#########

الضحايا

تسعة أشهر في فرع الجوية بحلب.. معتقلة تروي مأساة أشبه بالخيال


لقد أصبنا بأمراض كثيرة، منّا من أصيب بالسكري، والضغط الشرياني، وهنالك من تعرّض لنوبات قلبية؛ إذ ماتت امرأة في الزنزانة، ولم يأتِ أحد لإخراجها، بقيت أسبوعاً، حتى أتى عنصر وأمر بإخراجها، قائلاً : "خذوها، ارموها للكلاب

31 / كانون أول / ديسمبر / 2018


تسعة أشهر في فرع الجوية بحلب.. معتقلة تروي مأساة أشبه بالخيال

 

 

*بلقيس الحلبي _ مع العدالة 

 

في حلب، عام 2015 كنتُ أعملُ على جمع استبيانات لمنظمة مجتمع مدني في تركيا، وكانت هذه الحالة التي حفرت في قلبي قهراً لن تستطيع الأمم المتحدة بكل برامجها العمل على رتقه!

 

***

كنت جالسة إلى جانب امرأة خطوط وجهها ترسم ملامح عجوز تجاوزت المائة، ولكن عمرها لم يتجاوز الأربعين، قالت لي بنظرة مليئة بعبرات القهر: “الخطأ  الوحيد والذي لن أسامح نفسي عليه هو إنني أصبحت أمّاً”.

تملكتني دهشةٌ وسألتها: ما الذي يا ترى يجعل امرأة تندم على أمومتها؟

 أعادت كلماتها بغصة أكبر: أنا التي ندمت على أمومتها. وهي ترمقني بنظرة لم أعلم معناها، هل هي لم تبالِ بسؤالي، أم أن مشاعرها تخدرت من ثقل مصابها؟، أم هو ألم الذكريات الذي لم تستطع عبوره بعد؟

 قطعت نظرتها وقالت: هل تعلمي أني لا أستطيع أن أناديكِ بابنتي، ولا أستطيع أن أنسبَ أحداً إليّ بعد الآن؛ أولادي لم أستطع الحفاظ عليهم، كي أنادي أبناء غيري بأولادي. فأدركتُ من هذه النظرات أن وجعاً داخلها لا يمكن أن يصل إلى أحد، لا يصل إلا لمن يحمله.

قابلتها حين كنت أجري بعض الاستبيانات مع زوجات المعتقلين. افتتحت حديثها دون أي استئذان، قالت إن الاعتقال سيئ جداً، ولكن أن تكون المعتقلة أنثى، ذاك يجعل من الوجع وجعين؛ فعلمت أنها إحدى الناجيات من معتقلات ذاك النظام المجرم.

سألتها حينها، لا بل رجوتها بالسماح لي أن أوثق حالتها باستبيان؛ فهزت برأسها موافقة، ولكن طلبت مني عدم السؤال عن اسمها، فاستجبت لطلبها.

قلت لها قبل البدء بالحديث معها بأن هذه الاستبيانات هي للمعتقلين وللمختفين قسراً، وبأن معلوماتها ستبقى سرية.

 

جلستُ أمامها وعيناي تراقبان تحركاتها، رجفة يديها، شرود ذهنها… وحتى ألمها المخفي تحت الابتسامة المزيفة. لم أتردد بسؤالها عن سبب اعتقالها وبأي تهمة؛ حينها تغيرت ملامحها للجدية فجأة، وصوبت نظرها نحوي وقالت: سأقول لك قصتي، ولا أطمح بأي هدف كي يصل صوتي لأحد، لذا أرغب أن تنزعي تلك الورقة من يدك، حيث لا أحد يستطيع تعويض خسارتي. استجبت لطلبها بسرعة لتبدأ بسرد قصتها:

 كنت عائدة إلى المنزل، أحمل لأبنائي ملابس العيد الجديدة بعد جولة مكوكية، اخترت فيها لهم ما يرغبون، لم أشأ أن أحرمهم من فرحة العيد، كان  سعد يبلغ من العمر 12 عاماً وأسعد 13 عاماً، يغاران من بعضهما، فاشتريت لهما ذات الملابس، أما وفاء، كان عمرها أحد عشر ربيعاً.

