#########

أبحاث

التوظيف في الصراعات الضدِّيّة (1) “سلطة الأسد” و”تنظيم الدولة الإسلاميّة” في محافظة السويداء


المنهج الثابت لـ”التنظيم” بعث الراحة لدى سلطة الأسد، فبهذا الشكل كان يكفيها أن تنسحب من المناطق وتخليها، لتكون مناطق نزاعٍ بين “التنظيم” وفصائل المعارضة المسلّحة، فتضمن قيامه بالقضاء عليها

11 / حزيران / يونيو / 2020


التوظيف في الصراعات الضدِّيّة (1) “سلطة الأسد” و”تنظيم الدولة الإسلاميّة” في محافظة السويداء

 

*المصدر:  المركز السوري للدراسات و الابحاث القانونية


الباحثان: يوسف فخر الدين – همام الخطيب. المراجعة القانونيّة: المحامي أنور البني


 ملخص تنفيذي:



 صدرت عن “المركز السوريّ للدراسات والأبحاث القانونيّة”، و”مركز دراسات الجمهوريّة الديمقراطيّة”، دراسةٌ على شكل كتابٍ، بعنوان: التوظيف في الصراعات الضدّيّة (1) “سلطة الأسد” و”تنظيم الدولة الإسلاميّة” في محافظة السويداء للاطلاع والتنزيل اضغط هنا للباحثين يوسف فخر الدين وهمام الخطيب، وراجعها قانونيًّا المحامي أنور البني. وجاءت الدراسة على سبعة فصول في 117 صفحة. ولرغبة الباحثين في وصول الدراسة إلى شرائحَ واسعةٍ لاعتقادهما بأهميّتها، وللتعريف بالدراسة، أنجزا ملخّصًا تنفيذيًّا ليكون معينًا للقرّاء على التعرّف على العناصر الرئيسة في الدراسة، وليعطي نبذةً عن محتواها ومن ثمّ يدفع المهتمّين به باتّجاه قراءة الدراسة كاملةً.



 

الفصل الأوّل (المقدّمة):

المدخل: حيث بيّنت الدراسة أنّ إطلاق سلطة الأسد الجهاديّين وقادتهم من سجونها وشت منذ البداية بأنّها ستوظّف وجودهم لتخريب الثورة، وإرهاب السوريّين، وابتزاز العالم لإعادة تفويضها بحكم سورية على أنّها خيارٌ أقلّ سوءًا منهم. وهي وجدت مع الوقت أساليبَ كثيرةً لتوظيفهم، باختلافاتٍ وفقًا للمكان والمنطقة والظروف الدوليّة والإقليميّة ومعطيات الواقع العسكريّ على الأرض وخريطة السيطرة للقوى. وعلى هذا فإن علاقة سلطة الأسد بـ”تنظيم الدولة الإسلاميّة” في محافظة السويداء لم تكن استئناءً في خريطة الصراع على الأراضي السوريّة.

الفرضيّة: بحثت الدراسة في فرضيّة أنّ سلطة الأسد وظّفت “داعش” عبر منهجٍ على مستويين: الأوّل، توظيف وجود “التنظيم”، حيث لم يكن العداء بين الطرفين في معظم الوقت ملحًّا، كما هو الحال مع باقي الأطراف؛ فضمن سلّم أولويّات العداء كان يرى الطرفان ببعضهما في أغلب الأوقات “المعركة المؤجّلة” إلّا حين لا يتوفّر إمكان تفاديها، فعداء “التنظيم” للولايات المتّحدة الأميركيّة – والمتعاونين معها- هو جوهر وجوده، وسلطة الأسد رأت- بدلالة سلوكها- أنّ “التنظيم” آخر الأعداء، والذي يمكن توظيف وجوده ضدّ بقيّتهم وليكون أيضًا الطرف الأسوأ بدلًا منها. ومن هذه الخاصيّات أنّ “التنظيم” لا يقبل بوجود كياناتٍ عسكريّةٍ للمعارضة في مناطق سيطرته، فيخيّرها بين الاندماج فيه عبر نظام “البيعة” أو الخروج من منطقته أو سحقها. ومنها أنّه تحوّل للطرف الأسوأ لدى قطاعٍ واسعٍ من السوريّين والمجتمع الدوليّ، في الحرب السوريّة. والمستوى الثاني، هو توظيف سلطة الأسد لـ”التنظيم” بالتنسيق معه، وهو ما يعني كلّ ما سبق مع ثبوت التنسيق المباشر بين الطرفين.

