#########

بيانات وتقارير

“رامي مخلوف”.. قربان جديد في ملفات فساد عائلة الأسد


بدأ مخلوف الفيديو الأول بحالة الاستجداء وتوجيه رسائل مبطنة للأسد، لكنه سرعان ما رفع وتيرة التهديدات في الفيديو اللاحق

05 / أيار / مايو / 2020


“رامي مخلوف”.. قربان جديد في ملفات فساد عائلة الأسد
*مع العدالة | شمس الحسيني 

اغتيال رامي مخلوف بات متوقعاً بين لحظة وأخرى بعد الفيديوهات التي ظهر من خلالها إلى العلن ليفضح أسرار خلافاته مع الأسد.

فقد اعتاد التاريخ السوري منذ اتخذت العائلة الحاكمة سورية كقطاع شخصي، لا يمكن لأي أحد التحرك داخله إلا بطريقة أحجار الشطرنج، الطريق القصير في التعامل مع مثل هذه الحالات، تنتشر أخبار في الصحف اليومية عن انتحار ( س) ثم نكتشف فيما بعد أنهم قاموا باغتياله.

لكن السؤال اليوم كيف تجرأ مخلوف على رفع صوته لهذه الدرجة، والبوح بكل تلك الاسرار، رغم أنه كان جزءاً من لعبة التصفيات لسنوات طويلة.


حتى أنه صرح – بعضمة لسانه – بحسب التعبير السوري، أنه كان يدعم أجهزة المخابرات طوال سنوات الثورة، وأكثر ما فاجأه هو اعتقال موظفيه على أيدي عناصر من تلك الأجهزة ذاتها.

بدأ مخلوف الفيديو الأول بحالة الاستجداء وتوجيه رسائل مبطنة للأسد، لكنه سرعان ما رفع وتيرة التهديدات في الفيديو اللاحق.
حيث أثار ظهوره جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مدافع عنه ومحارب له، وبين محلل وشامت، وقد أظهرت التعليقات الكثيرة التي دعمت موقف مخلوف انشقاقاً في صف “الطائفة ذاتها” من ناحية التبعية بينه وبين رأس النظام.

هذا الخلاف يعيد إلى الذاكرة حرب الإخوة رفعت وحافظ الأسد على اقتسام ثروات البلاد والسلطة عليها، وما يثبت ذلك أن مخلوف قد أثبت في السنوات الأخيرة الإمكانية الاقتصادية الهائلة التي يمتلكها، والتي من المؤكد أنها تؤثر على ميزانية سورية بالكامل، كما أثبت الأسد استنزافه كل ما استطاع فقط ليشن حربه المسعورة ضد الشعب السوري.

ويبدو أن رأس النظام قد حاصر مخلوف وغيره من رجال الأعمال أيضاً بفرض ضرائب كبيرة وجبايتها خلال فترات قصيرة، كي يستطيع تغطية نفقات الحملات الحربية التي يخطط للقيام بها لاحقاً، مما أثار حفيظة مخلوف فأخرج سمّه كاملاً.

هذه الخلافات الدائرة بين الأسد ومخلوف ليست جديدة أبداً، فقد بدأت تتفاقم منذ نهاية عام 2019 عندما بدأ النظام يضع يده على أموال وأملاك مخلوف وشركاته وأبرزها شركة “آبار بتروليوم سيرفيسز”، وطالبه بضرائب عالية جداً، كما أجبره على حل  (جمعية البستان) التي تضم جناحاً عسكرياً كان يتبع له أكثر من 30 ألف عنصر؛ إضافة إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية منذ عدة أشهر وحتى اليوم.

  • ويذكر أن منظمة مع العدالة قد قامت بحملة كاملة لفضح “آل مخلوف” ورجال أعمال آخرين متّهمين بالفساد وتمويل حرب النظام ضد الشعب السوري.

تشير بعض التسريبات أن روسيا ستقدم حق اللجوء لرامي مخلوف، رغم أنها كانت السبب الأول وراء تحرّك النظام ضده، وبهذا تسيطر روسيا بشكل فعلي ليس فقط على “جغرافية” الساحل السوري، بل أيضاً على أصحاب القرار المستقبليين فيه بعد أن كفت يد آل مخلوف في المنطقة، إضافة إلى سيطرتها على القرار السياسي في البلاد.


المزيد للكاتبة