هناك نحو ثلاثة ملايين شخص محاصرون في إدلب وضواحيها، وما يقرب من نصفهم قد شُرِّدوا بالفعل من أماكن أخرى في سورية
11 / أيلول / سبتمبر / 2019
ترجمة: مع العدالة
نشرت شبكة “ميدل إيست آي-Middle East Eye” الإخبارية تقريراً حول الغارات الجوية الروسية التي استهدفت محافظة إدلب يوم الأربعاء في تاريخ 11-9-2019 ما أسفر عن مقتل رجل مسن؛ وهو أول ضحية منذ إعلان وقف إطلاق النار قبل أحد عشر يوماً، بحسب ما ذكرت مصادر على الأرض ومجموعة من النشطاء المدنيين.
وكما جاء في التقرير أن قوات النظام والميليشيات الموالية له توقفت من جانب واحد عن حملتها الجوية ضد إدلب في شمال سوريا بتاريخ 31 آب/أغسطس، مع خلو الأجواء من الضربات الجوية منذ ذلك الحين. بيد أن الطائرات الحربية استأنفت قصفها يوم الأربعاء.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبلغ عن غارات جوية روسية على بلدة “كبانة” في منطقة جبل الأكراد الإستراتيجية يوم الثلاثاء.
وبحسب “ميدل إيست آي-Middle East Eye” أن مصادر قالت إن الضربات كانت عبارة عن قصف مدفعي وتحليق للطائرات الحربية.
وأفاد قائد من المعارضة المسلحة المتمركزة بالقرب من “كبانة” في ريف اللاذقية للشبكة طالباً عدم الكشف عن هويته” أنه لم تكن هناك غارات جوية على المنطقة يوم الثلاثاء، ولم يتم الكشف عن أي هجوم باستثناء القصف المدفعي المستمر”.
وأضاف” أن قوات النظام متمركزة في عدة ثكنات عسكرية تحيط بمنطقة “كبانة”، مثل “كنسبا وتل أبو علي”.
وكما جاء في التقرير على لسان القائد العسكري في المعارضة المسلحة” أن كل هذه المواقع تحتوي على أسلحة متوسطة وثقيلة، تتناوب على استهداف المنطقة”. وقال أيضاً إن الهجمات الأخيرة استهدفة نقطة مراقبة جوية بالقرب من مدينة كفر تخاريم في غرب إدلب.
- يتمركز (المقاتلون الإسلاميون)، من بينهم بعض المنتمين إلى “هيئة تحرير الشام ” في “الكبانة”.
وبحسب الشبكة أن “براء الجسري، وهو ناشط من جسر الشغور، قال إن منطقة “كبانة” كانت مستهدفة من قبل الطائرات الحربية الروسية والقصف المدفعي من ثكنات جيش جب الأحمر.
من جانبه، قال الناشط “باسل حواء” إن الغارات التي استهدفت يوم الأربعاء “قرية الضاهر” في ريف إدلب الغربي، أصابت منطقة يقيم فيها النازحون منذ عام ونصف العام في مبنى حكومي قديم يسمى محلياً الإرشادية.
وقال “حواء” لـ “ميدل إيست آي-Middle East Eye ” إن “معظم سكان المبنى فروا بعد أن أصابت الغارة الجوية الأولى المنطقة، باستثناء رجل يبلغ من العمر 75 عاماً لم يتمكن من الفرار وقتل في هجمات لاحقة على المبنى”.
وصرّح “أبو أنس” لوكالة الأنباء الفرنسية إن والده أحمد عيسى الموسى لم يتمكن من الخروج في الوقت المناسب لأنه كان مسنّاً وكان لديه صعوبة في المشي.
- كان معظم النازحين قد هربوا في الأصل من ريف حلب الجنوبي وبلدة أبو الضهور في شرق إدلب.
وقال “حواء” إن الهجمات نفذتها طائرات حربية روسية. يحدد الناشطون والمراقبون في شمال سوريا نوع الطائرة حسب صوتها، فضلاً عن بقايا الصواريخ التي أسقطتها الطائرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، عن قصف قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له على قرى وبلدات مثل كفرنبل وحزارين ودير شرقي، وغيرها في جنوب إدلب.
- جلب وقف إطلاق النار فترة راحة نسبية لمحافظة إدلب، حيث شنت (الحكومة السورية) وروسيا حملات قصف عنيفة ومعارك برية خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وتضيف الشبكة في تقريرها أن السكان قالوا إن القصف المدفعي على جنوب إدلب لم يتوقف منذ إعلان الهدنة.
وقال الناشط “قصي الحسين”، المقيم في شرق إدلب، “أدى القصف المستمر إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، بمن فيهم النازحون الذين يحاولون العودة إلى قراهم للتخلص من بؤس النزوح”.
وقال “حسين” إن قصف المباني الفارغة عرّض الممتلكات الخاصة للسرقات، وبالتالي يحاول بعض الناس أيضاً العودة مؤقتاً إما للتحقق من ممتلكاتهم أو إحضار ما تبقى منها.
- “على الرغم من أن القرى خالية من المدنيين، فقد بقي العديد من الشباب في الأحياء لحماية ممتلكاتهم وممتلكات النازحين”.
- هناك نحو ثلاثة ملايين شخص محاصرون في إدلب وضواحيها، وما يقرب من نصفهم قد شُرِّدوا بالفعل من أماكن أخرى في سورية.
تخضع المنطقة، التي تضم أيضاً أجزاءً من محافظتي حلب واللاذقية، لسيطرة تحالف “هيئة تحرير الشام” المتشددة ومجموعة من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
وفي تطورات أخرى، أصبحت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي ترفع من مستوى وجودها الدبلوماسي في سورية بعد أن أعلنت يوم الأربعاء عن خطط لتعيين دبلوماسي في دمشق العام المقبل.
وفي بيان أرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية، قال وزير خارجية المجر إن بلاده “ستفوض دبلوماسياً يزور سوريا من حين لآخر لإجراء متابعة للدعم الإنساني وللقيام بالواجبات القنصلية”.
وقال مصدر مقرب من الحكومة المجرية إن “بودابست” تبحث سبل التعامل مع (الرئيس بشار الأسد) لمساعدة المسيحيين ليكونوا “متقدمين” في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وربما إعادة فتح العلاقات من أجل الفرص الاقتصادية.