الإطار الزمانيّ والمكانيّ: استهدف الدراسة الفترة الممتدّة من آذار/ مارس 2011 حتّى أيّار/ مايو 2020 موعد إنجاز هذه الدراسة، وتبحث في الفترة الممتدّة من أواخر عام 2014 وهو تاريخ ظهور تنظيم “داعش” في بادية السويداء حتّى موعد إنجاز الدراسة. أمّا بالنسبة إلى الإطار المكانيّ فتستهدف هذه الدراسة محافظة السويداء كبيئةٍ للبحث، مع التركيز على القرى الشرقيّة منها المحاذية لخريطة سيطرة “تنظيم الدولة الإسلاميّة” في بادية السويداء. علمًا أنّنا بدأنا في التجهيز للدراسة منذ أيلول/ سبتمبر 2019.

منهجية الدراسة: اعتمدت الدراسة لإثبات نظريّتها على المنهج الوصفيّ، ومنه أداة الملاحظة الناتجة عن المعايشة المباشرة في منطقة البحث، وأداة المقابلة المعمّقة مع الشهود، وتسجيل وجمع وتنظيم المعطيات الناتجة عن الملاحظة والرصد، وعلى تقنيّة التوثيق عن طريق دراسة الوثائق والسجلّات.

الصعوبات التي واجهها الباحثون: عرّجت الدراسة على الصعوبات التي تعرّض لها فريق العمل في محافظة السويداء، وعلى رأسها صعوبة العمل ضمن بيئة تعج بالمافيات ومشغّليها الأمنيّين.

أهمية الدراسة: حدّدت الدراسة أهميّتها بكونها مادةً توثيقيّةً غير مسبوقةٍ لجرائم وانتهاكات “داعش” في محافظة السويداء، وما يرتبط بذلك من أحداث ووقائع. إضافةً إلى أنّ الدراسة ستكون متاحةً للقانونيّين والحقوقيّين المشتغلين على ملاحقة مجرمي الحرب في سورية ومرتكبي الانتهاكات فيها. كما تعدّ مصدرًا للباحثين والمشتغلين في حقل البحث والدراسة كمادةٍ توثيقيّةٍ ومصدرٍ للمعطيات والمعلومات. وأيضًا ستكون متاحةً لكلّ مهتمٍّ بالاطلاع على جانبٍ من نشاط “داعش”، وطرق إمداده، وكيف وظّفت سلطة الأسد وجوده.


الفصل الثاني (خلفيّة لفهم السياق العامّ في محافظة السويداء قبل وإبّان ظهور “داعش”):

