#########

الضحايا

الأمن العسكري: تصفية فتيات، وأساليب تعذيب وحشية.. معتقلة سابقة تروي مأساتها


تخلصت براءة من سياط السجانين في المعتقل، لتلاقي ألسنة لم ترحمها وكانت أمر وأقسى من عذابات الزنزانة، وتعالت عن كل هذه الأقاويل لأن شغلهاالشاغل كان الأطفال المحتاجين لمن ينقذهم من قسوة المجتمع وظلم نظام الأسد.

23 / حزيران / يونيو / 2021


الأمن العسكري: تصفية فتيات، وأساليب تعذيب وحشية.. معتقلة سابقة تروي مأساتها

*مع العدالة | ضحايا 

 

براءة عرار بنت ال ٢٤ ربيعاً، تعمل في مركز قلوب صغيرة في مدينة نوى، إحدى الناجيات من معتقلات نظام الأسد، اعتقلها الأمن االعسكري بدرعا لتترك خلفها طفلة رضيعة ذنبها الوحيد أن أمها تحمل رسالة نبيلة، لم يعجب مضمونها نظام الغدر فغيبها داخل زنزاناته، ومن هنا بدأت رحلتها المريرة مع قسوة السجانين الذين انتزعت من قاوبهم الرحمة.

 

تقول براءة: ” اعتقلت على أحد حواجز النظام، كانت طفلتي البالغة من العمر أربعة أشهر ونصف برفقتي. قاموا بأخذ ابنتي مني عنوة، وتعرضتُ للتعذيب الجسدي والنفسي وكل أنواع التعذيب”.



وتابعت: “كان جلّ ما أفكر به طوال فترة اعتقالي هي طفلتي. كنت أريد فقط أن أراها وأضمها، فقد تركتها رضيعة وأردت تعويضها عن بعدي عنها”.

بكثير من الألم والحرقة تروي براءة أحداثاً رسخت في ذاكرتها وجرت معها في غياهب السجون، لا عين رأت ولا أذن سمعت ويعجز لسانها عن وصف ما عاشته خلال فترة اعتقالها، لأنها تصل إلى أبعد مدى من القهر والإذلال، ولم تنسَ للحظة زميلاتها في المعتقل ومصيرهن المجهول.


أضافت براءة: “هناك الكثير من المواقف التي تعرضت لها لا يمكن أن أنساها، من بينها تصفية الفتيات المعتقلات اللاتي لم يقترفن أي ذنب وتتم تصفيتهن بتهم ملفقة زوراً وبهتاناً، ومن بين هؤلاء الفتيات تعرضتُ لأقل تعذيب، رغم أنني “شُبحت” ثلاثة أيام متواصلة في إحدى المرات”.


تخلصت براءة من سياط السجانين في المعتقل، لتلاقي ألسنة لم ترحمها وكانت أمر وأقسى من عذابات الزنزانة، وتعالت عن كل هذه الأقاويل لأن شغلهاالشاغل كان الأطفال المحتاجين لمن ينقذهم من قسوة المجتمع وظلم نظام الأسد.

تقول براءة: “بعد خروجي من المعتقل بتّ أعمل في دعم الأطفال وتعليمهم، كي يبتعدوا عن ما تفرضه الحرب من أجواء وأفكار، وبرغم نظرة المجتمع القاسية تجاهي بعد خروجي من المعتقل، لكنني لم أخف ولم أستسلم، لأنني لم أسجن لسبب مخزي بل سجنت من أجل أمر مشرف.


لم تكن براءة الأولى وليست الأخيرة، فهناك الآلاف من النسوة في معتقلات نظام الأسد، بحاجة إلى من ينظر لهن بعين العطف ويرأف بحالهن ويطالب بخروجهن.

سنتان من القهر والتعذيب كانت براءة في معتقلات الأسد، ومازالت مصرة على إكمال مشوارها في دعم الأطفال لإخراجهم من أجواء الحرب.