أما عن السجّانات كنَّ أيضاً دون أسماء، فقط بالأرقام؛ وأذكر منهن رقم 27 و37 و 18 .. جميعهن من (الطائفة العلوية)
28 / تشرين ثاني / نوفمبر / 2019
*مع العدالة
“تم تعذيبي بطرق وحشية؛ علّقوني لمدة 11 يوماً مع قلع أظافر ي وتكسير أصابعي أيضاً وتهشيم عظام وجهي”
غدير المحمد المحمد، من مواليد حماة عام 1987 أم لأربعة أولاد، تروي لــ” مع العدالة” قصة اعتقالها وأسبابها، إضافة إلى طرق التعذيب والانتهاكات التي تعرضت لها في تلك المرحلة فتقول:
اعتقلت في السنة الثانية من الثورة، وبقيت شهراً و15 يوماً تقريباً بسبب مكالمة هاتفية مع ابن أختي، وهو جندي منشق عن جيش النظام السوري. بقيت في الأمن العسكري حتى تم تحويلي إلى سجن حماه المركزي؛ طبعاً تعرضت لشتى أنواع التعذيب الممنهج في الأمن العسكري؛ وكان يرافق التعذيب الإهانات والشتائم والابتزاز النفسي والمادي.
-
وتضيف السيدة غدير حول الاعتقال الثاني :
في منتصف عام 2017 اعتقلتُ مرةً أخرى بموجب تقرير (إرهاب) اتهمتُ فيه بتسليم عنصر من عناصر النظام للجيش الحر، إضافةً إلى تهمة التعامل من الثوار. ظللتُ لمدة 21 يوماً داخل فرع الأمن العسكري في حماه، ومن بعدها تم نقلي إلى فرع فلسطين في دمشق، لفترة تتجاوز 60 يوماً، وإلى الشرطة العسكرية، وعقب ذلك إلى المزة، وأخيراً إلى سجن عدرا المركزي.
- تواصلت هناك مع أخي من خلال الاتصالات المتوفرة والمسموح بها لمدة أربع دقائق فقط يومياً.
تم توكيل محامٍ لي، ومن ثم خرجت دون أن أعرض على المحكمة مع دفع مبلغ قدره ثلاثة ملايين ليرة سورية، جاء بعده بفترة إخلال سبيلي إلى سجن عدرا.
حينما نقلتُ إلى فرع فلسطين كنت في غرفة تحمل رقم 2، ورقمي 2 / 2 .. وكنا نُمنع نحن النسوة المعتقلات من الكلام، أو حتى الهمس! فنحن نراقب من خلال كاميرات في الجدران.. ومن تخالف هذه الأوامر يتم معاقبتها بالضرب والسجن الانفرادي، أو “الشَبِح” ( التعليق من اليدين للأعلى) لمدة طويلة.
أما عن السجّانات كنَّ أيضاً دون أسماء، فقط بالأرقام؛ وأذكر منهن رقم 27 و37 و 18 .. جميعهن من (الطائفة العلوية).
“تم تعذيبي بطرق وحشية؛ علّقوني لمدة 11 يوماً مع قلع أظافري وتكسير أصابعي أيضاً وتهشيم عظام وجهي”
أخوتي الثلاثة الشباب كانوا معتقلين خلال مرحلة اعتقالي؛ ذات التاريخ، لكن ضمن أفرع أخرى.
بعد الاعتقال، دخلت المشفى وبقيت لمدة شهر ونصف تقريباً أتعالج، مع فقدان للذاكرة، لا أتذكر سوى بعض الأشياء.. حتى أولادي نسيتُ ملامحهم .. وانتابني شعور بالخوف الدائم، إلى الآن يلاحقني… أخاف من طرق الباب .. صوت الهاتف .. الضجيج .. الصراخ؛ أصبحتُ عصبية، ومتوترة دائماً.
زوجي مات تحت التعذيب؛ اعتقلَ قبلي، وبعد عام من ذلك، سألنا عليه، فأعطونا تقرير الوفاة من مشفى تشرين العسكري . لقد مات ببطء جرّاء وحشية هذا النظام القاتل.