لمحة عن جغرافيا المحافظة والتوزّع الديمغرافيّ فيها

علاقة الدروز بالبدو من سكّان المحافظة: حيث أوضحت الدراسة أنّه بعد أحداث عام 2000 التي أطلقت سلطة الأسد عليها “أحداث البدو”، للإمعان في إدارة الفتنة وتأجيجها بين الدروز والبدو، تجدّد العداء بين الفريقين (البدو والحضر)، لكنّه أخذ طور الكمون، وبينما حاولت فاعليّاتٌ اجتماعيّةٌ من كلا الطرفين جسر الهوّة، استمرّت الأجهزة الأمنيّة، مباشرةً أو عبر مرتبطين بها، في تكريس هذه الهوّة للاستثمار فيها بناءً على سياسة “فرّق تسد”، من دون وقوع أحداثٍ تذكر حتى عام 2011. وبعد انطلاق الثورة في آذار/ مارس 2011، اعتمد رئيس فرع الأمن العسكريّ في السويداء، العميد وفيق ناصر، على مجموعة من البدو والدروز والحوارنة، اعتمادًا مركزيًّا لافتعال الأزمات داخل محافظة السويداء ومع جارتها درعا، حيث توزّعت هذه المجموعة بقيادة جامل البلعاس المقرّب من وفيق ناصر والمدار من قبله؛ فانخرط بعض عناصرها في الجيش الحرّ والمفضوحون منهم بقوا على علاقاتهم مع النظام من دون تستّر، وآخرون تعاونوا مع “جبهة النصرة”. وعند ظهور “داعش” انتمى بعض عناصرها من البدو إليه وبايعوه وأصبحوا قادةً في صفوفه. وستظهر الدراسة، في أكثر من موقع، كيف وظّفت سلطة الأسد هذه المجموعات في ما يتعلّق بإدارة ملفّ الفتنة بين البدو والدروز وأيضًا بين محافظتي درعا والسويداء وتأجيج الصراع فيما بينهم.

علاقة المحافظتين الجارتين (درعا والسويداء): فكّكت الدراسة منهجيّة سلطة الأسد تجاه محافظتي درعا والسويداء؛ حيث أظهرت كيف أنّ سلطة الأسد أشاعت منذ انطلاق الحراك الشعبيّ في محافظة درعا أنّ سكّان السويداء يساعدونها في حصار درعا وفي عمليّاتها العسكريّة فيها، وحرصت لإثبات ادّعاءاتها، وبقصد التمكين، على أن يكون أفرادٌ معلومون من شريحة “الشبيحة” في صدارة المشهد العامّ. وعندما تشكّلت الميليشيات في السويداء زجّت بها سلطة الأسد في عمليّاتها العسكريّة في محافظة درعا، وسوّقتها كعنصرٍ مهمٍّ وداعمٍ لها في حربها هناك على ما أطلقت عليه اسم “الإرهاب”. مع العلم أنّ عناصر تلك المليشيات كان معظمهم يخوض تلك المعارك طمعًا بمكافآت المهمّات التي كانوا يتلقّونها إزاء ذلك، ولم يكن لهم تأثيرٌ عسكريٌّ حاسمٌ في المعارك، لضعف تنظيمهم وتدريبهم وغياب المحفّز الذاتيّ. في المقابل بيّنت الدراسة كيف أنّ ظهور أصواتٍ كانت محسوبةً على الثورة والحراك المجتمعيّ في محافظة درعا ساعد سلطة الأسد في تثبيت روايتها تلك؛ ومنها الفيديو الشهير للشيخ عبد السلام الخليلي ، في نيسان/ أبريل 2011، والذي ظهر فيه “الخليلي” وهو يشتم الدروز ويستهزئ من تاريخهم ورموزهم. وتبيّن لاحقًا أنّ هذا الشيخ كان مدفوعًا من أجهزة المخابرات لوسم الحراك بالطائفيّة ومنع شرائحَ واسعةٍ من المجتمع السوريّ من المشاركة فيه، ما دفع علماء دين وأئمة مساجد في محافظة درعا للتبرّؤ من “الخليلي”.