كانت تريد أن ترتدي فستاناً كالعرائس؛ ورجل البيت، عبدو الذي يكبر أخوته بسنة ونصف، كان له لباس يناسب مظهره كرب أسرة، فأنا أحب فيه خصال الرجال.

 

كنت أسير في حي الأعظمية بحلب، متجهة نحو منزلي في صلاح الدين، إذ كان هنالك حاجز عند مفرق المستودعات، يفتشون السيارات والمارة، كان ذلك في عام 2012 لا أذكر الشهر، ولكن كان الجو حاراً بعض الشيء.  

 

في طريقي وردتني مكالمة هاتفية من شاب يسأل عن قائد كتيبة اسمه على ما أذكر (أبو الفاروق)؛ أخبرته بأن هذا الرقم لي وأقفلت الخط، ولكنه بعد دقائق عديدة، أعاد الاتصال، فصرخت فيه بغضب وبصوت مرتفع بعض الشيء بأن هذا ليس رقم أحد غيري؛ ولم أقطع بضعة أمتار، حتى اعترضت طريقي سيارة عسكرية، نزل منها رجلان مسلحان، وجرّاني من ثيابي، بكل ما يملكان من حقد. بدأت أصرخ (يا ناس يا عالم شوفي والله أنا مالي دخل)؛ ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ إن المارة لم يلتفتوا لصراخي! وكأن جميع الشباب والرجال الذين مروا قد باعوا شهامتهم ونخوتهم للكلاب.

 

قطعتْ كلامها بتنهيدة عميقة، فحدقت بي أكثر، وقالت هل تعلمي ما معنى أن تجرّ امرأة ولا أحد حتى ينظر إليها !؟ 

تم عصب عينيّ واقتادوني إلى حيث لا أعلم، أو ربما علمت، ولكن حاولت أن أكذّب ما أعرفه حتى وصلت. كانت أطول رحلة عشتها في حياتي، ولكن الذي حدث معي لاحقاً، تبيّن أنها الأقصر.

حينما أدخلوني إلى الضابط، كان التعذيب قد نال مني ما نال. نظر إلي الضابط وقال (شو جايبين ضيفة جديدة؟) يجب أن نقوم بالواجب؛ وبدؤوا بصفعي وركلي بلا رحمة، وأنا إلى هذه اللحظة لم أستوعب ما يحدث حتى فقدتُ الوعي، ولم أعد أذكر شيئاً، لأستيقظ بعد ساعات لا أعلم عددها، في غرفة ينهشها الظلام، لم يكن باستطاعتنا الكلام، إذ مجرد أن يسمع لنا همس، حتى يعاقب جميع من في الزنزانة. ومرت ساعات على إقامتي، أو ربما أيام أو حتى شهور؛ لا أعلم، كل الأيام كانت متشابهة؛ يقتادونا إلى التحقيق، ولكن لم يكن سوى التعذيب، ليفرغوا حقدهم على نساء لا يملكن حول ولا قوة.

 صورةُ أبنائي لم تغادرني للحظة، حتى حينما يتم تعذيبي.

كانت هذه المرأة تتكلم والغصّة تفترسها، كنت أشعر بها وكأنني أنا الذي أتعذب نفسياً، حتى أني تخيلت نفسي مكانها. كان علي أن أسألها سؤالاً مهماً مع أنني كنت محرجة منه، وهو إذا كانت تعرضت لاعتداءٍ جنسي، فقالت لا، ولا أحد حدث معه هذا من الذين أعرفهم؛ فلقد قامت امرأة بتفتيش جسدي من رأسي الى أخمص قدميّ، دون ملابس وأنا مغمضة العينين، وبعدها ارتديت ملابسي ولم أتعرض لمثل هذا التفتيش مرة ثانية.

