#########

الضحايا

الجيش “يقتل ستة أشخاص” في قصف جيب درعا المتمرد


يقول السكان إنه تم سحب الجثث من المنازل التي تعرضت للقصف مع استمرار حصار قوات نظام الأسد للمدينة.

31 / آب / أغسطس / 2021


الجيش “يقتل ستة أشخاص” في قصف جيب درعا المتمرد

*مع العدالة | تقارير ومتابعات


قصفت قوات النظام  آخر معقل للمعارضة في مدينة درعا يوم الأحد، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال حصاره لمسقط رأس الثورة في البلاد، حسبما ذكر السكان.

ورفض مسؤولو “الجيش” التعليق على هذه الأنباء لكنهم قالوا في بيان إن الجيش بدأ يفقد صبره على ما وصفه بـ”الجماعات المسلحة والإرهابيين” في الحي.

وقد شهدت التوترات في المنطقة منذ اتفاق المصالحة في عام 2018 اغتيال العشرات من المعارضين السابقين والقوات الموالية لنظام الأسد.

تستخدم وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد بانتظام مصطلح “الإرهابي” للإشارة إلى مقاتلي المعارضة. ومنذ أواخر حزيران، تبادلت قوات المعارضة المحلية نيران المدفعية مع قوات الأسد والميليشيات الطائفية، وفرضت دمشق حصاراً خانقاً على أحياء درعا البلد الجنوبية من المدينة، التي تعد مركزاً مهمّاً للمعارضين.



منعت الفرقة الرابعة “قوات النخبة في الجيش”، تدعمها الميليشيات الإيرانية، إمدادات الغذاء والوقود إلى درعا البلد في الوقت الذي تضغط فيه على المعارضة للاستسلام بعد ثلاث سنوات من استعادة قوات الأسد بمساعدة الروس والإيرانيين لبقية المنطقة القريبة من الحدود مع الأردن.

وقال أبو جهاد الحوراني المسؤول المحلي لرويترز «إنهم يستخدمون ما يسمى بصواريخ الفيل بشكل عشوائي» في إشارة إلى صواريخ بدائية الصنع.
كما قال سكان محليون إن جثث ستة أشخاص انتشلت من منازل تعرضت للقصف وسط حي درعا الذي شهد شهوراً من العنف منذ توقيع اتفاق مصالحة مع نظام الأسد في 2018. وطوقت الفرقة الرابعة الموالية لإيران التابعة لجيش الأسد، معقل القوة الرئيسية (المعارضة) في المحافظة لمدة شهرين، بدعم من الميليشيات المحلية التي تمولها طهران.

إحباط الجهود الروسية

وقال مسؤولون محليون وسكان وبعض مسؤولي “الجيش” اشترطوا عدم ذكر أسمائهم إن الهجوم هو محاولة لتقويض الجهود الروسية لحل الأزمة دون شن هجوم شامل .

أعلن الجنرالات الروس الذين يجريون محادثات مع شخصيات محلية وقادة الجيش عن خطة في 14 آب تسمح لقوات نظام الأسد بالدخول ولكنها تعطي ضمانات للسكان ضد الانتقام وتوفر ممراً آمناً للمعارضين السابقين كي يغادروا إلى مناطق المعارضة الأخرى في شمال غرب سوريا.

وصلت حافلات تقل بعض المعارضة والمدنيين من درعا صباح الجمعة إلى شمال سوريا الذي تسيطر عليه قوات المعارضة بدعم تركي، لكن يبدو أن المحادثات التي توسطت فيها روسيا قد توقفت.


  درعا أصبحت الآن مدينة أشباح بعد أسابيع من القتال والقصف المتقطع وسط حصار مستمر. 16 آب (أ ف ب)

وفي يوم الثلاثاء، دخلت الشرطة العسكرية الروسية، إلى جانب قوات من اللواء الثامن – المؤلف من معارضين سابقين تدعمهم موسكو – درعا وأزالت نقطة تفتيش رئيسية للاستخبارات العسكرية كانت تساعد في دعم الحصار.

تجمع مئات المدنيين أمام نقطة التفتيش لتوديع أقاربهم والاحتفال بالنهاية الواضحة للحصار دون دخول القوات الموالية لإيران إلى المدينة.

ولكن بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة مع قوات اللواء الثامن، فتح أفراد نقطة التفتيش الأمنية العسكرية النار على المدنيين لتفريقهم، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين.

واستهدفت قوات الأسد يوم الخميس مدينة طفس غرب محافظة درعا بهجمات صاروخية – أسفرت عن مقتل امرأتين وإصابة ستة أشخاص – بالتزامن مع قصف مدينة درعا.


نحمل روسيا المسؤولية

في عام 2018، استعادت قوات نظام الأسد، بمساعدة القوات الجوية الروسية والميليشيات الإيرانية، السيطرة على محافظة درعا المتاخمة أيضاً  لمرتفعات الجولان الإسرائيلية.

وقدمت موسكو ضمانات “لإسرائيل” وواشنطن في ذلك الوقت بأنها ستمنع الميليشيات المدعومة من إيران من توسيع نفوذها في المنطقة.

أجبرت تلك الصفقة آلاف المعارضين المدعومين من الغرب على تسليم أسلحة ثقيلة، لكنها منعت قوات جيش الأسد من دخول درعا البلد، التي ظلت إدارتها في أيدي المعارضة.


 قوات نظام الأسد مع الميليشيات الإيرانية تواصل تمددها في درعا (يوسف كروشن/فرانس برس)

وقال أبو يوسف المسالمة وهو أحد كبار السن لرويترز “نحمل روسيا مسؤولية إصابة أي طفل. هذه الحرب تفرضها علينا إيران والروس يراقبونها.”

أعربت واشنطن وقوى غربية كبرى عن قلقها من الحملة العسكرية لقوات الأسد في درعا، والتي يقولون إنها تختبر تعهدات روسيا بالحفاظ على الاستقرار وكبح جماح الميليشيات الإيرانية في المنطقة الحدودية.

أصبحت درعا الآن مدينة أشباح بعد أسابيع من القتال والقصف المتقطعين منعت خلالها قوات الأسد وحلفاؤها وصول المواد الغذائية والطبية والوقود، لكنها فتحت ممراً للمدنيين للمغادرة، بحسب السكان والمسؤولين المحليين.

وفي الأسبوع الماضي دعا السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة “جيمس كاريوكي” إلى إنهاء الحصار قائلاً إن الوضع هناك شديد .

وقال كاريوكي: “لا تزال المملكة المتحدة قلقة للغاية بشأن الوضع في درعا.

وأضاف “هناك خمسون ألف مدني محاصرون منذ حزيران. وأدى القصف العنيف إلى نزوح 37,000 شخص“.