الخطوة هي إجراء "احترازي"، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز الإخبارية
19 / أيار / مايو / 2020
*ترجمة: مع العدالة
نشر موقع “ميدل إيست آي- Middle East Eye” الإخباري تقريراً حول التطورات الأخيرة المتمثلة في الصراع الدائر بين “رامي مخلوف” و”بشار الأسد” على الأموال الخاصة بشركات مخلوف وعائلته؛ وجاء في التقرير أن “الحكومة السورية” أمرت بـ “الحجز الاحترازي” لأصول تخص رجل الأعمال البارز رامي مخلوف وزوجته وأطفاله، بحسب وثيقة اطلعت عليها رويترز.
ووفقاً للأمر الذي وقعه وزير المالية، فإن المصادرة هي لضمان دفع الأموال المستحقة للحكومة السورية.
يعد مخلوف، ابن عمة الدكتاتور بشار الأسد، أحد أغنى الرجال في سورية، وهو متورّط حالياً في خلاف مع حكومة النظام السوري حول طلب ضريبي بنحو مبلغ “185 مليون دولار” يقول عنه مخلوف سوف يؤثر على شركة “سيريتل” التي يملكها وقد يسبب دفعه بانهيارها.
وعن حال الملياردير مخلوف الآن في هذا الصراع جاء في التقرير أن الأخير يسكن الآن تحت الإقامة الجبرية في “فيلا” يملكها بريف دمشق، وقد نشر سلسلة من مقاطع الفيديو على “فيس بوك” يرثي فيها انهيار علاقته مع الأسد والمال المطلوب واعتقال عدد من موظفيه.
يوم الأحد الماضي، قال مخلوف في مقطع فيديو ثالث على “فيس بوك” إن الحكومة هدّدت باعتقاله وإغلاق “إمبراطوريته” للاتصالات إذا لم يتنحَ ويدفع أرباح شركاته.
تعتبر شركة “سيريتل” التابعة لمخلوف أكبر شركة اتصالات في سورية مع 11 مليون مستخدم، وهو واحد من أكثر الشخصيات التجارية تأثيراً في البلاد.
وثيقة غير مؤكدة (مؤرخة اليوم) تداولت وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة المالية قرارضبط الأصول المنقولة وغير المنقولة لرامي مخلوف وزوجته وأولاده كضمان لدفع المبالغ المستحقة له لصالح هيئة الاتصالات
وكثيراً ما يقال إنه سيطر على حوالي 60 في المائة من الاقتصاد السوري قبل اندلاع الثورة في عام 2011، من خلال شبكة معقدة من الشركات العاملة في مجالات النفط والبناء والمصارف وشركات الطيران والاتصالات السلكية واللاسلكية، لكن الخبراء يقولون إن هذا العدد مبالغ فيه.
- وقدرت ثروته بقيمة 5 مليارات دولار قبل اندلاع الانتفاضة.
خلاف الأسد ومخلوف
في نهاية أبريل/نيسان، ومرة أخرى في أوائل مايو/أيار، شنَّ مخلوف، الذي موّل ميليشيات موالية للحكومة خلال الحرب السورية التي استمرت تسع سنوات، هجمات لاذعة على “الإنترنت” ضد النظام السوري.
وفي 30 نيسان/أبريل، نشر مخلوف مقطع فيديو في صفحته على فيسبوك، اشتكى فيه من أن “الحكومة السورية” هددته بدفع ضرائب بملايين الدولارات وطالبته بترخيص الاتصالات، وخلال الفيديو ذكّر الأسد بدعمه المالي وعمله الخيري.
ثم اعتقلت السلطات السورية عدداً من كبار موظفي مخلوف في شركة سيريتل الكبيرة للاتصالات التي تهيمن على سوق الهاتف النقال في البلاد.
ورد مخلوف بشريط فيديو ثانٍ اشتكى فيه من “الطريقة اللاإنسانية” التي تمت بها الاعتقالات.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، تم اعتقال حوالي 40 موظفاً في سيريتل و19 من منظمة “البستان الخيرية” التابعة لمخلوف، والتي لها نفوذ في عدة مجالات، منذ أبريل/نيسان.
وقال مخلوف يوم الأحد إنه سيكون على استعداد لدفع المبلغ الذي تطالب به السلطات، لكن قضية استقالته وصفها بالخط الأحمر.
وقال “كل من يعتقد أنني سأستقيل في ظل هذه الظروف، لا يعرفني”.
مخلوف – بموجب العقوبات الأمريكية منذ عام 2008 – كان شخصية مؤثرة في هيكل السلطة السورية منذ أن ورثَ الأسد والده حافظ في عام 2000. بدأ والده محمد في بناء ثروة الأسرة في السبعينيات والثمانينيات من خلال التبغ والخدمات المصرفية.
كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مخلوف منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، متهماً إياه بتمويل الأسد.