مع استمرار مأساة مئات آلاف العائلات التي فقدت أبناءها وبناتها خلال النزاع المستمر في سوريا، تظهر بارقة أمل جديدة بصدور قرار دولي من مجلس الأمن يوم الثلاثاء 11 حزيران يونيو 2019، بالإجماع
27 / حزيران / يونيو / 2019
*مع العدالة
أرسلت خمسون منظمة سورية غير حكومية متخصصة في قضايا المناصرة والعدالة وحقوق الإنسان، بينها مع العدالة، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن (15) إضافة إلى مكتب المبعوث الخاص إلى سوريا ومكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب المقرر الخاص حول القتل خارج إطار القانون والإعدامات الجماعية ومكتب مجموعة العمل على الاعتقال التعسفي ومكتب مجموعة العمل على الإخفاء القسري.
وفيما يلي نصّ الرسالة، التي نسّقها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عن الرأي:
25 حزيران يونيو 2019
مع استمرار مأساة مئات آلاف العائلات التي فقدت أبناءها وبناتها خلال النزاع المستمر في سوريا، تظهر بارقة أمل جديدة بصدور قرار دولي من مجلس الأمن يوم الثلاثاء 11 حزيران يونيو 2019، بالإجماع، يؤكد على أولوية التعامل مع موضوع المفقودين نتيجة النزاعات المسلحة ويدعو لتحرك دولي لوضع حد لتوظيف الإخفاء القسري في النزاعات المسلحة.
وإذ نعبر من خلال هذه الرسالة، نحن المنظمات المدنية الموقعة أدناه، عن ترحيبنا بالخطوة المتقدمة في مجلس الأمن بمبادرة من دولة الكويت من خلال إصدار القرار الهام حول قضية المفقودين والمختفين في النزاعات المسلحة رقم S/RES/2474، فإننا ندعو الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول المؤيدة لحقوق الإنسان والحل السلمي للنزاعات للضغط على أطراف الصراع في سوريا لاتخاذ إجراءات واضحة وملموسة تتجاوب مع بنود القرار الدولي بكشف مصير آلاف المختطفين والمفقودين وضمان تأسيس آلية تحقيق ومحاسبة مستقلة وشفافة بضمانة وإشراف دولي تضمن الكشف عن مصير المفقودين وظروف المحاكمة والمحاسبة العادلة والشفافة للجناة.
ما زال عدد غير محدد من السوريين اليوم مجهولي المصير بعد تعرضهم للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري من قبل السلطات الحكومية والفصائل المسلحة. عائلاتهم ما زالت بانتظار أي إخطار أو معلومة حول مكان أحبائهم وحالهم. وبينما باشرت الحكومة السورية سياسة غير معلنة لتبييض سجلاتها بإصدار إخطارات وشهادات وفاة لمفقودين بعد سنوات من اختفائهم، فإن الجهات الأمنية والقضائية السورية مازالت تمتنع عن فتح تحقيق مستقل وشفاف حول أسباب الوفاة وتسليم جثامينهم ومكان وظروف احتجاز المختفين خلال السنوات التي تبعت اختفائهم وسبقت وفاتهم وفي هذا الاتجاه فإننا نتطلع لمتابعة مجلسكم واللجان الدولية المعنية النشطة لهذا الموضوع وبذل كافة الجهود الممكنة لوضع حد لهذه الممارسات وسياسات الإفلات من العقاب التي تقف حائلا أمام أي سلام مستدام ممكن في سوريا.
وبينما عكس صدور القرار بالإجماع إرادة دولية متقدمة للتصدي لملف المفقودين، فإننا كجزء من قوى المجتمع المدني حول العالم نتطلع لدور فعال للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن؛ لمتابعة أوضاع المفقودين والمعتقلين من ضحايا داعش والسلطات الحكومية والفصائل المسلحة الأخرى في سوريا بشكل مباشر وإلزام كافة الأطراف المتحاربة وحلفائها بالتعاون الكامل وغير المشروط للكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين وتحديد المسؤولين كخطوة أولى لتحقيق العدالة وبناء دولة سيادة القانون في سوريا.
وإذ نترقب متابعة الأمين العام للأمم المتحدة لموضوع المفقودين حول العالم وفي سوريا فإننا نؤكد على ضرورة الشراكة والتعاون بين القوى المدنية والمستقلة والمؤسسات الأممية المختصة ونرى بأن تعاون حقيقي سيكون له بالغ الأثر في تفعيل دور الإحاطات وتقارير الأمانة العامة الدورية حول موضوع المفقودين وسيكون له كبير الأثر على إبقاء هذا الملف على رأس أولويات مبادرات الحل والسلام في العالم كشرط أساسي لا بديل عنه لإقامة سلام مجتمعي مستدام وبناء دولة سيادة القانون تحارب الإفلات من العقاب وتضع حداً لاستخدام الإخفاء القسري كسلاح للحرب.
