شاهدت جرائم عديدة، من القتل إلى الاغتصاب ومن بين تلك الجرائم ما تعرض له الشيخ محمد دملخي المنحدر من مدينة حلب، فقد تعرض للخنق من قبل أحد عناصر الفرع حتى فارق الحياة.
14 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2020
*مع العدالة | ضحايا
سردية مختصرة يتحدث “عبد السلام السيد” المنحدر من ريف حلب الجنوبي تجربة اعتقاله وتنقله بين الأفرع الأمنية التابعة للنظام فيقول :
اعتقلت بتاريخ 16 / 11 / 2012 أثناء معركة تحرير معامل الدفاع العسكري إثر كمين أعد لنا ضمن تلك المعركة، حيث كنت أتواجد. عندما أُسرت نقلت مباشرة إلى مفرزة الأمن العسكري بمنطقة الواحة، وبقيت هناك لمدة ستة عشر يوماً من ثم تم سوقي إلى فرع الأمن العسكري بحلب، حيث قضيت ما يقرب من تسعة أشهر، تعرضتُ خلالها للتعذيب شبه اليومي، فقد تنوعت أساليب التعذيب التي مورست بحقي من الشبح لمدة ساعات أو يوم أو يومين. كما تعرضت للصعق بالكهرباء على قدمي التي تضررت لاحقاً من جولات التعذيب، وللضرب بكل الأدوات المتاحة بين أيدي عناصر الفرع. علاوة على تعذيب نفسي فاق ما تعرض له جسدي.
يكمل السيد حول الجرائم التي شاهدها والانتهاكات في الأقبية الأمنية قائلاً : شاهدت جرائم عديدة، من القتل إلى الاغتصاب ومن بين تلك الجرائم ما تعرض له الشيخ محمد دملخي المنحدر من مدينة حلب، فقد تعرض للخنق من قبل أحد عناصر الفرع حتى فارق الحياة. كما أذكر محمد سيفو وهو من منطقة الهوتة بريف حلب الغربي، حيث فارق الحياة نتيجة الضرب المبرح من قبل العنصر ذاته الذي قتل الشيخ. وبعد تحويلي من فرع الأمن العسكري بحلب، تم سوقي في جولة مكوكية على عدد من الأفرع.. أذكر منها الفرع 291 والفرع 215 والفرع 248 إلى أن استقر بي العذاب في الفرع 235 بمدينة دمشق، حيث تعرضت لأساليب تعذيب ليست ببعيدة عما ذقته في الأفرع السابقة، إلا مع اختلاف بسيط ومميت أكثر وهو أسلوب الكرسي والشمعة، حيث يجلس المعتقل على كرسي مفتوح من قاعدته ويكون المعتقل مجرداً من ملابسه ثم يقومون بإشعال شمعة ووضعها أسفل المعتقل ويبقى على هذه الحال إلى أن يتعرض لحروق جسيمة في مكان جلوسه.
قتل واغتصاب:
الشاهد والضحية السيد يروي عن تلك التجربة المؤلمة بقوله: كنت شاهداً على جرائم قتل وتعذيب في باقي الأفرع، وعلى عمليات قتل واغتصاب جماعي في الفرع 235، ومن تلك المشاهد أذكر كيف أدخلوا عائلة مكونة من أب وأم وابنتهم إلى صالة التعذيب، وقاموا بشبحهم مجردين من الملابس وقاموا باغتصاب النساء. وكما كنا شهوداً على مثل تلك الجرائم كذلك، حيث كنا نسمع صراخ فتيات ونساء طوال الليل، يتعرضن للضرب والاغتصاب، ولاحقاً علمنا بحصول حالات ولادة اضطرارية لنساء في المعتقل وكل ذلك نتيجة التعذيب، فالوضع مأساوي لدرجة أنني أحاول نسيان تلك التفاصيل إلا أنها حفرت في ذاكرتي.
الآن وأنا خارج معتقلات النظام أشعر بأنني ولدت في حياة جديدة، بعد كل الذي تعرضت له من تعذيب جسدي ونفسي قمت بمعالجة نفسي، إلا أن قدمي لم أتمكن من علاجها، والآن لا بد من بترها فقد عُطبت نتيجة الصعق بعصي الكهرباء، وبالرغم من كل هذه الظروف الصعبة، وما تعرضت له إلا أنني أسستُ أسرة وها أنا أعمل وأعيش، حالي كمعظم الناس، لكن تبقى لدي حلم وحيد أتمنى من الله أن يمد بعمري وأرى كل المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام قد خرجوا.