لمحة عن الحراك الثوريّ والمطلبيّ الذي شهدته محافظة السويداء: استعرضت الدراسة الحراك المجتمعيّ في محافظة السويداء وأبرز محطّاته؛ حيث بيّنت كيف تفاعلت محافظة السويداء مع الثورة السوريّة كباقي المحافظات في سورية؛ فأصبحت “المضافات” فيها “صالونات” للحديث عن الشأن العامّ، واختلفت الآراء بين مؤيّدٍ للحراك ورافضٍ له ومشترطٍ عليه. وسرعان ما انطلقت الاحتجاجات في المحافظة إلّا أنّها أخذت طابع النخبويّة (ولم تشهد السويداء احتجاجاتٍ شعبيّةً واسعةً، باستثناء مظاهرات تشييع الشهداء، ولاسيّما المظاهرة التي خرجت في تشييع الشيخ وحيد البلعوس، قائد حركة “مشايخ الكرامة”). وقد طُرِحت في البداية شعاراتٌ في إطار الإصلاح السياسيّ من قبيل: رفع حالة الطوارئ، وإلغاء الأحكام العرفيّة، والحقّ في تداول السلطة، وكفّ يد الأجهزة الأمنيّة… ثمّ ارتفع سقف تلك الشعارات بفعل قمع السلطة الأمنيّة وعدم تجاوبها مع مطالب المحتجّين، فأصبحت تتناول رأس النظام، ورُفع شعار “إسقاط النظام”، ثمّ “إعدام الرئيس”، وهو ما ينطبق على جميع المناطق السوريّة التي شهدت احتجاجات. وعرّجت الدراسة على النشاط النقابيّ في إطار الثورة، ولاسيّما نشاط المحامين الأحرار، كما وقفت على الاحتجاجات ذات الطابع المطلبيّ وأبرز الحملات المطلبيّة.

ظهور حركة “مشايخ الكرامة”: أوضحت الدراسة منهجيّة سلطة الأسد في التعامل مع هذه “الحركة”؛ فهي وإن لم تكن راضيةً عنها إلّا أنّها كانت تحاول ألّا تصل إلى التصادم العنيف المباشر معها طالما “الحركة” تنشدّ إلى البنية الطائفيّة في المحافظة، فتراعي المؤسّسة الدينيّة الرسميّة الممسوكة من سلطة الأسد، وتكرّس موضوعيًّا الانقسامات الطائفيّة، وتعجز عن إنتاج بناءٍ وطنيٍّ ديمقراطيٍّ يجمع السوريّين ولو تراكميًّا عبر رحلة آلامهم. وبيّنت الدراسة كيف أنّ سلطة الأسد تخلصت من قائد “الحركة” عندما حاول الخروج من المحلّيّ إلى الوطنيّ والالتقاء مع المعارضة في منتصف الطريق.

نظرة على الواقع المعيشيّ والخدميّ والأمنيّ للمحافظة: قدّرت الدراسة أنّه منذ بدء الاحتجاجات في سورية أخذت المشكلات الاقتصاديّة تتفاقم تدريجيًّا إلى أن وصل الحال إلى أزمةٍ حقيقيّةٍ ومستقرّةٍ في المجتمع؛ فمعظم سكّان المحافظة يعيشون تحت خطّ الفقر، وهذا ما انعكس على القوّة الشرائيّة في الأسواق التي شهدت جمودًا بالمقارنة بما كانت عليه الحال في بداية عام 2011. وترافق هذا مع غلاءٍ في الأسعار ناجمٍ عن عدم ضبط السوق من قبل الجهات المعنيّة، وسياسة الفساد الممنهجة التي تتّبعها مؤسّسات “الدولة” والتي تتمثّل في التسيّب وإغراق المحافظة في الأزمات؛ حيث انتشرت الرشاوى بشكلٍ علنيٍّ في ظلّ غيابٍ تامٍّ للقانون ممّا أدّى إلى انفلات السوق، وتغوّل التجار، ولاسيّما أولئك الذين تربطهم علاقاتٌ مع القوى الأمنيّة. كما عرّجت الدراسة على الواقع الأمنيّ المتردّي في المحافظة، وتدهور القطاع الخدميّ.


