#########

الضحايا

“حسن الفجر” من إدلب إلى سجن صيدنايا.. أربع سنوات من الجحيم!


هناك، لم أعد أفكر إلا بالموت، متى وكيف؟ وعلى طيلة أربع سنوات اعتقال، كنتُ أتوقع موتي في أي لحظة، وكان الموت أهون من التفكير والتعذيب، ومشاهدة الآخرين يتعذبون، ويصرخون أمامك. 

20 / شباط / فبراير / 2021


“حسن الفجر” من إدلب إلى سجن صيدنايا.. أربع سنوات من الجحيم!

*مع العدالة | ضحايا


يروي المعتقل السابق حسن الفجر المنحدر من محافظة إدلب، قصة معاناته عندما اعتقل من قبل فرع الأمن العسكري في إدلب قائلاً:

اعتقلت في الشهر التاسع من عام 2011 وبقيت شهراً كاملاً تحت التعذيب. عقب هذه المدة أجبرونا على توقيع أوراق فارغة، وأغلبنا كان لا يعرف ما هي تهمته. ثم نقلونا إلى دمشق فرع الأمن التحقيق “248“، وأيضاً عاملونا بقسوة، وعذبونا، وقاموا بجلب أوراق فارغة، ووقعنا علينا بتهم لا نعرفها وليس لنا صلة بها.


  • ويكمل الفجر حول المرحلة الجديدة بعد التحقيق: “نتيجة لؤم المحققين وسلوكهم العنيف، قرروا تحويلنا إلى سجن صيديانا”.


في صيدنايا، مورست ضدنا كافة أنواع التعذيب، حتى تلك التي كنا نشاهدها في الأفلام، اخترعوا أعنف منها، وهي ولا تخطر بالبال، قد مارسوها بحقنا. وكانت أشهر طرق التعذيب هي ” البورية (قطعة حديد) لتكسير الأضلاع واستهداف منطقة العنق، عند الحنجرة، و الضرب بالهرواة“.

أنا هناك، لم أعد أفكر إلا بالموت، متى وكيف؟ وعلى طيلة أربع سنوات اعتقال، كنتُ أتوقع موتي في أي لحظة، وكان الموت أهون من التفكير والتعذيب، ومشاهدة الآخرين يتعذبون، ويصرخون أمامك.


ويضيف حسن حول أشد المواقف صعوبة ومؤلمة بقوله” مرةً أتوا بمعتقل جديد، وكان السجّان اسمه –أبو جعفر– وهذا الأخير لديه هواية بالدماء، جاء بهذا الشخص وثبّت رأسه عن طريق جنود، وضربه بالأنبوب الحديدي على فمه، فكسر جميع أسنانه الأمامية. بعدها، أمر الشاب بالتقاط أسنانه، وعدّهم، وأجبره على ابتلاعهم. وبعد عشرة أيام، توفي ذاك الشاب جرّاء الألم في معدته والنزيف.”


يقول الفجر برسالة مقتضبة للمجتمع الدولي ولكل هيئات ومنظمات حقوق الإنسان، عليهم أن يطالبوا  بالمعتقلين، فهم داخل الجحيم، تحت التعذيب، وبأي لحظة قد يموتوا جراء هذه الظروف القاسية، وخاصةً مع انتشار الأمراض، كالسل والكورونا، فهم معرضون للموت كل يوم.


نهايةً يتمنى حسن وخاصةً بعد خروجه ومعتقلين آخرين، أن يتم إعادة تأهيلهم، فهم تغيّروا على المجتمع، وأيضاً المجتمع أصبح مغايراً، كي يندمجوا بالمجتمع ويشعروا بعدم الغربة عنه، إضافة إلى تأمين فرص عمل، فأغلب المعتقلين الذين خرجوا من سجون النظام السوري، دون عمل، ولا أحد يهتم بهم.