يمثل انسحاب المعارضة المسلحة من خان شيخون علامة فارقة لإدلب، آخر معقل رئيسي للثوار
20 / آب / أغسطس / 2019
ترجمة: مع العدالة
نشرت صحيفة “الغارديان-The Guardian” البريطانية تقريراً حول انسحاب قوات المعارضة المسلحة من “خان شيخون” مع تقدّم قوات النظام السوري وميليشياته، بعد ضرب تلك المناطق بشكل عنيف من قبل الطيران والبراميل المتفجرة تمهيداً لتمشيط أماكن تمركز المعارضة التي انسحبت بسبب القصف العنيف واستخدام سياسة الأرض المحروقة من قبل النظام وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية الطائفية.
وجاء في التقرير أن الجماعات المسلحة انسحبت من خان شيخون في شمال غرب سوريا، ممهدة الطريق لدخول القوات الموالية للحكومة البلدة، ضمن وقت مهم في الحرب على محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في البلاد.
حيث أتى هذا التطور بعد ساعات من نشر تركيا دبابات وعربات مدرعة في عمق سوريا، وذلك جزئياً استجابة لأيام من التقدم من القوات التي تقاتل نيابة عن نظام الأسد.
كان خان شيخون هدفاً رئيسياً في حملة عسكرية بدأت في أواخر نيسان/ أبريل. وكانت الحملة قد توقفت حتى الأيام الأخيرة، على الرغم من الغارات الجوية التي لا تتزعزع بقيادة روسيا والتي دمرت أغلب المناطق في جنوب إدلب وأدت إلى نزوح ما يصل إلى 500000 شخص من ديارهم.
أما المعارضة، التي تقودها جماعة “هيئة تحرير الشام” المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة، قادت الدفاع عن المدينة. ووفقاً لبيان “الهيئة” يوم الثلاثاء، قامت المجموعة “بإعادة الانتشار” مع انسحاب مقاتليها إلى المناطق الواقعة جنوب المدينة. ومن هناك سيستمرون في الدفاع عن المنطقة.
امتزجت الجماعات المتطرفة مع مقاتلين آخرين مناهضين للأسد في جميع أنحاء إدلب وسيطروا على أجزاء من المحافظة. تم استخدام وجودهم كذريعة من قبل روسيا وسوريا لاستعادة كل شمال غرب سوريا، حيث لجأ هناك ما يصل إلى 3 ملايين شخص.
أصبحت إدلب آخر معقل لأولئك الذين ثاروا ضد الديكتاتور السوري خلال الثورات العربية في عام 2011. ومع تعرض المدن والبلدات السورية للقصف وتراجع النظام – المدعوم بشدة من إيران وروسيا – عن الخسائر المبكرة، انتهى المطاف بالسكان النازحين من جميع أنحاء البلاد في المقاطعة الشمالية الغربية.
وقد أصبح الانتصار بإدلب هدفاً رئيسياً للزعيم السوري وروسيا – وأيضاً إلى حد أقل، إيران، التي التزمت بقوات وميليشيات بالوكالة على نطاق واسع في أماكن أخرى.
تصر تركيا على أنها لن تدع المقاطعة تسقط عسكرياً. ومن شأن القيام بذلك أن يرسل حتماً عشرات الآلاف من اللاجئين نحو حدودها في وقت تقوم فيه السلطات التركية باعتقال وترحيل المواطنين السوريين في إسطنبول والمدن القريبة من الحدود.
وجاء في ختام التقرير أن خان شيخون أصبح نقطة محورية في المعركة من أجل إدلب، بسبب موقعها على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط مدينة إدلب بحماة بالجنوب. وكانت المدينة موطناً لنحو مليون شخص، منهم نحو 700 ألف مشرد بسبب القتال في أجزاء أخرى من البلاد، قبل بدء الهجوم الحكومي في نيسان/أبريل. وفي الأيام الأخيرة، بقي مئات المدنيين في المدينة.
وفي أبريل/نيسان 2017، ضرب هجوم بالسارين وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل 92 شخصاً وتشويه أكثر من 200 شخص. واتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتحقيقات الأمم المتحدة طائرة تابعة للنظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم. وقد أمر دونالد ترامب بقصف القاعدة التي أقلعت منها الطائرة.