#########

الضحايا

ضحية اغتصاب وابتزاز مالي: سيدة سورية اعتقلها الأمن وابتزت عائلتها محامية!


رشوا المياه عليّ كي أستيقظ وأصر على أن أعترف بتلك التهمة، ولكنني رفضت، فهاجمني كأنه وحش كاسر ونزع ثيابي عني، وقام باغتصابي.

28 / أيلول / سبتمبر / 2020


ضحية اغتصاب وابتزاز مالي: سيدة سورية اعتقلها الأمن وابتزت عائلتها محامية!

*مع العدالة | ضحايا


ياسمين عبد العزيز الديري من ريف حماة الغربي، عمرها 32 سنة، تروي معاناتها وأهلها، أثناء اعتقالها، وتجربتها القاسية في أفرع الأمن وسجون النظام السوري، وقصة ابتزازها من قبل محامية تدّعي نصرة المظلومين. 

تقول السيدة “الديري”: في 20/11/2015 تم اعتقالي من قبل قوات النظام السوري الساعة الخامسة صباحاً.

 دخل أربعة عناصر إلى منزلنا وطلبوني بالاسم، وقال لهم والدي :”ابنتي ليست متهمة بأية تهمة لماذا تريدونها” فتهجموا عليه ودفعوه أرضاً، وطلبوا منه أن يسكت.

بعدها، أغلقوا عيني ووضعوني في سيارة، وأثناء ذلك قال لي أبي :”اذهبي لا تخافي أنا خلفك”.

لم أعلم إلى أين أخذوني. وضعوني في غرفة مظلمة تضم 13 فتاة، وأحضروا لنا طعاماً رموه على الأرض وخرجوا، وبقيت فترة على هذه الحال دون أن يحقق أحد معي، لكنني لا أعرف في الحقيقة كم تبلغ مدة هذه الفترة.



تكمل السيدة الديري: قاموا بتحويلي إلى مطار حماة، وهناك بدأ التحقيق بأسئلة عادية، ثم حولوني في اليوم التالي إلى الفرع الجنائي في حماة، برفقة تلك الفتيات.

في فرع الأمن الجنائي كان هناك فتيات أعمارهن صغيرة، وقدمت عائلاتهم لإخراجهن، وبقي عدد قليل فقط من الفتيات وأنا من بينهن.

طلب المحقق رؤيتي، واكتشفت فيما بعد أنه من (صوران) من ريف حماة أيضاً. وسألني أسئلة عادية. ثم سألته أنا لماذا تم اعتقالي ؟ فأجاب :”أنت متهمة بتهريب السلاح والجنود، وتسليمهم للجيش الحر، وتتقاضين المال مقابل ذلك”.

أنا بدوري أنكرت هذه التهمة الموجهة لي، فقام واقترب وضربني برجله على صدري، فسقطتُ أرضاً وشعرت بألم شديد في ظهري، واكتشفت بعدها أن تلك الضربة تسببت لي بكسرين في ظهري.

 

وعن التعذيب التي تعرضت له السيدة الديري تقول: 

قام بربطي على بساط الريح وبدأ بضربي على قدميّ، وطلب مني الاعتراف بالتهمة الموجهة إلي، لكنني بقيت مصرّة أنني لم أفعل ذلك، فاستمر بضربي، ثم أدخلني إلى غرفة أخرى، وعمد إلى (شبحي) على الجدار، وقام بتسخين ملعقة على الغاز وصار يحرقني بها على يدي، وبعد أن احترقت، وضع مادة تشبه حمض الليمون على الجزء المحروق، فلم أتحمل الألم وفقدت الوعي.

 

  • رشوا المياه عليّ كي أستيقظ وأصر على أن أعترف بتلك التهمة، ولكنني رفضت، فهاجمني كأنه وحش كاسر ونزع ثيابي عني، وقام باغتصابي.