أدارت وجهها نحو الباب قائلة: هل تصدقي أني لا أستطيع أن أرى الأبواب مغلقة! حتى في بيتي الآن، لا أحتمل إغلاق أي باب؛ أصبح لدي رهاب شديد وارتعاد قوي حينما أسمع صوت إغلاق الباب، هذه العقد النفسية لن تفارقني؛ تابعت مسترسلة حديث معاناتها.

كانت من بين النساء اللائي معي امرأة برزت بطنها بعد إقامتي بفترة. عاينتها الطبيبة وقالت لها بأنها حامل، وحددت لها بأنه الشهر السادس، ولكن كان حجم بطنها وكأنه في الشهر الثالث، فالطعام الذي كان يقدم من أسوأ الأطعمة المتعفنة، ومنتهية الصلاحية، وحتى كميته قليلة، فمن أين لها أن ينمو جنينها بالشكل السليم.

ابتسمت الحامل وقالت أنا عندما جئتُ إلى هنا، كنت منذ شهرين متزوجة.

فرحتْ، ولكن للأسف لم نستطع أن نبارك لها زواجها وحملها كما هي عادة النساء عند سماعهن أي خبر مثل هذا.

تقدمتُ نحوها لأخبرها أنها ستخرج، فالله لن ينسى هذا الطفل، بدأت بالبكاء وكان نحيبها يملأ الزنزانة؛ كانت تبكي بحرقة فتاة فعلت الحرام، هذا هو الندم على الأمومة، كما قلت لك سابقاً.  

بعد أيام عديدة دخلوا إلينا، نادوا أرقام ثلاث نساء، من بينهن المرأة الحامل، لم نكن نحمل أسماءً هناك، كنّا أرقاماً، لم أفهم ما معنى هذا الرقم، هل هو عدد النساء المعتقلات، أم إنه رقم يضعه الضابط لنا لا على التعيين؟!

تمنيت أن أقول لهم خذوني بدلاً عنها، ولكن تفاجأتُ برقمي، أنا آخرهن. نظرت إليها، لا أذكر اسمها بالضبط، ولكن ربما كانت “رحاب”؛ عيناها كانت جاحظتين من الخوف، ويداها على بطنها.

افتتح التحقيق معها، وعندما لاحظ الضابط بروز حملها، بدأ يضربها على بطنها بقوة، وهو يشتم ويقول (ما بكفي انتوا وسخ بدكم تيجبو وسخ كمان وإرهابين صغار) … ويشتمها بأبشع الكلمات.

أخذ يضربها حتى سالت الدماء منها، وبكثرة؛ عندما رأت الدم يسيل، شهقت بقوة، وفقدت الوعي. استمر التعذيب لساعات، ودون مبالغة، وصلت دماؤها إلى عتبة الغرفة. فسحبها السجان إلى الزنزانة، وكأنها جثة، تسحب لترمى في المجهول. فنحن لم نكن سوى أرقام، وأولادنا أرقام!

 عاينتها الطبيبة، كانت كليتاها في خطر، لم تبقَ بيننا طويلاً، حتى فارقت الحياة، وهي بين يديّ الطبيبة!

في الزنزانة نساء كثيرات، ومن الطبقة المثقفة؛ هناك طبيبة لا أذكر اسمها، وقابلة قانونية ومدرّسة لمادة علوم الأحياء، ذكرت لي اسمها وعرفتها، المُدرِسة “صباح”.

