#########

الضحايا

“أطعمني فأراً ميتاً”.. معتقل سابق يروي معاناته في سجن تدمر


ثلاثة عشر عاماً من الموت والقلق والخوف كل يوم داخل (السجن)، كنت أفكر فقط متى سوف أموت وأخلص من العذاب".

26 / حزيران / يونيو / 2022


“أطعمني فأراً ميتاً”.. معتقل سابق يروي معاناته في سجن تدمر

*مع العدالة: ضحايا


يقول إسماعيل مصطفى، وهو سجين سابق أصيب بصدمة من التعذيب والقسوة التي تعرض لها أثناء احتجازه خلال حكم الدكتاتور حافظ الأسد، والد الطاغية بشار الأسد في سوريا، إن الذكريات المؤلمة لا تزال تطارده.

وفي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب 26 حزيران، روى إسماعيل مصطفى وهو تركماني الأصل، من تل أبيض حول التعذيب والعنف الذي تعرض له خلال سجنه لمدة 13 عاماً.

قال مصطفى، الذي قضى 13 عاماً في سجن تدمر ” الأسوأ “بعد احتجازه من قبل قوات نظام حافظ الأسد في عام 1987:” ثلاثة عشر عاماً من الموت والقلق والخوف كل يوم. داخل (السجن)، كنت أفكر فقط متى سوف أموت وأخلص من العذاب”.



وقال إن السجناء دفعوا ثمناً باهظاً للصراعات بين نظام حافظ الأسد والدول المجاورة مثل لبنان.

على سبيل المثال؛ أحداث عام 1989 عندما وقعت اشتباكات بين جيش نظام حافظ الأسد وجيش ميشال عون في لبنان.

وقال مصطفى إن عاماً آخر من التعذيب الشديد كان عندما مات باسل نجل حافظ الأسد، مضيفاً: “أولئك الذين كانوا في سجن تدمر في عام 1994 يعرفون هذا التاريخ جيداً. تم تحميلنا المسؤولية، وتعذيبنا وإساءة معاملتنا كما لو أننا قتلناه.”

 “إسماعيل مصطفى يسقي نباتاته بمنزله في تل أبيض، سوريا، 26 حزيران 2022” (الصورة:وكالة الأناضول)

متذكراً لحظة من الألم الشديد، قال مصطفى، إنه ذات مرة قام أحد الحراس “بوضع إشارة عليه” للتعذيب الليلي. “كان يضرب صدري العاري وظهري. أطعمني فأراً ميتاً. لم أكن أعرف ما كان في فمي بسبب الخوف. أكلته. هذه واحدة من اللحظات التي لن أنساها أبداً”.

كما روى مصطفى قصة سجين شاب تطوع للتعذيب عندما وضع الحراس علامة على سجين مسن للتعذيب الليلي.

وأشارت الضحية إلى أن التعذيب توقف فجأة في حزيران عام 2000.

  • “لم نتمكن من معرفة ما حدث. لكننا كنا نعلم أن شيئاً كبيراً قد حدث في البلاد”.

وأضاف مصطفى: “عندما أعلنوا أن “بشار حافظ الأسد قد سامحكم”، علمنا أن الأب الأسد مات”.

وأشار إلى أن تقليد “التعذيب والموت في السجن” الذي بدأه حافظ الأسد يمضي به بشار الأسد. يبدو كما لو أن نظام الأسد تم تشكيله فقط لقتل وتدمير الشعب السوري”.

وأشار مصطفى إلى أنه حرم من حقوقه المدنية حتى عام 2007 بعد إطلاق سراحه، وقال: “لم أتمكن من الزواج أو الحصول على بطاقة هوية أو الحصول على رخصة قيادة. لم أستطع حتى التسوق. لم أستطع فعل أي شيء”.

ودعا مصطفى المنظمات الحقوقية الدولية إلى الانتباه إلى الوضع وطالب بمحاكمة نظام الأسد في المحكمة الجنائية الدولية.