إذا ثبتت صحة هذه التسريبات سينتقل السوريون "من تحت الدلف إلى تحت المزراب" حسب المثل السوري الشائع، والذي يعني حرفياً الانتقال من السيئ إلى الأسوأ
09 / نيسان / أبريل / 2020
*مع العدالة | شمس الحسيني
“غرّد” إيدي كوهين (الإعلامي الصهيوني) حول رحيل الطاغية بشار الأسد والتسريبات التي تحدثت عن شرائه قصراً خاصاً له ولعائلته في روسيا مما يرجح احتمال انتقاله إليه خلال الفترة القريبة القادمة.
أما اليوم، هناك تسريبات جديدة تتحدث عن قبول روسيا بفترة انتقالية تتلو تنحي بشار الأسد ويترأسها “علي مملوك”.
لا يمكن أن يغيب هذا الاسم عن أذهان السوريين منذ قام حافظ الأسد ببناء حكمه فوق جماجم الأبرياء بمساعدته، وقد تسلل وباء “مملوك” من حقبة الأب إلى حقبة الابن، وكُلف رئيساً لجهاز المخابرات العامة (أمن الدولة) ليزداد تمرساً في تعذيب المعتقلين وابتكار أساليب جديدة لالتقاط أنفاس المواطنين في سورية وقمعهم.
وبعد اندلاع الثورة في سورية ازداد مملوك نفوذاً وتحكماً، خاصة بعد العملية التي تمت خلالها تصفية رجال بارزين في النظام “داوود راجحة – آصف شوكت – حسن تركماني وهشام بختيار” حيث عيّن عوضاً عن هشام بختيار فصار مسؤولاً بشكل مباشر عن جميع أجهزة المخابرات السورية، بالإضافة إلى تكليفه بمسؤولية التنسيق مع أجهزة الاستخبارات العالمية في كل ما يتعلق بالشأن السوري لدى تلك الدول.
وتقول التسريبات إن مملوك اشترط على روسيا إخراج إيران من سوريا، رغم أن هذا المطلب يحتمل عدداً من الأوجه ويتفرّع إلى عدة مطالب، فالوجود الإيراني في سورية لا يقتصر على الجانب العسكري، من المعروف أن السيطرة الإيرانية في سورية تبدأ بالسياسة والاقتصاد والجوانب الدينية والثقافية ولا تنتهي بالجانب العسكري.
إذا ثبتت صحة هذه التسريبات سينتقل السوريون “من تحت الدلف إلى تحت المزراب” حسب المثل السوري الشائع، والذي يعني حرفياً الانتقال من السيئ إلى الأسوأ.
فالذي أسّس هذا النظام القمعي يداً بيد مع حافظ الأسد من المحتمل أن يجلب للبلاد ويلات أشد صعوبة من تلك التي فعلها ابنه، لذلك قد يفرح السوريين لمجرد سماع خبر نهاية عهد بشار الأسد، لكن ما أن يسمعوا باسم علي مملوك ستعود لأذهانهم صوراً مرعبة عن جرائمه في السجون وتفعيل الأسلحة الكيماوية مما سيفقدهم الأمل نهائياً بغد أفضل.
هذا بالإضافة للخيبة الكبيرة التي ستلاحق السوريين دائماً في حال انتقال عائلة الأسد وحاشيتها إلى قصر مرفّه في روسيا بعد كل المجازر التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، دون أن تلاحقهم سلطة القانون ودون أن يدفعوا ثمن الدم الذي سفكوه.
من جانب آخر طرح “فهد المصري” تصوراً آخر للمرحلة التي ستأتي بعد تنحي بشار الأسد، حيث صرح في لقاء تلفزيوني على ” قناة الآن” عن عدم وجود رئيس مباشرة في نفس الفترة بل سيكون هناك بحسب تعبيره “مجلس رئاسي مشترك”.
وأكد ضرورة إنشاء حكومة “تكنوقراط” في المرحلة الانتقالية تعنى بالعمل على أجندة وطنية سورية فقط. ذلك بعد أن تم ترشيح المصري من قبل دول إقليمية معارضة لنظام بشار الأسد ليكون رئيساً في المرحلة الانتقالية لسورية.