كنا نتعامل ذات المعاملة، حتى بالتعذيب، وبعد المدة التي بقيت فيها، تعلمت خلالها بعض مبادئ التمريض، كان ممنوعاً أن نتحدث مع بعضنا بصوت عالٍ، فنهمس في أذان بعضنا البعض؛ بعدها وضعوا لنا امرأة من بين المعتقلات، جاسوسة علينا، إذا ما قمنا بأصغر شيء، تقوم بنقل ما يجري للعسكري الموجود على الباب .. إنها (جاسوسة)! ولا نعلم بما أغروها أو أجبروها كي تقوم بهذه الفعلة الرخيصة؛ لقد اكتشفنا أمرها، عندما كنت أتحدث همساً عن قصة اعتقالي، إذ أرسلوا في طلبي بسرعة، و(شُبِحت)؛ قيدت يداي، وتدلت رجلاي، وبدأوا بجلدي حتى سالت الدماء من كل أنحاء جسدي، ومن ثم قاموا بتعريضي إلى صدمات كهربائية، وكثيراً ما كانوا يهددونني بأولادي، على أنهم يستطيعون الوصول إلى جميع عائلتي.

وكثيراً ما كنا نسمع أصوات الرجال وهم يصرخون ويستغيثون، وأحياناً يعذبونهم أمامنا، ويعذبوننا أمامهم، ضمن حالة سوريالية لا تخطر في بال أي إنسان.

أنا لم أتلقَ تعذيباً بقدر التعذيب الذي تلقته الطبيبة؛ إذ كانت تقاومهم، وترد عليهم بالشتائم، ذاتها التي كانوا يشتمونها، وحتى قضت أغلب أوقاتها في المنفردة.

  كانوا كل فترة يرسلون في طلبي للتحقيق، وأحياناً يومياً، وأنا لا يتغير كلامي. انقطعتُ فترة عن التحقيق، لم يرسلوا في طلبي بعدها، كان وضعنا يزداد سوءاً، انتشر القمل والجرب، وهذا أمر طبيعي في السجون؛ وخاصةً أقذر السجون، وهي سجون (آل الأسد).

لقد أصبنا بأمراض كثيرة، منّا من أصيب بالسكري، والضغط الشرياني، وهنالك من تعرّض لنوبات قلبية؛ إذ ماتت امرأة في الزنزانة، ولم يأتِ أحد لإخراجها، بقيت أسبوعاً، حتى أتى عنصر وأمر بإخراجها، قائلاً : “خذوها، ارموها للكلاب”.

 من يموت هناك، في فرع الجوية، كانوا يضعونه للكلاب؛ أنا مرة في ساحة التعذيب رأيت كلباً يأكل جثة رجل!!

أرسلوا في طلبي ذات يوم؛ قال المحقق سيصدر حكماً بإعدامي إن لم أتكلم بما أعرفه. لم أبدّل أقوالي كما يرغبون. أجبرني عنصر بعد أن أمسكَ بأصابعي لكي أبصم عنوةً على ورقة لا أعلم ماذا تحتوي!

 بصمتُ مجبرةً، وكأنني أبصمُ على التنازل عن حياتي.

 وضعت يومين داخل منفردة، مع تعذيب نفسي شديد؛ تنفذ الإعدامات أمامي… قاموا بإعدام شابين وامرأة، هي الطبيبة إن لم يخب ظني، لا يمكنني أن أجزم بذلك؛ لقد كانوا ينفذون أحكام الإعدام وظهورهم إليَّ، لا أرى وجوههم.

بقيت في المنفردة مدة شبيهة بالضباب، لا أعلمها، بعدها جاء خبر الإفراج عني، كنت أظن أن جميع من أعرفهم سيقومون باستقبالي، كي يحتفلوا بي، لم أعلم أني سأواجه كل هذا الرفض والتنصل، وعدم الاعتراف بي ممن كانوا أقرب الناس إليّ.

خرجت بعد تسعة أشهر حافية، بمنظر يرثى له، اتجهت نحو منزلي في صلاح الدين، في القسم التابع للنظام، لم أجد أحداً في المنزل، سألت جيراني عن أولادي، فأخبروني أن عمّهم أتى وأخذهم.

اتجهتُ بعدها إلى القسم الشرقي، وبدأت رحلة البحث عن أولادي؛ ليلاً ونهاراً دون تعب، فلم يغمض لي جفن. بعد شهرين توصلت إلى وجود دار للعجزة في حي البياضة، هذه الدار لم تكن للمسنين فقط، بل كانت لكل طفل فقد ذويه، وكذلك للنساء اللواتي ليس لهن معيل.

