انخفض إنتاج سوريا من الحبوب من متوسط سنوي قدره 4.1 مليون طن قبل الأزمة – وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي – إلى ما يقدر بنحو 1.05 مليون طن في عام 2021، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. بلغ الإنتاج في عام 2020 2.8 مليون طن.
24 / تموز / يوليو / 2022
*مع العدالة: ضحايا
لقد كان عاماً سيئاً للمزارعين في شمال شرق سوريا، حيث يبدو أن محصول القمح المخيب للآمال سيوجه ضربة أخرى للإمدادات الغذائية في بلد يعاني من تغير المناخ والحرب.
قال المزارع محمد حسين إنه زرع نحو خمس المساحة التي يزرعها عادة هذا الموسم بسبب الصعوبات التي تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية وهو أحد الآثار الجانبية للحرب الأوكرانية.
وأضاف “إنها قلة الأمطار ونقص الوقود وارتفاع أسعار الأسمدة”؛ وقال أيضاً، إنه زرع نحو خمس المساحة التي يزرعها عادة هذا الموسم بسبب الصعوبات التي تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية وهو أحد الآثار الجانبية للحرب الأوكرانية.
محمد حسين (46 عاماً)، تحدث لوسائل إعلام محلية قائلاً: في الوقت الذي شق فيه أحد الحصادين طريقه عبر حقل قمح خلفه في قرية بالقرب من مدينة القامشلي في الشمال الشرقي” نعاني من نقص في وقود الديزل والأسمدة باهظة الثمن“.
ويعد الشمال الشرقي حيوياً لإنتاج الحبوب في سوريا، لكن السلطات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على المنطقة لا تتوقع أن يلبي محصول هذا العام احتياجات منطقتهم، ناهيك عن السماح للإمدادات إلى أجزاء أخرى من سوريا.
وتضيف إلى الصورة القاتمة لإنتاج القمح السوري الذي تراجع منذ اندلاع الحرب عقب الثورة السورية في عام 2011، مما أثار المخاوف بشأن الأمن الغذائي في بلد تقول الأمم المتحدة إن احتياجاته وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.
وقال “عمران رضا” المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا لـ”رويترز” إن المؤشرات الأولية تشير إلى موسم زراعي سيئ آخر بعد انخفاض الحصاد في عام 2021.
وعلى غرار الموسم الماضي، قال إن موسم الحصاد تضرر بسبب تأخر هطول الأمطار، وفترات الجفاف الموسمية الطويلة، والتوقف المبكر المدمر لهطول الأمطار.
كما تأثرت المحاصيل بشذوذات الطقس، بما في ذلك الصقيع والارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
وقال لرويترز:” ارتفعت تكاليف الغذاء بشكل كبير، وكان الإنتاج والإمداد منخفضاً، والمؤشرات الخاصة بالحصاد القادم مقلقة للغاية”. “نحن قلقون للغاية بشأن حالة الأمن الغذائي بشكل عام.”
من الوفرة إلى العبء
انخفض إنتاج سوريا من الحبوب من متوسط سنوي قدره 4.1 مليون طن قبل الأزمة – وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي – إلى ما يقدر بنحو 1.05 مليون طن في عام 2021، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. بلغ الإنتاج في عام 2020 2.8 مليون طن.
في حين أن واردات القمح من حليفة نظام الأسد، روسيا، قد سدت بعض الفجوة، فإن انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد الممزقة أكثر حدة من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، بسبب عوامل بما في ذلك انهيار الليرة السورية.
يقول برنامج الأغذية العالمي إن 12.4 مليون سوري، أو ما يقرب من 70 في المائة من سكان البلاد اليوم، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقالت نبيلة محمد، وهي مسؤولة كبيرة تشرف على التنمية الزراعية في الإدارة التي يقودها الأكراد والتي تدير الشمال الشرقي، إنه حتى الآن، تم حصاد 379,000 طن من القمح هذا العام في المنطقة.
العائد المتوقع هو 450,000 طن-أقل من 600,000 طن قالت إنها ضرورية لتلبية احتياجات المنطقة، مما يعني أنه لن يكون هناك فائض للإمداد بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
“في العام الماضي كان هناك القليل من المطر. وهطلت الأمطار هذا العام، لكنها لم تأت في الوقت المناسب”، مضيفةً أن حرب أوكرانيا أثرت أيضاً على المزارعين من خلال زيادة أسعار الأسمدة المستوردة.
وقالت إنه تم حصاد نسبة صغيرة من المناطق البعلية، حيث يعتمد المحصول في الغالب على الأراضي المروية. وأضافت أن حصاد هذا العام في الشمال الشرقي كان أفضل من الماضي، بسبب إصدار المزيد من التراخيص لحفر الآبار.
قالت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” إن المزارعين في المناطق البعلية في سوريا فقدوا معظم محاصيلهم للسنة الثانية على التوالي.
وقال محمد أحمد (65 عاماً) إنه تكبد خسائر فادحة بسبب الجفاف ووصف أرضه بأنها عبء أكثر من كونها أصولاً.
“نحن نشكو من هذه الأرض، والتي حققنا خسائر لمدة سنتين متتاليتين. لقد أعطيناها للرعاة لرعي مواشيهم”.