 الفصل الثالث (ظهور “داعش” في بادية السويداء وخريطة سيطرته):

قدّمت الدراسة في هذا الفصل خلفية عن “داعش”، حيث رأت أنّ عقيدة “التنظيم” الدينيّة والسياسيّة الخاصّة نتجت عن التقاء العقيدة البعثيّة مع عقيدة الإسلام الجهاديّ، والتي في القلب منها على المستوى السياسيّ العداء لأميركا، وهي تغصّ بذاكرة الصراع معها في العراق. هكذا اتّخذ “التنظيم” العداء للاحتلال الأميركيّ محورًا رئيسًا لشرعيّة وجوده كبديلٍ منقذٍ للعراق، ومن ثمّ للأمّة الإسلاميّة. وهكذا تميّز “التنظيم” عن باقي قوى السلفيّة الجهاديّة بالحمولة البعثيّة، المكوّنة ضمن الدولة العراقيّة في عهد حكم البعث، ما يوضّح الميل المركزيٍّ فيه بالتشكّل والتصرّف كدولةٍ استبداديّةٍ؛ وهو ما ظهر واضحًا باسمه (تنظيم الدولة الإسلاميّة)، وبسلوكه، وبتحديد أولويّاته، حيث ركّز تمدّده ضمن نطاق من أراد أن يكونوا رعاياه ممّن يصنّفهم على أنّهم مسلمون سنّة، وتحاشى الأقليّات إلّا حين وجدوا في طريق تمدّده كما حصل مع اليزيديّين في العراق.

كما بيّنت الدراسة أنّ المنهج الثابت لـ”التنظيم” بعث الراحة لدى سلطة الأسد، فبهذا الشكل كان يكفيها أن تنسحب من المناطق وتخليها، لتكون مناطق نزاعٍ بين “التنظيم” وفصائل المعارضة المسلّحة، فتضمن قيامه بالقضاء عليها. عداك عن أنّ وجود هذا “الوحش”، الذي بذل جهده ليظهر بصورةٍ مرعبةٍ، حرف الاهتمام الدوليّ عن جرائم سلطة الأسد وجعل منه العدوّ الأوّل للمجتمع الدوليّ، حتى إنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة اشترطت على من تدعمهم من التشكيلات العسكريّة المعارضة الاكتفاء بمقاتلته، والتوقّف عن مقاتلة جيش الأسد والميليشيات الحليفة له. وهكذا، وبعد استبعادها من التحالف الدوليّ الذي قادته أميركا للقضاء على “داعش”، والتي حاولت جاهدةً الدخول فيه لاستعادة شرعيّتها، تعاملت سلطة الأسد مع “داعش” كـ”أزمة للغير” أكثر ممّا يشكّل أزمةً لها، بل أحيانًا تعاملت معه كدولةٍ جارةٍ تتبادل معها المنتوجات عبر طرق التهريب، وتدير وتستثمر معه بالفوضى، على أمل ألّا يتبقّى غيره من الأعداء المحليّين فتنقضّ عليه، بحسب أحد شهودنا. واستعرضت الدراسة في هذا الفصل مراحل وجود “التنظيم” وتمدّده في بادية السويداء وتعامله مع عشائر البدو القاطنين فيها، موثقةً له بالشهادات. كما وصفت مقرّاته واستعرضت أبرز محطّات مواجهة فصائل المعارضة العسكريّة له.


الفصل الرابع (أبرز العمليّات العسكريّة التي نفّذها “التنظيم”، وكيف وظّفتها سلطة الأسد):

معركتا “الحقف” (19 أيّار/ مايو 2015) و”شقا” (3 تموز/ يوليو 2015(: استعرضت الدراسة الأحداث الأمنيّة والسياسيّة والعسكريّة التي سبقت المعركتين وتزامنت معهما.  ووقفت على مجريات المعركتين وتفاصيلهما بلسان شهودها، ثم بيّنت نتائج المعركتين وكيف وظفتهما سلطة الأسد لابتزاز المجتمع في محافظة السويداء.