استقبلتني المشرفة على الدار، أخبرتها أنني أبحث عن أطفالي، وذكرت لها أسماءهم، فأجابتني بأن فتاة موجودة لديها أحضرها الجيران إلى الدار، كونها وحيدة، وهم لا يستطيعون تحمّل مصروف طعامها وشرابها؛ وبعد مدة، من قدومها إلى الدار، لاحظوا أن بعضاً من تصرفاتها غير سوية، فحاولوا التحدث إليها، فأخبرتهم بما جرى لها، بلسان طفلة علمت ما معنى قسوة الحياة، فعرضوها على طبيبة  لتفحصها، فاتضح لهم أنها فاقدة للعذرية،  بسبب اعتداء أحد الرجال، الذي وصفته لهم أنه كان يرتدي بنطالاً عسكرياً، دخل المنزل خلسة، ضربها حتى أفقدها الوعي، وفرّ هارباً؛ وهي لا تذكر شيئاً من ملامحه… ومع هذا، نحاول هنا ضمن الدار جاهدين تقديم المساعدة لها.  

بكت أمامي هذه المرأة بحرقة، وكأنها المسؤولة الوحيدة على ما حدث مع أبنائها، وأكملت:

طلبت أن أراها، أحضروها، وقفتْ أمامي مذهولة، ركضت نحوي وهي تبكي، احتضنتها بقوة، بحجم الفقد والمعاناة، معاناة كل أم فقدت فلذة كبدها… نعم، لقد تركتها رغماً عني، لقد تركتهم (أولادي) بتهمة لا أعرف كيف لُفقت لي!

لربما حينما اعتقلوني في البداية، كان أحدٌ يراقبني، كي ينتقم مني، كوني كنتُ أساعد في العمل الإغاثي ضمن الثورة، وخاصةً الإغاثة الطبيّة، التي كانت أغلبها تذهب للجيش الحر، وهم بدورهم يعملون على توزيعها للمصابين من المدنيين.

مرت ثلاثة أسابيع من البحث، لم أدع مقراً ولا بيتاً ولا زقاقاً، إلا وسألت عن باقي أولادي؛ وأخيراً، وجدت سعد وأسعد جالسيَن على الرصيف، بحالة يرثى لها، وكأنهما منذ بعثا على هذه الدنيا مشردَين.

ركضتُ نحوهما، وكأن الكرة الأرضية بكاملها اختصرت بالمسافة التي بيني وبين طفليَّ!  أخذتهما، وعدنا إلى البيت الذي أعطوني إياه الفصيل المتواجد في “حي السكري” واستقريت فيه إلى الآن.

قال لي ابني سعد وقتها بلهجة طفل حديث العهد على الرجولة: أمي لما غادرتِ وتزوجتي؟ عمي طردنا، وقال لنا اذهبوا، ابحثو عن أمكم التي تزوجت وتركتكم.

 صمتُّ للحظة وقلتُ له: كنت بالسجن ولم يكن شيئاً بإرادتي.

الآن أعاني من طفل أصبح مدمناً لمادة “الشعلة”، يجلس على الأرصفة كأنه حجراً منها! وابني الآخر لص، يجوب الطرقات، ويسرق ما تطاله يداه!

 وابني عبدو… سألت عنه كثيراً، وبحثتُ، ولم أعلم شيئاً عنه إلى الآن!

أعادت النظر إليّ قائلة: هل تتوقعي أن أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان، أو حقوق الأطفال، سوف تعيد براءة أولادي؟!

 وهل ممكن لمنظمات حقوق المرأة أن تعيد شيئاً من أمومتي التي تقفُ الآن عاجزة عن فعل أي شيء لأبنائي؟ وهل ممكن أن تعوضني عن كل ظلم وتعذيب أصابني؟!