#########

بيانات وتقارير

“الغارديان”: أسر محاصرة من هجوم الأسد على إدلب تقاتل من أجل البقاء في الثلج


أعداد كبيرة من الناس عالقون بين تفجيرات النظام السوري والحدود التركية المغلقة

16 / شباط / فبراير / 2020


“الغارديان”: أسر محاصرة من هجوم الأسد على إدلب تقاتل من أجل البقاء في الثلج

 

*ترجمة: مع العدالة

 

نشرت صحيفة “الغارديان-The Guardian” اليوم تقريراً حول معاناة المدنيين الفارين من قصف النظام السوري والروسي على إدلب وقراها، والريف الشمالي الغربي؛ وجاء في التقرير أن مئات آلاف المدنيين، وكثيراً من النساء والأطفال، تقطعت بهم السبل مع القليل من الطعام أو المأوى في درجات حرارة دون الصفر في شمال غرب سوريا، أجبروا على ترك منازلهم جراء هجوم عسكري مدعوم من روسيا استهدف المستشفيات وفي كثير من الأحيان البنية التحتية المدنية.

 

 

أدى الهجوم على إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية، إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في حرب طويلة ووحشية. وقد شردت أكثر من 800 ألف شخص منذ ديسمبر، وفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة، 143 الفاً منهم فى الأيام الثلاثة الماضية فقط.

وعن الظروف القاسية تحدثت “منار الديري” للغارديان وهي معلمة تأوي مع أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة، في خيمة على سفح تل ثلجي بالقرب من الحدود قائلة: “كأننا نعيش في مقبرة.”

لديها موقد مؤقت لكنها خائفة من استخدامه لتدفئة الخيمة، لأن الدخان يسبب لأطفالها مشاكل في التنفس، وبعض العائلات اختنقت أثناء نومها.

وأضافت أيضاً: “البرد ينخر عظامنا، لم يعد بالإمكان الشعور بالدفء”. “لكنني ما زلت أرى أن وضعنا أفضل بكثير من الأشخاص الذين يعيشون تحت أشجار فقط دون أي شيء لحمايتهم من التجمد”.

 

  • هربت العائلات نحو الحدود مع تركيا، لكنها مغلقة؛ حيث تستضيف البلاد 3.5 مليون لاجئ سوري ولن تسمح بالمزيد حسب تصريحات تركية رسمية.

 

وبحسب التقرير أن الرئيس رجب طيب أردوغان تحدث هاتفياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت. وقال مكتب الرئيس التركي إن الرجلين دعا إلى الوقف الفوري للقتال في إدلب وأدانا هجمات القوات الحكومية السورية هناك.

وعلى غرار الكثيرين في إدلب، فرت “منار ديري” عدة مرات قبل أن تصل إلى خيمتها على التلال، أولاً من منزلها في حماة، ثم من مدينتين في إدلب. ويعيش في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام” المتشددة أكثر من ثلاثة ملايين شخص، كثير منهم، مثل ديري، لاجئون عدة مرات. وقال موسى الزيدان من مجموعة المتطوعين -ذوي الخوذ البيضاء، إن المزيد من النازحين يصلون كل يوم، لكن لم يكن هناك مكان آمن يذهبون إليه. وأضاف زيدان ” أن الوضع بالنسبة للسكان في المخيمات كارثي ” . كان من المفجع بالأمس عندما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم حينما حاولوا إشعال النار داخل خيمتهم للحفاظ على دفء أطفالهم”.

 

المخيمات في شمال إدلب تستقبل أكثر من طاقتها بخمس مرات، مع نقص في الغذاء والماء، ولم يعد بالإمكان التعامل مع القادمين الجدد. وقال منذر خليل، وهو طبيب في إدلب: “نرى أربع عائلات على الأقل تعيش في خيمة عائلة واحدة. كما “تسبب المياه غير النظيفة معدلاً مرتفعاً غير مسبوق من الأمراض المنقولة، مما يجعل الفئات الأكثر ضعفاً والنساء والأطفال هم الأكثر تعرضاً للخطر.”

 

ويضيف التقرير: على الرغم من أن تركيا لا تفتح الحدود، إلا أن قواتها موجودة على الأرض في إدلب وتشتبك بشكل متكرر مع (الجيش السوري)، مما يقرّب البلدين من صراع شامل أكثر من أي وقت في الثورة السورية المستمرة منذ تسع سنوات. وقد هدد أردوغان بتدخل عسكري شامل إذا لم يتوقف الهجوم السوري بحلول نهاية هذا الشهر. ويبدو أن المحادثات مع الدبلوماسيين الروس في أنقرة لم تسفر حتى الآن عن نتيجة حاسمة.

وتسعى تركيا إلى إنفاذ اتفاق خفض التصعيد في إدلب الذي توسطت فيه موسكو في عام 2018، والتي تدعم الأسد، وأنقرة، التي تدعم بعض الجماعات المعارضة في المنطقة. وقد تم خرق وقف إطلاق النار بشكل روتيني من قبل كلا الجانبين، ولكن تصاعدت حملة الاستنزاف من قبل الأسد منذ أن سيطرت “هيئة تحرير الشام”، التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً، على معظم المنطقة في العام الماضي.

 

إدلب، التي أصبحت الملاذ الأخير لقوات المعارضة والجهاديين، هي المحافظة السورية الرئيسية الوحيدة التي لم يستعدها النظام في دمشق بعد منذ بدء الثورة عام 2011.

 

صورة – الغارديان”  15 شباط /فبراير ــ المصدر: SyrianCivilWarMap.com

 

شملت الحملة العسكرية التي قامت بها (الحكومة السورية) خلال الأسابيع الأخيرة قصف المناطق المكتظة بالسكان، والبنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والأسواق.

في يناير/كانون الثاني وحده، أوقفت 53 منشأة صحية العمل في إدلب بسبب القصف أو الإخلاء، ولا تتوفر للعديد من المدن خدمات الرعاية الصحية على الإطلاق، بحسب خليل.

وأضاف الأخير: أن جهود الإنقاذ معقدة بسبب البرد. ولقد أصبح من الصعب جداً بالنسبة لنا إجلاء المدنيين أو القيام بمهام البحث والإنقاذ في الثلوج ودرجات الحرارة المتجمدة، لكننا نبذل ما في وسعنا”.

وقال “ديفيد ميلباند David Miliband“، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، إن القيم العالمية والأمن العالمي على المحك. “الكارثة في إدلب هي أحد أعراض الفشل التام للدبلوماسية، علاوة على تخلي المجتمع الدولي عن المدنيين السوريين”.

 

المادة من المصدر