“الأربعاء الأسود” غزوة 25 تموز/ يوليو 2018: استعرضت الدراسة الأحداث الأمنيّة والسياسيّة والعسكريّة التي سبقت المعركة وتزامنت معها، ووقفت على مجرياتها وتفاصيلها بلسان شهودها، ثم بيّنت نتائجها، وكيف وظفتها سلطة الأسد لابتزاز المجتمع في محافظة السويداء. كما رصدت الدراسة أهمّ اتّجاهات الرأي في محافظة السويداء تجاه المعركة وأسبابها ورسائل سلطة الأسد التي أرسلتها إلى المجتمع من خلالها.


الفصل الخامس (في آليّة العلاقة بين “التنظيم” وسلطة الأسد):

بيّنت الدراسة في هذا الفصل منهج توظيف سلطة الأسد لـ”التنظيم”، حيث ميّزت بين توظيف وجود “داعش” المثبت بكلّ الحالات، وبين التوظيف بالتنسيق، وهي حالاتٌ مثبتةٌ بالأدلّة. وفي هذا الفصل أظهرت الدراسة كيف وظّفت سلطة الأسد وجود “داعش” في محافظة السويداء عبر إخافة مجتمع السويداء بإفلات توحّش “داعش”، ومن ثم استثمار وجوده لإخماد حركات الاحتجاج في المجتمع واستنزاف قوة الفصائل الأهليّة فيه بهجمات “التنظيم”. إضافة إلى استثمار سلطة الأسد وجود “التنظيم” في ضرب فصائل المعارضة المسلّحة في محافظة درعا، وقبلها في محافظة ريف دمشق. وممّا عدّته الدراسة تنسيقًا بين “سلطة الأسد” و”التنظيم” هو إمداد سلطة الأسد لـ “داعش” بالسلاح عبر ميليشياتها والمهرّبين المرتبطين بها، وجعل محافظات الجنوب السوريّ سوقًا للمحروقات التي يستخرجها “التنظيم” يدويًّا وهو ما مدّ شريان حياةٍ لـ”التنظيم”. إضافة إلى غضّ النظر عن تمدّد “داعش” في بادية السويداء.


الفصل السادس (نماذج من التوثيق والشهادات):

خصّصت الدراسة هذا الفصل للتوثيق، حيث قدّمت أحصاء للضحايا المدنيّين جرّاء العمليّات العسكريّة التي نفّذها ” التنظيم”  في محافظة السويداء؛ حيث بلغ ضحايا المجزرة التي وقعت في الريف الشرقيّ للمحافظة في  25 تموز يوليو 2018،  254 ضحيّةً  من أبناء محافظة السويداء، وضحيّتين من النازحين إليها، وخمس ضحايا من مقاتلي الفزعة من جرمانا وحضر في ريف دمشق، ويتوزّعون على الشكل التالي: 63 ضحيّةً في قرية شبكي، 42 ضحيّةً في قرية الشريحي، 22 ضحيّةً جرّاء التفجيرات وملاحقة الانغماسيّين في مدينة السويداء، 21 ضحيّةً في قرية “دوما”، 22 ضحيّةً في قرية “رامي”، 9 ضحايا في قرية “المتونة”، 6 ضحايا في “الدياثة”، 5 ضحايا في قرية “طربا”، 5 ضحايا في قرية “غيظة حمايل”، 4 ضحايا في قرية “السويمرة”. بينما وثّقنا 51 ضحيّةً من مقاتلي الفزعات الأهليّة التي جاءت من كلّ قرى ومدن محافظة السويداء. بينما بلغ عدد الجرحى الذين أخليوا من المناطق التي تعرّضت للهجوم أكثر من مئتي جريح. إضافةً إلى خطف 29 شخصًا، بينهم 9 نساءٍ و18 طفلًا وطفلةً وشابٌّ واحدٌ. أُعدِم منهم ضحيّتان، وتوفيّت سيّدةٌ واحدةٌ أثناء فترة الاختطاف، ثمّ قُتِل منهم طفلان قبل إطلاق سراح المختطفين جرّاء اشتباكاتٍ حدثت. كما وثّقت ضحايا الألغام التي زرعها “التنظيم”، وضحايا قذائف “الهاون” التي أطلقها على أراضي محافظة السويداء. كما وثّقت شهداء “الفزعات” من مقاتلي الحماية الذاتيّة الأهليّة الذين سقطوا خلال المعارك مع تنظيم “داعش” منذ دخوله إلى بادية السويداء. إضافة إلى توثيقها جرائم الخطف التي ارتكبها “التنظيم” بحقّ سكّان محافظة السويداء، علاوة على توثيقها قتلى “داعش” في غزوة 25 تمّوز/ يوليو 2018. وأوردت الدراسة نماذج من الشهادات والمقابلات التي اعتمدت عليها.


