية واللاسلكية” حكراً على (عائلته).. وأقربائه من عائلة (مخلوف) على وجه الخصوص؛ لذا، استنزف “بشار” البلاد _ اقتصادياً_ وسياسياً، ولم يرَ أن السياسيات التي انتهجها أبوه _ حافظ _ كانت إقصائية ومجحفة بحق الشعب السوري!

 

ظل ” الأسد” يستخدم تلك السياسات النابعة عن حُكم (أبيه)؛ الآلة العسكرية والقمع ..على أنه الرئيس الأوحد، والرقم الصعب ضمن (محور المقاومة)؛ وزعيم الطائفة العلوية، التي أصبحت في مواجهة مباشرة أمام الأكثرية داخل سورية، بحسب الوقائع التي ترسّخت في وجدان كل سوري انتفض ضد نظامه وفقد عزيزاً عبر سنوات الحرب الطاحنة التي مرّت خلالها البلاد.

 

فالمشهد القديم منذ (استلام) بشار الأسد السلطة عام /2000/ بمباركة “مادلين أولبرايت” وزيرة الخارجية الأمريكية، ودول فاعلة كــ”بريطانيا” وغيرها في الشرق الأوسط، يعكس ذات المشهد حالياً _ اقتصادياً وسياسياً_ حيث ظلت القوى الأمنية في سورية تحتل الأرض، وتشرع يومياً بانتهاكات جسيمة على كافة الأصعدة، وأهمّها، “اجتثاث” لقمة العيش من أفواه السوريين؛ وهذا تمثّل بالقواعد الأساسية لــ”عائلة الأسد، ” التي اصطفت إلى جانبها _ ولاءات_ منخرطة ضمن شبكات فساد مُعلنة، أغلبها تنتمي إلى البرجوازية (السنيّة)، علاوة على  أقليات أخرى مثل  : “المسيحيين والدروز والإسماعليين”.

 يندرج (غباء) أو خبث” بشار الأسد” وغطرسته تحت ما قاله لمجموعة من _ أقاربه _ بعد أسابيع من انطلاق الربيع العربي: ” لقد كان أبي على حق، فآلاف القتلى في حماه ضمنوا ثلاثة عقود من الاستقرار”.

 

ــ من هو ” بشار الأسد” .. ومن خلفه، ولماذا حتى الآن يقف راسخاً على جماجم السوريين؟!