من هنا، نحن كمنظمات مدنية منخرطة في مواجهة آلة الحرب والتعامل مع منعكسات النزاعات المسلحة على المجتمعات المحلية وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري على خلفية الاستقطابات العسكرية والسياسية والمجتمعية، فإننا نجدد التأكيد على تمسكنا بضرورة عقد جلسة خاصة في مجلس الأمن حول قضية المفقودين والمعتقلين نتيجة النزاع المسلح في سوريا وإطلاق خريطة طريق تتجاوب مع بنود القرار وتتعهد بالتالي:
- قيام أطراف الصراع والجهات المسيطرة في سوريا بالكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين من خلال تسليم المؤسسات والوكالات الدولية المختصة قوائم رسمية مفصلة بأسماء كافة المعتقلين، مكان وتاريخ اعتقالهم وأسبابه والتهم الموجهة إليهم، والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع المعتقلين والمختطفين لدى كافة الأطراف في سوريا على خلفية ممارستهم السلمية لحقوقهم الأساسية.
- إلزام سلطات الأمر الواقع وأطراف الصراع المحلية والإقليمية والدولية، وعلى رأسها الحكومة السورية بالوقف الفوري لممارسات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وبالوقف والتجميد الفوري والكامل لعمليات الإعدام وتصفية المحتجزين وتسليم جثامين الضحايا.
- تقديم ضمانات دولية لحماية كافة المواقع والأدلة والمقابر الجماعية في مختلف مناطق البلاد لضمان أفضل ظروف تساعد في البحث وتحديد الضحايا كما ولحفظ كافة الأدلة ذات الصلة لاستخدامها في جهود المحاسبة.
- إنشاء مؤسسة وطنية بإشراف وضمانة أممية، لتكون مسؤولة عن ملف المفقودين في سوريا تتولى عمليات فتح كافة مراكز الاعتقال والاحتجاز السرية والعلنية التي تديرها الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية وتلك التابعة لمجموعات الدفاع الوطني واللجان الشعبية وكذلك مراكز الاحتجاز التابعة لداعش وللفصائل العسكرية الأخرى أمام مفتشين دوليين ومحليين وأمام المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية ومنح مراقبي الاحتجاز الدوليين والمحليين المعترف بھم حرية الوصول إلى كافة مراكز الاعتقال، الرسمية وغير الرسمية، دون إخطار مسبق.
- دعم منظمات المجتمع المدني السورية العاملة في مجال توثيق المفقودين ومع مجموعات الضحايا والعائلات والمبادرات المجتمعية، للاضطلاع بمهامها في مجال البحث وتوثيق حالات المفقودين وتحديد الجناة والسعي لمحاسبتهم. ودعم الأجهزة الأممية المختصة في متابعة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا بما فيها حالات الإخفاء القسري والمفقودين ونذكر على وجه الخصوص لجنة تقصي الحقائق في سوريا والآلية الحيادية المستقلة الدولية لمتابعة التحقيقات والملاحقة القضائية ضد الأشخاص الضالعين بالجرائم الكبرى بحسب القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ عام 2011.
المنظمات الموقعة:
1. اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم
2. إحسان للإغاثة والتنمية 3. البرنامج السوري للتطوير القانوني 4. البوصلة للتدريب والإبداع 5. الدفاع المدني السوري – الخوذ البيضاء 6. الرابطة السورية لحقوق الإنسان والمساءلة 7. الرابطة السورية للمواطنة 8. السورية نت 9. الشبكة السورية لحقوق الإنسان 10. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان 11. اللوبي النسوي السوري 12. المرصد السوري لحقوق الإنسان 13. المركز السوري للإحصاء والبحوث 14. المركز السوري للإعلام وحرية التعبير 15. المنتدى السوري 16. المنظمة السورية لحقوق الإنسان 17. اليوم التالي 18. أورنامو للعدالة وحقوق الإنسان 19. بيتنا سوريا 20. بيل – الأمواج المدنية 21. تحالف أسر مختطفي داعش 22. تحالف شمل 23. حملة أنقذوا البقية 24. حملة من أجل سوريا 25. دولتي |
26. رابطة عائلات قيصر
27. رزق للتأهيل المهني 28. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة 29. شبكة حراس 30. شبكة سوريا القانونية في هولندا 31. صوت المعتقلين 32. عائلات الحرية 33. فكر وبناء (مركز الجالية السورية في مانشستر) 34. فنار للتنمية المجتمعية 35. كش ملك 36. لجنة حقوق الإنسان في سوريا (ماف) 37. مؤسسة خطوات 38. مركز توثيق الانتهاكات 39. مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية 40. مركز عدل لحقوق الانسان 41. مركز عمران للدراسات 42. مركز وصول لحقوق الإنسان 43. مع العدالة 44. منظمة التآخي لحقوق الإنسان 45. منظمة العدالة من أجل الحياة 46. منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان 47. منظمة النساء الآن من أجل التنمية 48. منظمة بدائل 49. نجدة ناو أنترناشيونال 50. نو فوتو زون |