الفصل السابع (الخاتمة):

أوضحت الدراسة أنّ جهدها انصبّ على تتبّع توظيف سلطة الأسد لـ”التنظيم”، سواء أكان عبر توظيف وجوده، أو عبر توظيفه بالتنسيق معه وهو ما بيّنته في فصلها الخامس وهو ما اعتمدته لإثبات فرضيتها. كما أوضحت أنها من خلال متابعتها للتطبيق العمليّ لمنهج سلطة الأسد بهذا الخصوص، ومن دراسة أسلوب تنظيم “داعش” في التمدّد، وصلت إلى استنتاج أنّ هجوم “التنظيم” على محافظة السويداء، ذات الأغلبيّة الدرزيّة التي تصرّ على الحياد العسكريّ، ويرفض أغلب شبابها الخدمة العسكريّة في جيش الأسد، وتحديدًا بعد دخول “التنظيم” مرحلة ضعفه وانحداره، وانعدام أيّ فرصةٍ له للنجاح في اجتياحها، ولا في البقاء فيها إن أتيح له بعض التمدّد، يخدم إستراتيجيّة سلطة الأسد في الاستثمار في الإرهاب، ولا يتواءم مع منطق تنظيم “داعش” العسكريّ الذي يركّز على احتلال المناطق التي يعدّها ذات أغلبيّةٍ “سنّيّةٍ”، وعلى مهاجمة القوّات العسكريّة الأميركيّة والتابعة لها، ولا يعبأ بالأقلّيّات الدينيّة إلّا إن كانوا عقبةً في طريقه إلى هذين الهدفين، وإن كان قد أعمد القتل والسبي باليزيديّين حين اجتاح مناطقهم في طريقه إلى كردستان العراق.


الفصل الثامن (الملحقات):
وخصّص هذا الفصل لتثبيت بعض وثائق الدراسة:
الوثيقة رقم (1): بيان فرع نقابة المحامين في السويداء في تاريخ 24/ 3/ 2011.
الوثيقة رقم (2): بيان يدعو أهالي السويداء إلى إفشال محاولات النظام زجّ أبنائهم في مواجهة ثوّار درعا.
الوثيقة رقم (3): بيان رقم (3) الصادر عن الجبهة الجنوبية في درعا إلى أهالي السويداء في تاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014.
الوثيقة رقم (4): بيان من علماء ومشايخ دين في محافظة درعا، ردًّا على كلام الشيخ عبد السلام الخليلي الذي شتم الدروز. حرّر في 24 نيسان/ أبريل 2011.
الوثيقة رقم (5): بيان من تجمّع القوى الوطنيّة والاجتماعيّة في السويداء إلى إخوانهم في سهل حوران.
الوثيقة رقم (6): بيان باسم عشائر جنوب سوريا.
 الوثيقة رقم (7): بيان من قوى وطنيّة في محافظة السويداء.
الوثيقة رقم (7): توثيق أسماء الضحايا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنيّة، والمعتقلين مجهولي المصير، وبعض المفقودين، وأسماء المخطوفين لدى “جبهة النصرة



للاطلاع والتنزيل اضغط هنا