الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقول إن الهجوم الذي دام شهرين أسفر عن مقتل 130 طفلاً
07 / تموز / يوليو / 2019
*مع العدالة
نشرت صحيفة “الغارديان-The Guardian” البريطانية تقريراً حول الهجمات التي شنتها روسيا على شمال غرب سوريا خلال الشهرين الماضيين. ووفقاً لمنظمات حقوقية وهيئات إنقاذ فإن ما لا يقل عن 544 مدنياً لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص منذ بدء الهجوم بقيادة روسيا على آخر معاقل المعارضة.
ويذكر أن الطائرات الروسية انضمت إلى جيش النظام السوري في 26 نيسان/أبريل ضمن أكبر هجوم على أجزاء من محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومحافظة حماه الشمالية المجاورة، في تصعيد كبير بين نظام الأسد ومعارضيه منذ أواخر الصيف الماضي.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، التي تراقب الخسائر وتطلع وكالات الأمم المتحدة المختلفة، قالت إن 544 مدنياً قتلوا في مئات الهجمات التي نفذتها الطائرات الروسية وجيش النظام السوري بينهم 130 طفلاً. وأصيب 2171 آخرون بجروح.
وقال فاضل عبد الغني، رئيس “المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان”، إن “الجيش الروسي وحليفه السوري يستهدفان عمداً المدنيين بعدد قياسي من المرافق الطبية التي تم قصفها”.
وبحسب التقرير أن روسيا وجيش النظام السوري ينفيان أن تكون طائراتهما قد ضربت مناطق مدنية بشكل عشوائي بذخائر عنقودية وأسلحة حارقة. ومن جهة أخرى يقول سكان مناطق المعارضة إنها تهدف إلى شل الحياة اليومية.
وتقول موسكو إن قواتها و(الجيش السوري) يصدّون الهجمات الإرهابية التي يشنها متشددو القاعدة الذين يقولون إنهم ضربوا المناطق المأهولة التي تسيطر عليها (الحكومة)، وتتهم المعارضة بتدمير اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه العام الماضي بين تركيا وروسيا.
ويشير التقرير إلى أنه في الشهر الماضي، قالت “هيومن رايتس ووتش-Human Rights Watch” ومقرها الولايات المتحدة إن العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة استخدمت الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة في الهجمات، إلى جانب الأسلحة المتفجرة الكبيرة التي أسقطت عن طريق الجو والتي لها آثار واسعة في المناطق المدنية المأهولة بالسكان، بناءً على تقارير من أول المستجيبين والشهود.
يقول السكان ورجال الإنقاذ إن الحملة المستمرة منذ شهرين تركت عشرات القرى والبلدات في حالة خراب. وفقاً للأمم المتحدة، أجبر ما لا يقل عن 300000 شخص على مغادرة منازلهم من أجل سلامة المناطق القريبة من الحدود مع تركيا.
وينقل التقرير عن “أحمد الشيخو”، المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب، قوله: “لقد تم إفراغ قرى وبلدات بأكملها”، مضيفاً أنها كانت أكثر الحملات تدميراً ضد محافظة إدلب منذ أن سيطرت عليها تماماً المعارضة في منتصف عام 2015.
ويوم الجمعة، قتل 15 شخصاً، من بينهم أطفال، في قرية “محمبل” في محافظة إدلب الغربية بعد أن ألقت مروحيات جيش النظام السوري براميل متفجرة على حي مدني، بحسب ما ذكرت مجموعة الدفاع المدني وشهود عيان.
وحذر رؤساء 11 منظمة إنسانية عالمية كبرى في نهاية الشهر الماضي من أن إدلب تقف على حافة الكارثة، حيث تعرض 3 ملايين مدني للخطر، بمن فيهم مليون طفل.
ويضيف التقرير أن الأمم المتحدة قالت في بيان صادقت عليه إن “الكثيرين لقوا حتفهم بالفعل” وإن “حتى الحروب لديها قوانين” في مواجهة “هجمات متعددة شنتها القوات الحكومية وحلفاؤها على المستشفيات والمدارس والأسواق”.
وفي يوم الخميس الماضي، أدت غارة جوية على مستشفى “كفرنبل” إلى جعله المرفق الثلاثين الذي تم قصفه خلال الحملة، مما ترك مئات الآلاف من الأشخاص دون الوصول إلى خدمات طبية، وفقاً لجماعات الإغاثة.
وقالت “خولة السواح” نائبة رئيس اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، والذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، ويقدم مساعدات في شمال غرب سورية، “إن قصف هذه المرافق الطبية وتعطيلها في أقل من شهرين، ليس من قبيل الصدفة. دعونا نسمي هذا ما هو عليه، جريمة حرب”.