#########

أخبار

الدكتور رياض حجاب يكشف أًساس الخلاف بين عائلتي الأسد ومخلوف


أحاط بشار الأسد ذمته المالية بقدر كبير من السرية، حيث كلف رامي مخلوف ووالده محمد بمهمة إدارة أمواله، وخصص لهما الجزء الأكبر من عقود النفط التي كانت تذهب لحساباته الشخصية

22 / أيار / مايو / 2020


الدكتور رياض حجاب يكشف أًساس الخلاف بين عائلتي الأسد ومخلوف

*مع العدالة 

كشف رئيس مجلس وزراء سوريا الأسبق ورئيس الهيئة العليا للمفاوضات سابقا، الدكتور “رياض حجاب”، عبر تغريدات على حسابه الشخصي في موقع تويتر،
معلومات حول الخلافات الحاصلة بين “رامي مخلوف”، ورأس النظام، والتي اشتدت وتيرتها تصاعداً في الآونة الأخيرة.
وقال من خلال التغريدات إن: “بشار يزاود على تطبيق الدستور والقانون ورامي يزاود على الفقراء، وكلاهما كاذب، ولو كانا صادقين لأعادا “سيريتيل” إلى الشعب السوري، لأنها ملكية عامة للدولة وليست شركة خاصة بهما” بالإشارة إلى عملية الاحتكار الممنهجة التي يتبعها النظام في كافة المفاصل الهامة في البلاد، وتحويل ما يجب أن يكون أملاكاً عامة أو خدمات عامة إلى مصالح شخصية يُعنى بها آل الأسد دون أي أحد آخر.


وبيّن في سياق حديثه أنّ مظاهر فساد آل مخلوف تنامت وازدادت امتداداً و شراسةً بعد تبني سياسات رفع الدعم الحكومي و”تحرير الاقتصاد” (عام 2005)، كما أكد أن ذلك كان أحد الأسباب التي أدت إلى إفقار السوريين وظهور طبقة مخملية تتربع على عرش الاقتصاد والسياسة تحيط برأس النظام، وقد مثلت تلك الطبقة الواجهة لمصالحه الخاصة في “شام القابضة”، و”سيرياتيل” و”إم تي إن”، والأسواق الحرة، وغيرها من القطاعات التي يملك الأسد الحصة الأكبر منها، بحسب تعبيره.
وفي تغريدة أُخرى على منصة تويتر، تحدث حجاب عن السرية التي أبقاها الأسد لسنوات حول الشؤون المالية الخاصة به، كما أنه نوه حول دور أسماء الأخرس زوجة رأس النظام في ذلك: “أحاط بشار الأسد ذمته المالية بقدر كبير من السرية، حيث كلف رامي مخلوف ووالده محمد بمهمة إدارة أمواله، وخصص لهما الجزء الأكبر من عقود النفط التي كانت تذهب لحساباته الشخصية، ولحساب زوجته أسماء الأخرس، التي كانت تتكسب من أموال الدولة وتدعم شخصيات فاسدة سلمتها إدارة شام القابضة”.

وفي سياق متصل أعلن حجاب عن معلوماتٍ حصل عليها خلال توليه في سورية مسؤولية رئيس حكومة النظام، حيث قال: “عندما اقترب موعد تحويل ملكية شركتي “سيرياتيل” و”إم تي إن” للدولة فاجأني الأسد بطلب تحويل عقودهما (BOT) إلى عقود إيجار مقابل 35 مليار ليرة سورية، لأنه كان يرغب بإبقائهما تحت سيطرة آل مخلوف الذين يمثلون واجهة لمصالحه الشخصية.” ليستطيع حجاب من خلال هذه المعلومات توضيح صورة ما وصل إليه اليوم الأسد ومخلوف في الجزء الاقتصادي من صراعهما الطويل.
وتابع مؤكداً أنه لم يرضخ لطلب الأسد حينها، حيث شكّل لجنتين إحداهما برئاسة وزير المالية، والثانية برئاسة وزير الاتصالات، وقدم وزير المالية تقريراً بيّن فيه أنّ (الدولة) ستخسر حوالي خمسة مليارات دولار إذا تم تحويل الشركتين إلى عقود إيجار، ليقوم حينها بإيقاف الأمر وتأجيله، لكن رأس النظام بقي مصراً على تنفيذ ما يراه مناسباً، في عين مصلحته لا أكثر، وفيما بعد قامت حكومة “وائل الحلقي” بتنفيذ الأوامر.

وفيما يتعلق بالخلاف القائم حالياً بين رامي مخلوف والأسد اعتبر حجاب أنه يعكس تفكك الدائرة الضيقة المحيطة ببشار الأسد، ناقلاً معلومات من مقربي الأسد حول امتعاضهم من سيطرة مخلوف الاقتصادية اللامحدودة التي امتلكها سابقاً في البلاد.
وتناول أيضاً صراع رامي مخلوف وأسماء التي تلعب دور السيدة الأولى بظن منها أنها الأميرة “ديانا”، بينما تتلاعب في مصير البلاد مثل زوجها الدكتاتور تماماً، وأكد أنّ خلافها مع مخلوف هو مجرد واحد من عدة صراعات تدور في الدائرة الضيقة لـ بشار الأسد، منها ما يدور بين أسماء وماهر الأسد وزوجته “منال جدعان” أيضاً، كما يدور في الخفاء صراع بين رجال الأعمال المحسوبين على آل الأسد، وآل مخلوف، وآل شاليش، ما يفسر إجراءات الاعتقال والحجر ومنع السفر التي اتخذت بحق الجميع.

ومن جهته تحدث رامي مخلوف في ثلاثة تسجيلات مصورة، عن الضرائب والمبالغ الطائلة التي طالبته بها هيئة الاتصالات في حكومة النظام، وبينما  وافقت شركة MTN على التسديد، رفض رامي مخلوف التسديد عن سيريتل التي يملكها بحسب ما جاء في تصريحات الهيئة، لكن مخلوف قال إنه عرض تقسيط المبلغ على “الاتصالات”، كما قام بفضح الضغوطات التي يتعرض لها من أجل التنازل عن سيريتل، واعتذر في أحد التسجيلات من عائلات الموظفين في شركة “سيرتيل”، الذين تم اعتقالهم من قبل النظام، ولم يستطع  الإفراج عنهم حتى هذه اللحظة.

وحمّل المسؤولية الكاملة للجهات التي أوقفت الموظفين “دون إجراء رسمي وغير نظامية”، بحسب تعبيره، متحدثاً عن أربعة مطالب قدمت له من أجل تنفيذها، وسط تهديد بإغلاق الشركة وسحب الرخصة منها، كم أنه نوه إلى دوره الكبير في دعم الجهات الأمنية والمفاجأة بالنسبة له اليوم أن هذه الجهات ذاتها اعتقلت موظفيه.

وعليه، يتضح مشهد الصراع الدائر بشكل علني في هيكل العائلة الحاكمة، والمقربين منها على أموال الشعب السوري وثروات البلاد. وقد تصل الأمور في نهاية المطاف إلى تصفيات واغتيالات في الصفوف الأولى للنظام، (شخصيات اقتصادية وعسكرية) على غرار التصفيات القديمة التي قامت بها أجهزة المخابرات السورية بطلب مباشر من رأس النظام.