 

بعد ذلك شعرت بيأس كبير، وطلبت منه أن يقتلني وينهي حياتي. أعادوني إلى الزنزانة، فقامت الفتيات بمساعدتي على ارتداء ثياب أخرى.

أرسل المحقق في طلبي مرة أخرى، وسألني مجدداً أن أعترف بالتهمة، فرفضت وقلت له :”لم يعد يهمني شيء؛ أكتب أي شيء تريده”. فكتب محضر التحقيق وقمت بوضع بصمتي على تلك الأوراق، وأعادني إلى الزنزانة.

وبقيت شهراً كاملاً في الفرع الجنائي في حماة، ثم قاموا بنقلي إلى دمشق، إلى الإدارة المركزية، وبقيت 15 يوماً هناك في زنزانة تحت الأرض، وكنا ثلاث فتيات.

بعدها تم تحويلي إلى محكمة الإرهاب، والقاضي حولني إلى المحكمة العسكرية، فحولوني إلى كفر سوسة، وبقيت أربعة أيام هناك إيداع.

ثم قاموا بنقلنا إلى سجن عدرا، وبقيت هناك يوم واحد فقط وأعطوني إخلاء سبيل في عدرا. ففرحت وظننت أنني سأخرج، لكنهم حولوني إلى فرع ركن الدين، وبقيت خمسة أيام، ثم قاموا بنقلي إلى حمص، حيث فرع الشرطة العسكرية، وبقيت 15 يوماً وحولوني إلى المحكمة، وأمر القاضي بتوقيفي.

 

الأمل في إخلاء السبيل والابتزاز المادي

احتجزوني في السجن المركزي بحمص، وعندها تواصلت مع عائلتي، وبعد أن سمعت أصواتهم، تمنيت أن أموت. تحدثت مع والدي فقال لي:” لا تخافي سوف أخرجك، طالما أنت في حمص، لا تقلقي” .

وقام بتوكيل محامية لي اسمها “لواء كتشا” من حماة، وبدورها طلبت مبالغ طائلة لإخراجي، وفي النهاية أخبرها والدي أنه مستعد لدفع أي مبلغ في سبيل أن أخرج. فطلبت منه 5 مليون، فوافق والدي بشرط أن أخرج أولاً لكنها لم تقبل، فاتفقوا أخيراً بأن أعطاها نصف المبلغ، وقال لها عندما تخرج ابنتي أكمل لكِ الباقي، فقامت المحامية بإخراجي إلى حماة، وأخذتني بسيارتها الخاصة، وعندما وصلنا حماة وجدت أختي وأمي فقط، ووالدي ليس معهم، ولم تقبل بأن أنزل من السيارة إلى أن أخذت باقي المبلغ من عائلتي.


عندما نزلت من السيارة سألت عن والدي فتفاجأت بأنه معتقل منذ أسبوع وأنا لا أعرف، وبقي شهرين مغيباً دون أن نعرف عنه أي شيء. لكن تلك المحامية كانت تعلم بمكانه وبدأت تأخذ مبالغ مالية من عائلتي لإخراجه، وعائلتي كانت تلجأ إلى الآخرين لاقتراض المال في سبيل دفعه وإخراجه.


بقيت 20 يوماً في القرية ولم أكن أستطع الخروج منها إلا عن طريق التهريب، لأنني خرجت من المعتقل وأنا قيد المحاكمة. فقامت والدتي بتهريبي وبقيت والدتي في القرية، وفي هذه الفترة قاموا باعتقال شقيقتي، وتبين لنا أن المحامية أصبحت تريد المزيد من المال من عائلتي، ثم دفعنا نصف مليون لإخراج والدي، وخرج. ومن ثم خرجت أختي من المعتقل.

أصبح وضع عائلتي المادي سيئاً جداً بعد أن استدانوا كل تلك المبالغ لإخراجي، ثم لإخراج والدي، وأنا الآن أشعر بالذنب تجاههم.