#########

بيانات وتقارير

“سجن صيدنايا”: نفق الموت الخارج منه مولود!


من أشهر طرق التعذيب التي تعرض لها المعتقلون هي الضرب بالعصا والسوط والدولاب والحرمان من الطعام والشراب والدهس بالأقدام والصعق الكهربائي ووسائل تعذيب أخرى

06 / كانون الثاني / يناير / 2020


“سجن صيدنايا”: نفق الموت الخارج منه مولود!

 

 

مايا علي -مع العدالة

 

أسس نظام الأسد سلسلة من الفروع الأمنية المخابراتية التي لم تغب عنها الانتهاكات بحق المعتقلين منذ افتتاحها ولكن بقي سجن صيدنايا الأكثر رعباً بين المعتقلات الأخرى.

تأسس السجن عام 1987م وهو يتبع لوزارة الدفاع ويقع شمال دمشق بحوالي 30 كم، ويتألف من مبنيين؛ الأول يعرف بالمبنى الأحمر وله ثلاثة طوابق، والثاني يعرف بالمبنى الأبيض وله أربعة طوابق.

يؤكد مطلعون، أن معظم المعتقلين الذين تتم إحالتهم من المعتقلات الأخرى لسجن صيدنايا هم ممن عليهم تهم تتعلق بالسياسة وأمن الدولة، بينما لم يقتصر على اعتقال مدنيين سوريين بل تم تحويل معتقلين لبنانيين وفلسطينيين.

 

 

ويعتبر سجن صيدنايا المحطة الأخيرة للمعتقلين خاصة أولئك الذين عارضوا نظام الأسد، حيث يتم تحويلهم من المعتقلات الأخرى بعد احتجازهم لأوقات طويلة فيها، وهنا تبدأ صور المعاناة اليومية الأكثر وطأة من المعتقلات الأخرى.

يقول أحد العساكر المعتقلين سابقاً في صيدنايا بسبب انشقاقه عن جيش النظام: “كنا نتعرض للضرب والإهانات بشكل يومي بسبب وبدون سبب، ويزداد ذلك إن شاهد أحد السجانين معتقلاً ما وهو يصلي، أحياناً كنا نصيح الله أكبر كمحاولة لتحديهم ولكننا نتلقى التعذيب بشكل جماعي بعد ذلك”.

ويتابع، أن تسمع بخبر يفيد بموت أحد المعتقلين داخل السجن فهذا الأمر عادي إن كنت محتجزاً بصيدنايا، فهذا الخبر تتلقاه مسامعنا بشكل شبه يومي.

 

“صورة لمبنى تابع لسجن صيدنايا”

 

ويكمل حديثه، أهالي المعتقلين مستعدون لدفع المال فقط ليعرفوا أخبار ذويهم في المعتقل إن كانوا على قيد الحياة أم فارقوها، فتصور شدة الاعتقال، أنا من الأشخاص القلة الذين حالفهم الحظ وأطلق سراحي.

وكان قد أطلق سراحه عام 2014 بشرط الالتحاق بقطعته العسكرية، وعندما تم الإفراج عنه وجد طريقاً يأخذه للمناطق المحررة آن ذاك.

ونشرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، نوفمبر الماضي، تقريراً حول السجن اعتمد على شهادات 400 معتقل سابق في صيدنايا وكشف الفظائع التي كانوا يتعرضون لها أثناء فترات اعتقالهم بهذا السجن.

 

ومن أشهر طرق التعذيب التي تعرض لها المعتقلون هي الضرب بالعصا والسوط والدولاب والحرمان من الطعام والشراب والدهس بالأقدام والصعق الكهربائي ووسائل تعذيب أخرى.

 

كما هناك وسائل تعذيب نفسية لجأ إليها المسؤولون عن السجن مثل تغطية أعين المعتقلين وإهانة مقدساتهم الدينية والإيحاء بالإعدام والقتل والإهانات اللفظية المستمرة والحبس الانفرادي والتهديد بأهالي المعتقلين والتعرية والحرمان من النوم وإجبار المعتقلين على مشاهدة آخرين وهم يتعرضون للتعذيب وغير ذلك.

 

 

وفي تقرير منظمة العفو الدولية الأخير حول سجن صيدنايا، أكدت فيه أن نظام الأسد مسؤول عن جرائم قتل وتعذيب واختفاء قسري وإبادة جماعية داخل صيدنايا منذ عام 2011 وفق سياق هجوم ممنهج على السكان.

وطالبت نظام الأسد أن يسمح لمراقبين مستقلين بالتحقيق في الفظاعات التي تشهدها مراكز الاعتقال ومنها صيدنايا.

 

مواد شبيهة